ليس بعد حب الله سوى حب الوطن وكل حب بعد حب الله والوطن مشكوك في صحته وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم حين أضطر إلى الهجرة من مكة صوب المدينة من قسوة ما يلاقيه من أهلها " والله إنك لأحب أرض الله إلى ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت"
ويستدل بكلام النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بقيمة الوطن وحبه الراسخ في القلب والوجدان وضرورة الانتماء إليه بالعقل والقلب والروح وقد كانت تلك هي نفسها الدوافع التي حركت الإماراتي دكتور عبد الله الشيباني لرفع وثيقة " الانتماء والولاء" عام 2011 لحاكم دولة الإمارات بعدما تحولت المبادرة إلى وثيقة وعهد هو الأول من نوعه الذي يتجدد كام عام عبر التوقيع الإليكتروني كل عام لجميع أهل الإمارات يؤكدون عبرها الولاء الكامل لحكامهم المخلصين وانتماءهم الأبدي لأرضهم والحفاظ على ثقافة عشق تراب الأوطان وطاعة ولى الأمر ووقوفهم معا يدا بيد ضد كل ما يهز استقرار الأوطان على حد تعبير دكتور الشيباني الرئيس التنفيذي للمبادرة وقد التقى الشيباني في زيارته مؤخرا لمصر بالعالم الأزهري الجليل الشيخ أحمد تركي حيث عرض الشيباني وثيقته ومضمونها وأهدافها على الأزهر ممثلا في تركي الذي أشاد جدا بالوثيقة حيث اتفقا على التعاون المشترك والتوسع في نشر تربية ثقافة حب الأوطان والولاء والانتماء لها وعلق تركي قائلا : إنها وثيقة مهمة تنطوي على معان قيمة وقيم رفيعة تخص الولاء للأوطان وطاعة ولى الأمر ولفت أحمد تركي إلى ما جاء في القرآن من هذا المعنى وتحديدا في سورة البلد كما في قوله سبحانه وتعالى " لا أقسم بهذا البلد، وأنت حل بهذا البلد" موضحا أن الوطن بالنسبة للأمة هو الدار بالنسبة للأسرة مضيفا فكما للأسرة دار فينبغي أن يكون للأمة وطن ، ومن المهم جدا أن ندعو شبابنا وأجيالنا وأبناءنا إلى حب الأوطان والولاء الكامل لها : قال أيضا التركي إنه من الضروري أن نتحصن جميعا بهذه الهوية لأن التحصن بالوطن هو تحصن ضد كل أمراض المجتمع وضد كل الحروب الحديثة وختم حديثه بالتأكيد على بدء التعاون مع د. الشيباني في هذا الاتجاه عملا على تحقيق أهداف الوثيقة ومضمونها الراقي النبيل ونشرها في مصر وكل ربوع الوطن العربي لزيادة الوعي لدى الشباب مما يحقق الفائدة للأمة جميعها وختم التركي حديثه بأن اثنى على دولة الإمارات العربية التي تعد الآن نموذجا في التطور حسب تعبيره مؤكدا أنها جمعت بين الأصالة والمعاصرة وصار لها مكانتها على المستوى العالمي.
اترك تعليق