هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أصحاب الهمم نجوم وقمم

ساهموا في إنارة العقول والقلوب رغم المحنة.. نجوم تلألأت في سماء مصر

علي مر العصور والحقب التاريخية التي مرت بها الأمة المصرية كان لأصحاب الهمم دور كبير في نهضتنا وما وصلنا له من تقدم وازدهار فأبداً لم يكونوا عالة علي المجتمع ولا قلة يستهان بها علي الرغم من جهل البعض واستغراقهم في التفاهة والخرافة فلقد قالوا عنهم قديماً "كل ذي عاهة جبار".
 


نعتوا ما أصابهم بالعاهة والحقيقة أن من نعتهم بها هم أصحاب العاهات الحقيقية صحيحو الجسد وقليلو الفهم.

ساهموا فى إنارة العقول والقلوب رغم المحنة

نعم فهم ليسوا بأصحاب عاهات وإنما أصحاب قدرات خاصة بل تصل في بعض الأحيان إلي قدرات خارقة.

من منا لم يسمع عن "بركة القرية" ذلك الطفل الذي ولد بمرض وراثي نتج عنه تشوه أو تأخر في النمو الذهني ومن منا لم يشاهد ضريراً يسلك طريقه في الشارع تتبعه نظرات العطف والشفقة وسمع بأذنه تعليقات ضعيفي العقل والفهم علي إنسان لديه تأخر في النمو أو قصر في إحدي قدميه أو لديه عرج خفيف أو أصيب بشلل أطفال.

كل هؤلاء أصيبوا بابتلاء من الله لو كانوا قد وجدوا الرعاية والفهم الكافي في مجتمعهم آنذاك لاستفاد مجتمعهم من قدراتهم الخارقة.
مر علي مصر نماذج وجدت بعض الاهتمام فأصبحنا نتغني بأسمائهم ونذكرهم بكل فخر واعتزاز ونشير إليهم عندما نذكرهم بألقاب حصلوا عليها بتحديهم وإرادتهم وعون من الله والأهل.

فبالرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهوها في حياتهم إلا أنهم تغلبوا عليها وقهروها واستحقوا بجدارة لقب متحدي التحدي وليس متحدي الإعاقة.

في هذا التقرير نقدم لك عزيزي القارئ نماذج متنوعة منهم من مازال علي قيد الحياة ووصل الي أعلي المراتب الاجتماعية بسبب إصراره وتفوقه ومنهم من رحل عن دنيانا بجسده ومازال معنا باقياً الي يوم الدين بأعماله وإبداعاته وتفوقه.

معجزة الأدب العربي 

مصطفي صادق بن عبدالرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبدالقادر الرافعي العمري المولود في الأول من يناير 1880  وتوفي في مايو 1937م والمعروف بمصطفي الرافعي ولد في بيت جده لأمه في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية وعاش حياته في طنطا. ينتمي إلي مدرسة المحافظين وهي مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكي لقب بمعجزة الأدب العربي.

تولي والده منصب القضاء الشرعي في كثير من أقاليم مصر وكان آخر عمل له هو رئاس محكمة طنطا الشرعية. 

أما والدة الرافعي فكانت سورية الأصل كأبيه وكان أبوها الشيخ الطوخي تاجر تسير قوافله بالتجارة بين مصر والشام وأصله من حلب ويعود نسبه إلي الخليفة عمر بن الخطاب.دخل الرافعي المدرسة الابتدائية في دمنهور وحصل علي الشهادة الابتدائية بتفوق ثم أصيب بمرض يقال إنه التيفود أقعده عدة شهور في سريره وخرج من هذا المرض مصابًا في أذنيه واشتد به المرض حتي فقد سمعه نهائيا في الثلاثين من عمره. لم يحصل الرافعي في تعليمه النظامي علي أكثر من الشهادة الابتدائية ومع ذلك فقد كان الرافعي من أصحاب الإرادة الحازمة القوية.

يعد من أمراء النثر الفني في القرن العشرين ومن أشهر المتحدثين عن الفصحي وإعجاز القرآن له مذهب أدبي خاص اتبعه فيه أدباء مصر والعراق والشام اشتهر بأصالة الفكر وجزالة اللغة وقوة البيان.

كان واسع الطموح شديد الاعتزاز بالنفس عظيم الهمة فاندفع يقرأ في التراث الأدبي والديني مستعيضا عن نعمة السمع بنعمة النبوغ فحفظ كتاب نهج البلاغة قبل أن يبلغ العشرين حتي لقّب معجزة الأدب العربي. 

ومن أهم أعماله: ديوان الرافعي "ثلاثة أجزاء" وديوان النظرات وتاريخ آداب العرب وإعجاز القرآن والبلاغة النبوية وحديث القمر ونشيد اسلمي يا مصر وايضا النشيد الملكي المصري إلي العلا ومجموعة مقالات بعنوان تحت راية القرآن ووحي القلم والنشيد الوطني التونسي الحالي المعروف بحماة الوطن. 

 


عميد الأدب العربي وأول وزير 

طه حسين علي بن سلامة المولود في 15 نوفمبر 1889 والمتوفي في 28 أكتوبر سنة 1973وشهرته طه حسين. أديب وناقد مصري لُقّب بعميد الأدب العربي. يعتبر من أبرز الشخصيات في الحركة العربية الأدبية الحديثة. لا تزال أفكار ومواقف طه حسين تثير الجدل حتي اليوم. 

ولد في  قرية الكيلو قريبة من مغاغة إحدي مدن محافظة المنيا في الصعيد الأوسط المصري ولم يمر علي عيني الطفل أربعة من الأعوام حتي أصيبتا بالرمد ما أطفا النور فيهما إلي الأبد ويرجع ذلك إلي الجهل وعدم جلب أهله للطبيب بل استدعوا الحلاق الذي وصف لهُ علاجا ذهب ببصره وكان والده حسين عليّ موظفًا صغيرًا رقيق الحال في شركة السكر أدخله كتاب القرية لتعلم العربية والحساب وتلاوة القرآن الكريم وحفظه في مدة قصيرة أذهلت أستاذه وأقاربه ووالده الذي كان يصحبه أحياناً لحضور حلقات الذكر والاستماع إلي قصص.

ودرس فترة في الأزهر ثم التحق بالجامعة الأهلية جامعة فؤاد الاول "القاهرة الآن" حين افتتحت 1908 وحصل علي الدكتوراة عام 1914. سافر في بعثة إلي فرنسا ليكمل الدراسة عاد إلي مصر ليعمل أستاذًا للتاريخ ثم أستاذًا للغة العربية. عمل عميدًا لكلية الآداب ثم مديرًا لجامعة الإسكندرية ثم وزيرًا للمعارف "التربية والتعليم حالياً".  من أشهر كتبه في الشعر الجاهلي ومستقبل الثقافة في مصر وغيرها من الكتب وحصد العديد من الجوائز وهو أول من حصل علي جائزة الدولة للأدب سنة 1952 ووسام قلادة النيل سنة 1965 ورشح للحصول علي جائزة نوبل وقبل وفاته نال جائزة حقوق الإنسان التابعة لهيئة الأمم المتحدة. 

ورحل عنا تاركا تراثا ادبيا لا يحصي ولا يعد.

القعيد الذي أحرج الأصحاء

إذا سألتَ عنه العلماء قالوا: عالِمى رباني وإذا سألت عنه الطلاب قالوا: حليم رحيم وإذا سألت عنه روَّاد المساجد قالوا: خطيب مفوَّه إنه المفسر والمفكر الكبير الدكتور زكي عثمان رحمه الله وليسَتْ كل هذه الصفات هي التي تدعو للعجب فحسب بل الذي يدعو للعجب أنه كان كفيفًا وقعيدًا.

ولد زكي عثمان في أول فبراير عام 1953م في محافظة قنا في مصر وعندما بلغ عامين ونصف العام. أُصيب بحمي شديدة أدَّت إلي إصابته بشلل الأطفال وفَقْد البصر وأجمع الأطباء علي عدمِ وجود علاج لحالته ولا يُرجي لها الشفاء فظهر رأيى في عائلته يدعو إلي إلقائه في طاحونة للتخلص منه لكن والدَيْه رفضوا. انتقلت أسرته إلي القاهرة لتغيُّر ظروف عمل الأب ثم أرسلوه إلي أحد الكتاتيب حتي أتم فيه حفظ القرآن الكريم وهو في الحادية عشرة من عمره.

 كان الدكتور زكي عثمان يتمتع بالطموح والهمة العالية منذ صغره فكان يجلس وهو في الخامسة من عمره كلَّ يوم في فناء منزله ويخطب بصوت عالي ويتخيل نفسه كأنه علي منبر.

بدأ رحلتَه الدراسية حين بلغ السادسة عشرة من عمره وبدأ مباشرة من الصف الأول الإعدادي واستُثني من الابتدائية لأنه كان يحفظ القرآن الكريم وكان مصرا علي إتمام الدراسة وساعَده والده في ذلك وفي هذه الفترة بدأ بإلقاء الخطب والدروس الدينية في المساجد وبسبب بلاغته وحسن إلقائه صار له روادى كثيرون.

وكان يذهب إلي المعهد الازهري إما محمولاً علي الأكتاف أو زاحفًا علي الأرض وكان الأمر في منتهي الصعوبة خاصةً عندما يزحف علي الطين في الشتاء من أجل الذهاب إلي المعهد.

التحق بكلية أصول الدين وحصل منها علي ليسانسين مرتان الاولي في الدعوة والثقافة الإسلامية عام 1979م والثانية في التفسير عام 1983م وعُيِّن إمامًا وخطيبًا في وزارة الاوقاف لمدة سبع سنوات ولم يكتفِ بكل ذلك بل حصل علي الماجستير عام 1986م وكان موضوع الرسالة هو منهج الإسلام في التنمية الاقتصادية وعُيِّن بعدها مدرسًا مساعدًا في كلية الدعوة الإسلامية ولم يكتفِ بهذا القدر بل سجَّل الدكتوراة وحصل عليها بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف عام 1989م وكان موضوع الرسالة هو الدعوة الإسلامية في القرن السادس الهجري وتدرج وظيفيًّا حتي صار رئيس قسم الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة الإسلامية وألَّف أربعًا وعشرين مؤلَّفًا في التفسير والدعوة والثقافة وعلم النفس وعلم الاجتماع... وأشرف علي عشرات الرسائل من الماجستير والدكتوراة.

رحل الدكتور رحمه الله عن دنيانا في الثلاثين من يناير 2015م عن عمر يناهز 62 عامًا رحل وقد ترك لنا رسالة مهمة وهي أن العجز الحقيقي ليس عجز البدن بل عجز الإرادة.

قيثارة السماء

الشيخ محمد رفعت من مواليد القاهرة في 9 مايو 1882وتوفي في 9 مايو 1950 قارئ قرآن مصري ويعد أحد أعلام هذا المجال البارزين يلقبه محبوه بقيثارة السماء هو من افتتح بث الإذاعة المصرية سنة 1943م.

الشيخ محمد رفعت ولد في يوم الاثنين 9 مايو عام 1882 بدرب الأغوات بحي المغربلين بالقاهرة وفقد بصره صغيراً وهو في سن الثانية من عمره.

بدأ حفظ القرآن في سن الخامسة عندما أدخله والده كُتّاب بشتاك الملحق بمسجد فاضل باشا بدرب الجماميز بالسيدة زينب وكان معلمه الأول الشيخ محمد حميدة وأكمل القرآن حفظا ومجموعة من الأحاديث النبوية. بعد ست سنوات شعر شيخه أنه مميز وبدأ يرشحه لإحياء الليالي في الأماكن المجاورة القريبة ودرس علم القراءات والتجويد لمدة عامين علي يد الشيخ عبدالفتاح هنيدي صاحب أعلي سند في وقته ونال إجازته. توفي والده محمود رفعت الذي كان يعمل مأموراً بقسم شرطة الجمالية وهو في التاسعة من عمره فوجد الطفل اليتيم نفسه مسئولاً عن أسرته المؤلفة من والدته وخالته وأخته وأخيه محرم وأصبح عائلها الوحيد بعد أن كانت النية متجهة إلي إلحاقه للدراسة في الأزهر بدأ وهو في الرابعة عشر يحيي بعض الليالي في القاهرة بترتيل القرآن الكريم وبعدها صار يدعي لترتيل القرآن في الأقاليم.

تولي القراءة بمسجد فاضل باشا بحي السيدة زينب سنة 1918م حيث عين قارئا للسورة وهو في سن الخامسة عشرة فبلغ شهرة ونال محبة الناس وحرص النحاس باشا والملك فاروق علي سماعه واستمر يقرأ في المسجد حتي اعتزاله من باب الوفاء للمسجد الذي شهد ميلاده في عالم القراءة منذ الصغر وافتتح بث الإذاعة المصرية سنة 1934م وذلك بعد أن استفتي شيخ الأزهر محمد الأحمدي الظواهري عن جواز إذاعة القرآن الكريم فأفتي له بجواز ذلك فافتتحها بآية من أول سورة الفتح ولما سمعت الإذاعة البريطانية "بي بي سي" العربية صوته أرسلت إليه وطلبت منه تسجيل القرآن فرفض ظنا منه أنه حرام لأنهم غير مسلمين فاستفتي الإمام المراغي فشرح له الأمر وأخبره بأنه غير حرام فسجل لهم سورة مريم.

أصابت حنجرة الشيخ محمد رفعت في عام 1943م زغطة أو تقطع عليه تلاوته فتوقف عن القراءة وقد سبب الزغطة ورمى في حنجرته يُعتقد أنه سرطان الحنجرة صرف عليه ما يملك حتي افتقر لكنه لم يمد يده إلي أحد حتي أنه اعتذر عن قبول المبلغ الذي جمع في اكتتاب "بحدود خمسين ألف جنيه" لعلاجه علي رغم أنه لم يكن يملك تكاليف العلاج وكان جوابه كلمته المشهورة إن قارئ القرآن لا يهان.

فارق الشيخ الحياة في 9 مايو عام 1950م وكان حلمه أن يُدفن بجوار مسجد السيدة نفيسة حتي تقرر منحه قطعة أرض بجوار المسجد فقام ببناء مدفنه عليه وقد كان من عادته أن يذهب كل يوم اثنين أمام المدفن ليقرأ ما تيسر من آيات الذكر الحكيم.

 

شيخ المبتهلين

المبتهل الشيخ حسن عبدالعال قاسم ولد عام 1944 كفيفا في قرية كفر الغنامية التابعة لمركز ومدينة الباجور بمحافظة المنوفية.
حفظ الشيخ قاسم القرآن الكريم في كُتَّاب القرية علي يد الشيخ العسال وهو في سن صغيرة وبدأ تلاوة القرآن في المناسبات وهو في 12 من عمره وتعلم التواشيح والابتهالات الدينية. وذاع صيت قاسم في الإسكندرية وبعدها اشتهر في مصر كلها والعالم العربي والإسلامي بفضل مشاركته في الإذاعتين المصرية والقرآن الكريم منذ عام 1974 بشعائر صلاة الفجر من مسجد الحسين والسيدة نفيسة والسيدة زينب ومساجد مصر في سهرات وأمسيات واحتفالات أمتع بها مستمعيه بأداء متميز وفتح من الله وروحانيات عالية.

وتم اعتماده مبتهلًا بالإذاعة عام 1974 وكانت أول إذاعة خارجية له في شعائر صلاة الفجر بمسجد السيدة زينب رضي الله عنها.
لقب الشيخ حسن قاسم بـ"شيخ المبتهلين" في عصره وأحبه الرئيس الراحل محمد أنور السادات وأهداه عصاه الخاصة مكتوبا عليها بالذهب.

أصيب الشيخ بمرض السرطان وانقطع عن الطعام والشراب وبعد صراع مع المرض توفي في عام 2018.

  سيد القراء 

علي محمود شيخ وقارئ قرآن مصري وسيد القراء وإمام المنشدين في عصره وهو صاحب مدرسة عريقة في التلاوة والإنشاد تتلمذ فيها كل من جاءوا بعده من القراء والمنشدين.

من مواليد سنة 1878 في حارة درب الحجازي كفر الزغاري قسم الجمالية حي الحسين القاهرة لأسرة علي قدر من اليسر والثراء وقد أصيب وهو طفل في حادث وكانت النتيجة إصابة عينيه الاثنين بالعمي.

التحق بالكتاب وحفظ القرآن الكريم ودرس علومه صغيراً حيث حفظ القرآن علي يد الشيخ أبوهاشم الشبراوي بكتاب مسجد فاطمة أم الغلام بالجمالية ثم جوده وأخذ قراءاته علي الشيخ مبروك حسنين ثم درس الفقه علي الشيخ عبدالقادر المزني. ذاع صيته بعد ذلك قارئاً كبيراً وقرأ في مسجد الحسين فكان قارئه الأشهر وعلا شأنه وصار حديث العامة والخاصة.

درس بعد ذلك الموسيقي علي يد الشيخ إبراهيم المغربي وحفظ الموشحات كما درسها أيضاً علي شيخ محمد عبدالرحيم المسلوب.
وبعد كل هذه الدراسات الثرية إضافة إلي موهبته الذهبية صار الشيخ علي محمود أحد أشهر أعلام مصر قارئاً ومنشداً ومطربا وصار قارئ مسجد الإمام الحسين الأساسي وبلغ من عبقريته أنه كان يؤذن للجمعة في الحسين كل أسبوع أذاناً علي مقام موسيقي لا يكرره إلا بعد سنة كما صار منشد مصر الأول الذي لا يعلي عليه في تطوير وابتكار الأساليب والأنغام والجوابات.

رحل الشيخ علي محمود إلي جوار ربه في الحادي والعشرين من ديسمبر عام 1946م تاركاً عدداً غير كثير من التسجيلات التي تعد تحفاً فنية رائعة.

 

الشيخ الممثل 

 الشيخ محمد الفيومي العالم الأزهري الكبير والعالم في علم الإنشاد الديني والتواشيح الدينية في مصر في القرن العشرين ولد الشيخ الفيومي في 25 مارس 1905 ونال شهرة واسعة كونه أول أزهري يظهر في السينما المصرية في عمل سينمائي وهو يؤدي التواشيح. ولد الشيخ محمد الفيومي كفيف العينين في حي الجمالية بالقاهرة وكان والده عالما كبيرا بالأزهر الشريف وأيضا كان يعمل مصححا للغة العربية بالأزهر.

 التحق الشيخ بالأزهر وهو في سن العاشرة من عمره وحفظ القرآن الكريم كاملا وتعلم أصول التجويد والترتيل علي يد الشيخ حسن الجريسي الأزهري. بعدها احترف قراءة القرآن الكريم في المساجد والمآتم.

 كان من عشاق الملحن المصري الكبير داود حسني وحفظ ألحانه وطقاطيقه وموشحاته لذا جمع بين تجويد القرآن والإنشاد الديني والغناء.

 في إحدي السهرات سمعه الملحن داود حسني ونصحه بالإنشاد الديني لأنه مناسب لصوته الجميل. تربع علي عرش الإنشاد والمديح الديني وأصبح من كبار المبتهلين والمنشدين بالإذاعة المصرية عام 1945. عُرف عنه حبه لفعل الخير فكان يساعد الناس بكل جنيه يكسبه وينفقه لصالح المرضي والمحتاجين.

 شارك في السينما المصرية كأول أزهري في السينما المصرية يلقي التواشيح واستعان به المخرجون الكبار وهو يؤدي الإنشاد الديني مع بطانته الكبيرة.

 البداية مع فيلم "عزيزة" إنتاج 1954 بطولة فريد شوقي ونعيمة عاكف وإخراج حسين وبعدها شارك في فيلم "رصيف نمرة خمسة" إنتاج 1956بطولة الفنان فريد شوقي وهدي سلطان وإخراج نيازي مصطفي.

وفي عام 1970 كلفه الموسيقار عبدالحليم نويرة مؤسس فرقة الموسيقي العربية في مصر بالإشراف علي تعليم وتحفيظ كثير من الطلاب الشباب في مصر هذا التراث. توفي الشيخ محمد الفيومي يوم 10 أبريل عام 1988 ودُفن بالقاهرة.

كروان القرآن

الشيخ عبد العزيز علي فرج قارئ قرآن مصري ويعد أحد أعلام هذا المجال البارزين ولد الشيخ عبدالعزيز علي فرج في 22 يناير 1927م بقرية ميت الوسطي مركز الباجور محافظة المنوفية جمهورية مصر العربية. حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وتعلم القراءات. نشأ كفيفا إلا إن إعاقته لم تمنعه من حفظ واجادة وقراءة القرآن الكريم انتقل إلي العيش في منطقة حكر أبو دومة في شبرا في القاهرة اشتغل بقراءة القرآن الكريم في الإذاعة المصرية وفي المساجد وفي المناسبات المختلفة كما قام بتسجيل عدد من السور والابتهالات بصوته تزوج وبعدها انتقل إلي شارع الجسر في شبرا في القاهرة كان يذهب يوميا للقاء الفقهاء والقارئين والمبتهلين في مقهي الفقهاء في شارع أبو العلا في القاهرة.

المبتهل 

وُلِدَ الشيخ سعيد حسن حافظ إدريس المعروف بإسم الشيخ سعيد حافظ بمركز ومدينة القصاصين بمحافظة الإسماعيلية في 9 أكتوبر 1951. في عام 1956 وأثناء وقائع العدوان الثلاثي علي مصر في محافظات القناة انفجرت قنبلة عن طريق الخطأ بمدينة الإسماعيلية أحدثت خسائر فادحة راح ضحيتها عمه وابنة عمته وتناثرت شظايا أصابت عيناه بفقد البصر ونُقِلَ علي الفور للمستشفي ولكن دون جدوي فقد شاء الله وأراد أن يعيش طيلة حياته مكفوف البصر اصطحبته والدته إلي كُتَّاب القرية ليحفظ القرآن الكريم وبالفعل أَتَمَّ حِفظَ القرآن الكريم ولم يبلغ العاشرة من عمره وكان شيخُهُ في الكُتَّاب يري فيه النبوغ منذ الصِغَر فكان يحب أن يسمع منه بعض من الآيات التي حفظها فيُسمِعَهُ هذا الغلام الصغير فيُثني عليه ويدعوا له قائلاً: إن شاء الله هيكون ليك شأن عظيم كان وهو صغير يقلد الشيخ محمد رفعت في قراءته لسورة الرحمن والشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد في قراءته لسورتي الضحي وكان عندما يأتي موسم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف كان كِبار الأعيان يقيمون السرادقات طيلة أيام المولد ويأتون بالمنشدين والموشحين الدينيين ليقيمون حلقات الذِكرْ وكان أشهرهم في ذلك الوقت الشيخ حسن أبوسِنَّه وكان الشيخ سعيد حافظ يجلس تحت أقدامه ويستمع لهم ويحفظ ما يقولوه في إنشادِهم وتوشيحهم ثم عندما ينصرفوا يقوم بترديد ما حَفِظَهُ ويُقَلِدُهُم ومن وقتها أحس به من حَولِه بحسن صوته وأدائه الرائع في التقليد وهو في سن الشباب المبكرة فأشاروا علي والده بأن يذهب به إلي المركز النموذجي لرعاية وتوجيه المكفوفين بحي الزيتون بالقاهرة وبالفعل اصطحبه والده إلي المركز النموذجي لرعاية وتوجيه المكفوفين وألحقه بقسم الموسيقي العربية لكي يحفظ ويتعلم المقامات الموسيقية وبالفعل حَصُلَ علي دبلوم الموسيقي علي يد الأستاذ أحمد المحلاوي سجلت معه الإذاعية آمال فهمي حلقة من برنامجها الشهير "علي الناصية" الذي كان يُذاع علي إذاعة البرنامج العام وعندما سألته عن أمنياته أجاب قائلاً: أمنياتي أن ألتحق بمعهد الموسيقي العربية الكائِن بمنطقة الإسعاف بشارع رمسيس بالقاهرة واستمع إلي الحلقة الأستاذ أحمد شفيق أبوعوف ثم اتصل بالإذاعي عمر بطيشة مستفسراً عن ذلك الشيخ الذي استمع إليه وعندها أرسل إليه وساعده علي الإلتحاق بمعهد الموسيقي العربية قسم أصوات ثم أخذ يحفظ الطقاطيق والموشحات والأدوار الصغيرة كان الموسيقار أحمد شفيق أبوعوف قد أسس فرقة موسيقية أسمها "السَّماح" فألحق بها الشيخ سعيد حافظ وسجل دور اسمه "أهين النفس وأتذلل إليكم" وأخذ أجر وقتها 20 جنيهاً نظير هذا التسجيل. سجل له الأستاذ مصطفي سليمان مُعِدّ برنامج "مواهب" بالتليفزيون حلقة له وعندما أذيعت طلبت لجنة الإختبار شريط تسجيل هذه الحلقة وأرسلت للشيخ سعيد حافظ للمثول أمامها للاختبار وبالفعل حضر الشيخ سعيد للاختبار بتاريخ 18 سبتمبر 1973 وتم اعتماد الشيخ سعيد حسن حافظ كمطرب بالتليفزيون المصري بتاريخ 30 سبتمبر 1973 وفي 25 يوليو 1974 اعتمده الأستاذ مدحت عاصم مطرباً بالإذاعة المصرية ومن وقتها كان يتمني أن يكون مبتهلاً دينياً فذهب إلي الإذاعي أحمد الملاح يطلب منه أن يكون مبتهلاً دينياً كباقي المبتهلين بالإذاعة المصرية فطلب منه التقدم بطلب إلتحاق إلي لجنة إختبار القراء والمبتهلين بالإذاعة المصرية وتقدم بالطلب وتم الإختبار ونجح

كان يوم الخميس الموافق 13 نوفمبر 1979 موعداً مع المستمعين بمصافحة آذانهم بصوت الشيخ سعيد حافظ مبتهلاً ولأول مرة من خلال أولي إذاعاته الخارجية علي الهواء المباشر وكانت من مسجد العارف بالله سيدي سلامة الراضي رضي الله عنه بحي السبتية بالقاهرة احتفالاً بإحدي المناسبات الدينية ثم التحق الشيخ سعيد حافظ بدار الأوبرا المصرية وتعرفت عليه الأستاذة رتيبة الحفني التي كانت تسمعه في الإذاعة وتمنت أن تلقاه وأن يكون له أعمال فنية تعرض بدار الأوبرا المصرية وفي عام 2000 بدأت رحلات الشيخ سعيد حافظ إلي الخارج ونذكر منها: المغرب 2003 بصحبة الفنان محمد ثروت وإسبانيا 2004 ثم أغادير أواخر 2004 ثم شارك بمهرجان قرطاج بتونس 2005 ثم المغرب مرة أخري 2006 معهد العالم العربي بباريس 2014 وكانت آخر سفرياته إلي مهرجان الإنشاد الديني بقسنطينة بالجزائر 2015 وانتقل الي جوار ربه في الرابع من يناير عام 2016. 

 

المسحراتي 

بالتأكيد لا يجب ان ننسي صاحب الصوت الرخيم واللحن الرشيق سيد مكاوي والذي ولد لأسرة شعبية بسيطة في حارة قبودان بحي الناصرية في السيدة زينب في القاهرة في 8 مايو 1928.

كان مكاوي كفيفاً وكان ذلك عاملاً أساسياً في اتجاه أسرته إلي دفعه للطريق الديني بتحفيظه القرآن فكان يقرأ القرآن ويؤذن للصلاة في مسجد أبوطبل ومسجد الحنفي بحي الناصرية. 

ما إن بلغ مكاوي لسن الشباب حتي اتجه لتراث الإنشاد الديني من خلال متابعته للمنشدين والقراء الكبار و كان يتمتع بذاكرة موسيقية قوية فما أن يستمع للدورأو الموشح لمرة واحدة فقط سرعان ما ينطبع في ذاكرته كانت والدته تشتري له الاسطوانات القديمة من بائعي الروبابيكيا بالحي ليقوم بسماعها لتعطّشه الدائم لسماع الموسيقي الشرقية. كون سيد مكاوي مع صديقيه الاخوان رأفت ما يشبه التخت لإحياء حفلات الأصدقاء. 

كان سيد مكاوي في بدايته مهتماً أكثر بالغناء ويسعي لأن يكون مطرباً وتقدم بالفعل للإذاعة المصرية في بداية الخمسينيات وتم اعتماده كمطرب بالإذاعة وكان يقوم بغناء أغاني تراث الموسيقي الشرقية من أدوار وموشحات علي الهواء مباشرة في مواعيد شهرية ثابتة.
في منتصف الخمسينيات بدأت الإذاعة المصرية في التعامل مع سيد مكاوي كملحناً إلي جانب كونه مطرباً وبدأت في إسناد الأغاني الدينية إليه والتي قدّم من خلالها للشيخ محمد الفيومي الكثير من الأغاني الدينية مثل "تعالي الله أولاك المعالي" و"آمين آمين" و"يا رفاعي يا رفاعي قتلت كل الأفاعي" و"حياري علي باب الغفران" حتي توجها بأسماء الله الحسني.

كما قدّم أغاني شعبية خفيفة مثل "آخر حلاوة مافيش كدة" و"ماتياللا يا مسعدة نروح السيدة" والأغنيتان للشاعر الراحل عبدالله أحمد عبدالله وكانت بدايته مع الفنان محمد قنديل في أغنية "حدوتة" للشاعر صلاح جاهين رفيق كفاح سيد مكاوي.

كانت بداية الشهرة لسيد مكاوي من خلال لحن لشريفة فاضل وهو "مبروك عليك يا معجباني يا غالي" واللحن الأشهر لمحمد عبدالمطلب وهو "إسأل مرة عليّا" والذي دوي في جميع أنحاء مصر وسلط الضوء علي ذلك الملحن الناشئ والذي تتجلي عبقريته في شدة بساطته وعمق مصريته والتي استمدها من المدرستين الموسيقتيين اللتين كان ينتمي إليهما ونهل من علمهما وهما مدرسة سيد درويش التعبيرية ومدرسة زكريا أحمد التطريبية وكان كثيراً ما يغني ألحانهما سواء في جلساته الخاصة أو حفلاته العامة.

دأبت الإذاعة المصرية خلال شهر رمضان علي تقديم حلقات المسحراتي وكانت تعهد لأكثر من ملحن لتقديم هذه الحلقات ومن الملحنين الذين سبق وأن شاركوا في تلحين المسحراتي أحمد صدقي ومرسي الحريري وعبد العظيم عبد الحق وكانوا يقدمونها علي فرقة موسيقية وفي العام الذي أسندت الإذاعة لسيد مكاوي تلحين عدد من حلقات المسحراتي وأشترط أن يقوم هو بغنائها وكم كانت دهشة المسئولين بالإذاعة كبيرة حين قرر الملحن سيد مكاوي الاستغناء نهائياً عن الفرقة الموسيقية وتقديم المسحراتي بالطبلة المميزة لتلك الشخصية وقدم سيد مكاوي ثلاث حلقات فقط مشاركة مع باقي الملحنين وفور إذاعة الحلقات الثلاث بأسلوب سيد مكاوي حتي حقّقت نجاحاً منقطع النظير مما حدا بالإذاعة في العام الذي يلية الي الاستغناء عن كل الملحنين المشاركين في ألحان المسحراتي وإسناد العمل كاملا لسيد مكاوي.

وقدم العديد من الاوبرتات الناجحه منها الليلة الكبيره وغيرها من الاعمال الغنائية الرائعة التي تتغني بها الشعوب العربية في جميع منسباتها وانتقل الي جوار ربه تاركا لنا هذه الكنوز في عام 1997.

غواص في بحر النغم  

عمار علي محمد إبراهيم علي الشريعي 16 أبريل 1948- 7 ديسمبر 2012.

موسيقي ومؤلف وناقد مصري وأحد أعمدة الموسيقي في مصر ولد في مدينة سمالوط إحدي مراكز محافظة المنيا بصعيد مصر له علامات وبصمات في الموسيقي والغنائية المصرية بالإضافة إلي الموسيقي التصويرية للكثير من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية وذلك رغم أنه كفيف.

كان جده لوالده محمد باشا الشريعي نائب بالبرلمان المصري في عهد الملك فؤاد الأول وكان والده من كبار المزارعين في مركز سمالوط وعضو بالبرلمان المصري عن مركز سمالوط بعد ثورة 23 يوليو وكان جده لوالدته مراد بك الشريعي أحد أقطاب ثورة 1919 والذي عُدّ من ضمن وفد مصري حكم عليه الاحتلال الإنجليزي بالإعدام لنضالهم وكان شقيقه الأكبر محمد علي محمد الشريعي سفير مصر الأسبق بأستراليا حفظ عمار 5 أجزاء من القرآن في طفولته والده اشتري له بيانو للعزف عليه فمواهب عمار لم تقتصر علي الموسيقي فحسب بل إنه كان سباحاً محترفاً وخلال فترة الدراسة تعرف علي الموسيقار كمال الطويل وتبناه ثم تعرف علي الموسيقار بليغ حمدي ورأس فريق الموسيقي وعمل مع الكثير من الفرق الموسيقية بعدها.

تلقي علوم الموسيقي الشرقية علي يد مجموعة من الأساتذة الكبار بمدرسته الثانوية في إطار برنامج مكثف أعدته وزارة التربية والتعليم خصيصاً للطلبة المكفوفين الراغبين في دراسة الموسيقي.خلال فترة دراسته وبمجهود ذاتي أتقن العزف علي آلة البيانو والأكورديون والعود ثم أخيراً الأورج.

بدأ حياته العملية 1970 عقب تخرجه من الجامعة مباشرةً كعازف لآلة الأكورديون في عدد من الفرق الموسيقية التي كانت منتشرة في مصر آنذاك ثم تحول إلي الأورج حيث بزغ نجمه فيها كأحد أبرع عازفي جيله واعتبر نموذجاً جديداً في تحدي الإعاقة نظراً لصعوبة وتعقيد هذه الآلة واعتمادها بدرجة كبيرة علي الإبصار.

اتجه إلي التلحين والتأليف الموسيقي حيث كانت أول ألحانه "إمسكوا الخشب" للفنانة مها صبري عام 1975م وزادت ألحانه علي 150 لحناً لمعظم مطربي ومطربات مصر والعالم العربي.

تميز في وضع الموسيقي التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية والمسرحيات والتي نال معظمها شهرة ذائعة وحصل العديد منها علي جوائز علي الصعيدين العربي والعالمي كون فرقة الأصدقاء في عغام 1980م والتي كانت تضم مني عبد الغني حنان علاء عبد الخالق وقد حاول من خلالها مزج الأصالة بالمعاصرة وخلق غناء جماعي حيث يتصدي لمشاكل المجتمع في تلك الفترة تولي منذ عام 1991م وحتي عام 2003 وضع الموسيقي والألحان لاحتفاليات أكتوبر التي تقيمها القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع وزارة الإعلام التي تعدّ ذروة احتفالات جمهورية مصر العربية بانتصارات أكتوبر. عين أستاذاً غير متفرغ بأكاديمية الفنون المصرية في عام 1995م تناولت أعماله العديد من الرسائل العلمية.

انتقل الي جوار ربه في السابع من ديسمبر 2012 عن وفاة الموسيقار الكبير عمار الشريعي داخل إحدي مستشفيات القاهرة عن عمر جاوز 64 عاما جراء أزمة صحية لازمته خلال العام الأخير كله. وقبع الموسيقار الكفيف الراحل طيلة الأشهر الأخيرة في مستشفي بالقاهرة للعلاج من مشكلات في القلب والرئة وأجري مؤخرا جراحة "قسطرة" في القلب وجراحة أخري لإزالة الماء من علي الرئة.
هؤلاء بعض من نجوم مصر من الافذاذ الذين رحلو عنا ولكن مصر لازالت تلد مثلهم نوابغ تنير وتتلآلآ في سماها لازالو يلهمون الشباب المصري باصرارهم ومجهودهم وارادتهم ونذكر منهم علي سبيل المثال وليس الحصر: 

كروان الإذاعة 

رضا عبد السلام مذيع راديو ومؤلف يعد حالياً كبير مذيعي إذاعة القرآن الكريم والرئيس الحالي لها ويعمل بها علي مدار 30 عاماً قدم خلالها العديد من البرامج الإذاعية الشهيرة مثل: قطوف من السيرة ومساجد لها تاريخ وسيرة ومسيرة وهو صاحب نبرة صوت مميزة لدي الملايين والتي يقدمها دائماً في بداية الفقرات الإذاعية أكسبته شهرة واسعة لدي مستمعي الإذاعة في مصر. 

ولد في قرية كفر الشيخ إبراهيم في قويسنا بمحافظة المنوفيةوعاني منذ مولده بضمور الذراعين مما سبب له الكثير من المتاعب وتسببت في البداية في حرمانه من الالتحاق بالإذاعة ولكنه نجح لاحقاً في عام 1987 في الالتحاق بها كمذيع وأستمر عمله كمذيع ربط طوال هذه السنوات الماضية كما أشتهر أيضاً بالقيام بالأمسيات الدينية وجولات لإذاعة القرآن الكريم في قري ومدن مصر كما قام بتغطية مناسك الحج عام 2006 وشارك في تقديم مسابقة القرأن الكريم العالمية بدبي وصدرت له 4 كتب أخرها نقش علي الحجر رفضته العديد من المدارس قبوله نظراً لإعاقته حتي ذهب والده إلي وكيل الوزارة وابلغه أنه سيذهب إلي الرئيس عبد الناصر لأنه كان يعتبر التعليم بالنسبة له حياة.

تعلم من والده الكتابة بواسطة أسنانه والتحق بمدرسة كفر الشيخ إبراهيم ثم ألتحق بكلية الحقوق جامعة طنطا وتخرج منها وكان ترتيبه الثالث علي دفعته وعقب تخرجه عمل فترة قصيرة في أحد مكاتب المحاماة ولكن لم يجد نفسه في هذه المهنة كان رضا يجيد اللغة العربية وإلقاء الشعر والخطابة وفكر في العمل بالإذاعة. 

عمل بإذاعة وسط الدلتا لمدة عامين بناء علي طلب من الإذاعي عبد المجيد شكري رئيس إذاعة وسط الدلتا في طنطا وقدم عدة برامج منها بسمة أمل وبرنامج آخر مع العلماء والقراء بالإضافة إلي تقديم برامج الهواء وأثناء ذلك حاول مرة أخري للالتحاق بإذاعة القرآن الكريم وذهب إلي رئيس لجنة التحكيم وقتها الإعلامي الكبير حلمي البلك وطلب منه عدم التعليق لحين انتهائه من إجابة كل الأسئلة الموجودة في ورقة الاختبار وبالفعل أجاب عليها كتابة بفمه ثم طلب من البلك إجراء حوار إذاعي معه وبالفعل اقتنع البلك به وقبل تعيينه علي الفور كمذيع في إذاعة القرآن الكريم. 


القرآن علي طريقة "بريل" 

الشيخ عبد الله كامل وهو داعيه إسلامي وشيخ مصري كفيف من مواليد محافظة الفيوم في احدي قري مركز يوسف الصديق حيث فقد نعمة البصر عندما ولد في عام 1985 ميلادي فقد قام الشيخ عبد الله أحمد كامل بحفظ القرآن الكريم كاملاً دون أي نقصان منذ الصغر وعلي طريقة بريل وقد تخرج من جامعة الفيوم في عام 2005 بعدما التحق فيها في كلية دار العلوم وقد شارك في مسابقة تسمي المزمار الذهبي في عام 2015 التي قدمت علي أحد القنوات الفضائية المعروفة وحصل فيها علي المركز الأول.

اشتهر الشيخ عبد الله كامل بصوته العذب في قراءة القران الكريم حيث له تسجيلات عديدة علي الانترنت والتي تتوفر اغلبها علي قناته الرسميه علي اليوتيوب. 

وقد شارك في تقديم مجموعه من البرامج الدينيه الإسلاميه من خلال قنوات فضائيه ويعتبر الشيخ عبد الله كامل من المنشدين الذين يمتازون برخامه في الصوت لا مثيل لها بدون إظهار أي مشقة في التحكم به. وتعتبر أشهر منشوداته الذي أنشدها وهي هل صليت اليوم عليه؟ والتي لاقت نجاحا وانتشارا في جمهورية مصر العربيه.

قام الشيخ عبدالله كامل بالسفر إلي أكثر من دولة للامامه بالمصلين حيث سافر إلي دولة الكويت وتم نقل صلاوته خلال شهر رمضان الكريم علي التلفزيون الكويتي كما سافر إلي بعض الدول الاخري مثل أمريكا والسعودية وغيرها من دول العالم.

 

بثلاث لغات 

أحمد مسلم أحمد عبيد شاب مصري مصاب بالتوحد الحقته اسرته بمدرسه للتربيه الفكريه لاجادته الانجليزيه والفرنسيه المقصوره علي القران الكريم فقط دون غيره انه الشاب المصري احمد مسلم احمد عبيد 23 عامًا من اقصي صعيد مصر وتحديدًا من منطقه النوبه بأسوان.

ولد أحمد في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية حيث كان يعمل والده وهناك فوجئت الأسرة بإصابة ابنهم بالتوحد واكتشفت العائله ان ابنهم يحفظ القران الكريم دون ترتيب أو تنسيق منها من خلال سماع إذاعة القران الكريم وبعض الفضائيات السعودية التي كانت تبث تسجيلات للقرآن الكريم وبلغات عدة.

وقالت والدة أحمد: إن ابنها حفظ القران الكريم كاملاً بلغات متنوعة هي: الانجليزية والفرنسية والعربية قبل ان يتم السادسة من العمر» ونتيجه لإصابته بالتوحد لم تستطع الاسرة أن تلحقه بالمدارس العادية بل ألحقته بمدرسة للتربية الفكرية.

وتركت العائله دولة السعودية بعد وفاه الوالد وانتقلت للإقامة في مصر حيث اكتشفت الأم أن أحمد يحفظ القرآن الكريم برقم الآية والصفحة والحزب وقد اختبره علماء وشيوخ من الازهر الشريف وأشادوا بعبقريته وقدرته علي الحفظ والتلقين.

إن إجادته للإنجليزية والفرنسية مقصورة علي القرآن الكريم فقط دون غيره. 


توأم بني مزار 

حسام ومحمد سيد مصطفي تخرجا في كلية الآداب قسم الإعلام بجامعة المنيا وحصلا علي المركز الثاني علي مستوي المحافظة 2012 في مصادر العلوم والهندسة والمركز الأول علي مستوي المحافظة 2013 من المركز الاستكشافي لرعاية الموهوبين والمركز الثاني بمسابقة البحث العلمي بالجامعة عام 2014 كما جري ترشيحهم كأفضل شخصيات لعام 2015 من منظمة حقوق الإنسان فرع القاهرة.

أول ماراثون بالكراسي المتحركة لذوي الاحتياجات الخاصة في المنيا وُلد التؤام في محافظة المنيا وكانوا تؤام ثلاثي إبراهيم وحسام ومحمد وبعد مرور فترة بسيطة علي مولدهم لاحظت الأم ان النصف الأسفل من جسديهما لا يتحرك بينما أخوهما إبراهيم معافي بالكامل.

واجه التوأم العديد من الصعوبات في تلقي التعليم لعدم قبول المدارس بهم لكن فيما بعد التحقوا بمدارس ذوي الحاجات الخاصة ليكملوا التعليم الثانوي والجامعي وقد حصل كل منهما علي مؤهل عالي في كلية الآداب قسم الإعلام شعبة العلاقات العامة.

لم تكن الحياة وردية للتوأم فقد واجها صعوبة في التنقل والعيش برفاهية ومع إزدياد معاناة النزول والصعود فكر التوأم وقاما باختراع وسيلة تحول الكرسي العادي إلي كرسي يستطيع نزول سلالم وذلك عبر وضع قضيب حديدي مزدوج علي السلالم ويمكن تنحيته ولصقه بالجدار ثم فرده عند الحاجة علي السلالم لتسهيل نزول الكرسي وصعوده.

وبعد التفكير والعمل الجاد تمكن التوأم من اختراع كرسي كهربائي يمكنه صعود السلالم والنزول ونقل صاحبه في كل مكان حتي إنه يستطيع وضع المستخدم علي سرير ومن هنا نجحت فكرة الجهاز في جني العديد من الجوائز في مسابقة معرض العلوم والهندسة آيسف كما حصل علي المركز الأول في الكثير من المعارض العلمية.

 

المناكف 

 طفل عمره 11 عاما يركض في الأنحاء يناكف إخوته يساعد الوالد في الحقل يناديه المحيطون في قرية إطسا بمحافظة المنيا بـ"دكتور صابر" يقينا منهم أنه سيكون فخر الأسرة المكونة من أب وأم وعشرة أبناء ظلت أمنية الصغير بأن يصبح طبيبا عصية علي التغيير حتي تراكمت "المياه الزرقاء" علي عينيه كان كبيرا بالقدر الكافي ليدرك أنه لن يري الضوء ثانية بينما نور قلبه أبي أن ينطفئ حينها كان مُقدرا له الحصول علي لقب "دكتور" أيضا ولكن في مجال الإعلام. 23 عاما مرت منذ ذهاب بصر "صابر حمد جابر"» أولها مثابرة أوسطها معافرة وآخرها مناقشته رسالة الدكتوراه في الإعلام كأول كفيف ينالها في مصر والوطن العربي

التحق مدرسة طه حسين للمكفوفين لم يشعر فيها بالغربة فالاهتمام بهم بات كبيرا مع زيارات المسئولين للمدرسة بين إقامة في القاهرة والمنيا مع الأهل كاد عقله أن يطيش بسبب رغبته في تحصيل أعلي الدرجات "اتعودت أطلع فوق السطح أذاكر وأنزل أساعد أبويا في الشغل.. كان يتخض عليا من كتر المذاكرة فأمي تقوله سيبه دة ربنا حارسه" انتهت الثانوية العامة بتفوقه كالمعتاد لتبدأ مرحلة الجامعة والعمل» حيث الأعباء أعمق والعراقيل أكثر توحشا.

لم يشعر ابن المنيا يوما أنه عاجز ابتلع صدمة ضياع عينيه بشكل ما تقبلها بصدر رحب لم يتسرب له إحساس فقدان البصر إلا مع دلوفه سوق العمل» سنوات الجامعة مرت ناعمة لا يشوبها سوي مواقف يمر بها معظم الطلاب مجموع "حمد" حرمه الالتحاق بكلية الإعلام جامعة القاهرة فكانت كلية الآداب بجامعة المنيا قسم إعلام بديلا بعد أن وافق الدكتور الراحل عبد الهادي الجوهري عميد الكلية علي انضمامه لها  الا ان الصدمة كانت كبيرة حين رفض القسم تعيينه بعد التخرج بتقدير مرتفع فانتقل إلي القاهرة ليبدأ عملا مستقلا يعينه علي نوائب الحياة. وبداء التفكير فيتحقيق  حلمه باستكمال دراسته من خلال الماجستير بجانب عمله بإحدي الشركات الخاصة لكن بكلية الإعلام جامعة القاهرة ولم يعارض المدرسون الموجودون بالكلية الأمر بل دعموا رغبته. وحصل علي درجة  الماجستير بتقدير ممتاز عام 2007 ومع ذلك رفضت جامعة المنيا تعينه.

وتبنوه مشرفو رسالة الدكتورة التي تقدم بها في جامعة القاهرة ليصبح ا ول عربي مصري كفيف في مجاله يأخذ الدكتوراه تصارعت المخاوف برأسه بينما يشرح لممتحنين ويناقشهم إلي أن أعلنوا إجازته بتقدير ممتاز مع التوصية بتعيين في أحد الجامعات الحكومية.

 

أخ و5 بنات

الدكتور خالد بن الوليد عبدالفتاح أستاذ علوم المواد والفيزياء التطبيقية بكلية العلوم بجامعة جنوب الوادي تخرجت في كلية العلوم بجامعة جنوب الوادي عام 2000 وحصلت علي الماجستير في 2003 ثم الدكتوراه في 2006 وعينت معيدًا بكلية العلوم بقنا في 2001 ومدرسًا مساعدًا بالكلية في 2003 ثم مدرسًا في 2006 ثم أستاذًا مشاركًا في 2013 ثم أستاذًا بالكلية في 2019.

ولد في عائلة ميسورة الحال ولد وحيد وسط 5 فتيات في قرية من إحدي قري مركز أبوتشت في محافظة قنا بعد أن أصيب بشلل الأطفال  ووجد دعما كبيرا من أسرته لجعلنه من المتفوقين ليدخل التعليم الثانوي العام علي عكس الكثيرين من اقاربه ممن اتجهوا إلي التعليم الفني.

كان هناك بعض الصعوبات التي واجهته خصوصًا في كلية تعمل من الساعة الثامنة صباحًا حتي الثامنة مساء وأن أماكن حضور المحاضرات بعيدة وفي أماكن متفرقة ولكن كل ذلك لم يشكل عائقًا أمام إصراره ورغبته في ان أثبت للجميع بأنني ليس مختلف عنهم بل قادر علي صنع المستحيل وتخطي الصعاب حتي نجح وتفوق علي جميع زملائه وكان الأول علي الدفعة حتي تم تعيينه معيدًا بكلية العلوم في قسم الفيزياء.

ثم تدرج في السلك الجامعي حتي  شغل منصب عميد كلية العلوم حيث كان قد تولي قبلها  رئاسة قسم الفيزياء بكلية العلوم بقنا كما عمل وكيلاً للكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة و وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث وباحثًا رئيسيًا بالمركز المصري للنانو تكنولوجي بجامعة القاهرة ومدير وحدة إدارة المشروعات بجامعة جنوب الوادي ومدير وحدة الجودة بكلية العلوم بقنا.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق