ظل حلم المسرحيين أن يعود "مسرح السامر" إلي الحياة من جديد. وظلت وعود إعادته تتوالي دون أن يحدث شئ. حتي شعر الجميع باليأس. واعتبروا أن هذا المسرح راح وانتهي.. لم يبق منه إلا ذكريات وقطعة أرض كبيرة وخاوية تتطل بحزن علي نيل مصر الخالد.
مؤخرا صدقت الوعود وتم وضع حجر أساس بناء المسرح من أول وجديد. لتكون أفضل هدية تقدمها وزارة الثقافة للمسرحيين ونحن نستهل عاما جديدا من المتوقع أن يتم خلاله الانتهاء من هذا المشروع المهم. أو أغلبه علي أقل تقدير
السامر. الذي يطل علي نيل العجوزة. تم بناؤه علي غرار مسرح البالون المجاور له. وتمت الاستعانة بالفائض من أقمشة غطاء مسرح البالون لتغطيته. وكان قد شيد ببدائية شديدة. وكانت صالة الجمهور تسع ألف متفرج. واستمر سنوات طويلة أقيمت خلالها أنشطة كثيرة ومهرجانات كبيرة لهيئة الثقافة الجماهيرية وكان أشهرها مهرجان المائة ليلة. الذي اقيم أثناء رئاسة الراحل د. سمير سرحان جهاز الثقافة الجماهيرية.
ورغم أن المسرح يحمل اسم السامر فقد تم تصميمه علي شكل العلبة الإيطالية دون أي اعتبار لفلسفة وفكر السامر الشعبي الذي يجب عليه أن يحمل لواءه. وذلك لعدم الاستعانة بخبراء مسرحيين لتشييده.
شيد مسرح السامر عام 1971 بقرار من الرئيس الراحل أنور السادات. وكان المخرج عباس أحمد هو أول مدير لفرقة مسرح السامر. وقد احترق مسرح السامر بعد تأسيسه بأربع سنوات. لكن تم إعادة بنائه وقد بذل سعد الدين وهبه رئيس هيئة قصور الثقافة الأسبق. مجهودا كبيرا في إعادة ترميم وبناء مسرح السامر بعد عدة شهور من حريقه. ولم يحدث به أية تعديلات أو تجديدات بعد ذلك.
تم إعادة افتتاح المسرح بمسرحية "عاشق المداحين" من تأليف يسري الجندي وإخراج عبد الرحمن الشافعي حيث كانت الفرقة قد قدمت قبل هذا التاريخ ما يقرب من العشرين عملا مسرحيا وبعد افتتاح السامر بعاشق المداحين قدم عبد الرحمن الشافعي "يا عين صلي علي النبي" ثم "الناس اللي خافت من الفلوس".
وفي عام 2007 تمّ هدم المسرح. وصدر القرار الجمهوري رقم 288 لنفس العام بإنشائه وتجديده علي أن ينفذ وفق التصميم الفائز في المسابقة المعمارية التي أعلنتها الهيئة عام 2010. وأقيم مرة أخري كمسرح مؤقت حتي توقف رسمياً في 2013.
وقد وضعت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم. وزيرة الثقافة المصرية. حجر أساس مسرح السامر بالعجوزة. وذلك لإعادة إنشائه بعد سنوات من غلقه. حيث يعد مسرح السامر من أكبر المسارح التي تقع في القاهرة وتبلغ مساحته نحو 1000 متر. وسيقوم بالتنفيذ الهيئة القومية للإنتاج الحربي -مصنع 45.
قالت وزيرة الثقافة. إنَّ إحياء مسرح السامر يأتي ضمن استراتيجية نشر التنوير وإثراء الحركة الفنية المسرحية. مشيرة إلي أنَّه احد العلامات التاريخية في الثقافة المصرية. مضيفة أنَّ إعادة تأسيسه تمثل إضافة لمنظومة العمل الإبداعي باعتباره نافذة جديدة لأبي الفنون في مصر ويعكس إيمان الدولة بدور القوي الناعمة في الارتقاء بالمجتمع. مؤكّدة أنَّ المسارح تتيح تحقيق التكاملية والتنوع بين ألوان المعرفة والفنون المُراد تقديمها لمخاطبة الوجدان الجمعي ومجابهة وتصحيح الأفكار المتطرفة.
ومن جهته. ثمن أحمد راشد محافظ الجيزة. التعاون المثمر مع وزارة الثقافة في تطوير وإعادة فتح العديد من الصروح الثقافية التي تعد إضافة للحركة الثقافية والمسرحية. مشيراً إلي أنَّ مسرح السامر يتميز بموقعه بجوار مسرح البالون. ومن المقرر أنَّ يتمّ الاستفادة منه في تنظيم العروض الثقافية والمهرجانات والفعاليات. مشيدًا بدور الثقافة في تنظيم القوافل الثقافية والتوعوية بقري المحافظة. خاصة بالمراكز الجاري تنفيذ مبادرة "حياه كريمة" بها. مؤكّداً دعم كل جهود تطوير الوعي وتنمية قدرات أبناء الوطن.
وأوضح هشام عطوة رئيس هيئة قصور الثقافة. أنَّ التصميم الجديد لمسرح السامر يراعي المواصفات الخاصة بالمنشآت الإبداعية ويقام علي مساحة 1806.84 متر. ويتكون من دور أرضي عبارة عن مدخل رئيسي. وغرفة مولد وغرفة للوحات الكهرباء وغرفة مراقبة أمنية. تحتوي علي وحدات الإنذار وكاميرات المراقبة والسنترال وكذلك مكتب إداري.
وأضاف أنَّ المسرح يضم صالة علي مسطح 600 متر وخشبة مسرح علي مسطح 200 متر. إضافة إلي غرف الملابس وصالة المسرح التي تتسع 400 مشاهد. أما الدور الأول علوي يشمل غرفة التحكم والإسقاط. ويضم الدور الثاني علوي قاعة تدريب إضافة إلي المكاتب الإدارية.
اترك تعليق