كتب- مصطفي محمود: يزهد القادة في أوروبا في استخدام السيارات الفاخرة التي ينتجونها في بلدانهم ويمتلكون تكنولوجيا تصنيعها وتطويرها. ولا ينظرون إليها سوي كوسيلة للانتقال. بينما ينفق المسئولون العرب الملايين من أموال شعوبهم في شراء أفخر السيارات التي يستخدمونها لأغراض شخصية في أحيان كثيرة._x000D_
_x000D_
وتكاد لا تخلو عاصمة عربية من مشهد تعطل الطريق بسبب عبور أحد المسئولين في موكب من عشرات السيارات الفاخرة. ولا يستخدم المسئولون العرب الدراجات الا في المناسبات الرياضية او الاستعراضية بينما يزدري المواطنون استخدامها ويعتبرون ¢ العجلة الكحيانة ¢ رمزا للفقر وتدني المستوي الاجتماعي._x000D_
_x000D_
دراجة رئيس الوزراء_x000D_
_x000D_
ورغم أن أفضل السيارات وأفخرها في العالم أوروبية الصنع مثل "مرسيدس" و"بي إم دبليو" يشتهر المسئولون الأوروبيون بركوب الدراجات الهوائية والكهربائية عن اقتناع شخصي وكوسيلة يقنعون بها شعوبهم بأفكارهم وبرامجهم الانتخابية ودليل علي اهتمامهم بالبيئة وتطبيق القوانين علي أنفسهم قبل العامة . ما يعزز صورتهم أمام شعوبهم ليفوزوا بأصوات ناخبيهم وليحوزوا ثقة رؤسائهم في العمل._x000D_
_x000D_
ففي أواخر يناير الماضي جذبت وزيرة العدل الفرنسية المستقيلة كريستيان توبيرا الأنظار حينما ختمت آخر أيامها في ديوان الوزارة بباريس راكبةً دراجتها الهوائية في طريق عودتها إلي المنزل._x000D_
_x000D_
وفي عام 2012 فاجأ رئيس الوزراء الهولندي الحالي مارك روت وفدًا إيرانيًا بوصوله عمله راكبًا دراجة هوائية وبلا موكب حراسة! وقد قال رئيس الوفد "سردار مقدم" للتليفزيون الإيراني إنه شعر بالخجل الشديد عندما رأي المسئول الأوروبي يصل مقر عمله راكبًا دراجته بينما الوفد الإيراني وصل في أفخر السيارات._x000D_
_x000D_
يوم بلا سيارات_x000D_
_x000D_
ومنذ 3 أعوام شارك فيليب ملك بلجيكا وعائلته الملكية في حملة "يوم بلا سيارات" في بروكسل راكبًا دراجته وسط العامة حيث تم تحويل المدينة إلي منطقة خالية من السيارات باستثناء عربات الإسعاف والإطفاء والمرافق العامة شرط حصولها علي تصريح خاص يتم إصداره مسبقًا علي ألا تتجاوز سرعة القيادة 50 كيلومترًا/ساعة. وتدرج المنع حتي يوم الأحد 20 سبتمبر الماضي حين تم منع السيارات ذات المحركات من التحرك داخل المدينة من الساعة ال 9 صباحًا حتي ال 7 مساءً واحتفالاً بالحدث. الذي شارك فيه أعلي منصب في بلجيكا. تم السماح بركوب المواصلات العامة بالمجان._x000D_
_x000D_
وتتمتع ثقافة ركوب الدراجات بقاعدة عريضة لدي الأوروبيين الذين يزهدون كثيرًا في السيارات الفاخرة التي تنتجها مصانع بلادهم مفضلين الدراجة التي تحافظ علي صحتهم والبيئة. وقد زاد عدد راكبي الدراجات علي مالكي السيارات في23 دولة أوروبية الأكثر ثراءً مثل إسبانيا وإيطاليا ومالطا. وفي هولندا بلغ عدد الدراجات 16 مليونًا و500 ألف بنسبة 99%من عدد السكان البالغ 16 مليونًا و650 ألفاً بمعدل دراجة لكل هولندي وبالمثل فنسبة عدد الدراجات إلي السكان متقاربة في النرويج وبلجيكا وفنلندا والسويد وسويسرا وألمانيا والدانمارك._x000D_
_x000D_
طرق خاصة للدراجات_x000D_
_x000D_
وتشتهر مدن أوروبية كثيرة خاصة كوبنهاجن عاصمة الدانمارك وإشبيلية في إسبانيا بطرقاتها النظيفة الخاصة بالدراجات بطول 500 كيلو متر و160 كيلو متراً علي التوالي. وقد بدأت إسبانيا مؤخرًا توسعة ممرات الدراجات بعيدًا عن طرق السيارات ووضع إشارات مرور وعلامات إرشادية خاصة بها وزرع مسطحات خضراء حولها وقد حققت كوبنهاجن وبرلين عاصمة ألمانيا أفضل مدينتين لركوب الدراجات وفقًا لترتيب شبكة "سي إن إن" الأمريكية. كما تحث الدانمارك الآباء علي تشجيع أطفالهم الصغار علي ركوب العجلات في طريقهم إلي روضة الأطفال!
اترك تعليق