في هذا الزمان الردئ ضاعت صلة الأرحام وماتت مشاعر الحب في القلوب ودفء الموده في النفوس وأصبح المال هو سيد الموقف بين الأشقاء والأزواج والأصدقاء وغاب الوعي الديني عن عقولهم لأن رغبة وشهوة المال أقوي بداخلهم..
وقد شهدت محافظة الدقهلية واقعة مثيرة بسبب الطمع في الميراث والخلافات المالية وجشع "أم" فرقت بين أولادها في المعاملة. تبدأ القصة المؤلمة في كفر الكردي بقسم شرطة الكردي حيث كانت هناك أسرة بسيطة حياتها كفاح من البداية "الأب" سافر للعمل بالأردن لمدة 14 عاما. وخلال السنوات الأخيرة أرسل لنجله عقد عمل ولحق به للعمل سويا في بلاد الغربة وكل شهر يتم إرسال الراتب لوالدته مع راتب "الأب" بعد توفير مصاريفهما حتي تجمع مدخراتهما لتقوم ببناء منزل جديد لهم وبالفعل استطاعت بناء منزل لنجليها "محمد ووداد" ولكن كتبت أرض المنزل باسمها والشقة الأكبر في المساحة باسم ابنتها وداد لأنها جامعية وقريبة من قلبها أكثر من نجلها "محمد" وتركت الشقة الصغيرة لمحمد دون عقد تمليك علماً بأنه متزوج ومعه طفلان وكان هذا التصرف صادماً للابن وبعد أن عاد "الأب" و"نجله" من الغربة حدثت مشاكل كثيرة بين "الابن" و"والديه" و"شقيقته" متعجباً أن سافر وعاني الأمرين مع "والده" وفي النهاية تحدث التفرقة بينه وبين شقيقته فطالب بأن يكون قسمة المنزل حسب الشرع ولكنها رفضت.
مات "الأب" منذ خمس سنوات وخلال الخمس سنوات حدثت مشادات وخلافات عديدة بين الأم ونجلها وشقيقته بسبب عدم الالتزام بالقسمة الشرعية وتفضيل "الأم" لنجلتها عليه وكان هذا السبب عقده نفسية للابن لأنه شعر بالظلم والتفرقة في المعاملة.
طلب "محمد" من "والدته" إنهاء الخلافات وإعطاءه الشقة التي تسكن فيها مع شقيقته "وداد" لأن مساحتها 70 متراً وتشطيبها أفضل وشقته 55 متراً وهو متزوج ومعه أطفال وشقته الصغيرة مناسبة لها لتعيش فيها بمفردها بعد زواج "وداد" فرفضت "الأم" تماماً مؤكدة ان الشقة باسم "وداد" لتأمين مستقبلها تحسباً لأي ظروف بعد زواجها ورفضت كل محاولته لإنهاء هذه الخلافات.
ضاقت الدنيا في وجه "محمد" بعد فشل كل محاولاته لحل الخلافات الأسرية حول "البيت الملعون" واتجه إلي النت وكتب علي صفحته الشخصية "أنا ضايع والله هحرقها وأحرق قلب امها عليها.. الدنيا أسودت في عنيه". .اعتبر المقربون له ان ده مجرد كلام للتهديد ومستحيل يعمل كده.. نفذ تهديده ولبي نداء الشيطان الذي تسلط علي عقله.. ودفعه لارتكاب هذه الجريمة البشعة.
دخل شقة "وداد" التي تسكنها مع "والدتها" في نفس بيت الأسرة وبها جهاز عرسها وسكب عليها البنزين وأشعل النيران في شوارها الذي كان موعده بعد اسبوع من ارتكاب الحادث.. ليحرمها من فرحتها.. ويفسد زيجتها.. فخرجت "وداد" من غرفتها وجدت صالة الشقة لهيب جهنم فأسرعت للخروج من بوابة المنزل فأمسك بها وأغلق البوابة بالجنزير الحديد وسكب عليها ما تبقي من البنزين وأشعل فيها النيران وكانت "الأم" علي سطح المنزل فوجئت بصراخ "ابنتها" وصرخت بجنون عندما شاهدتها تحترق أمام أعينها وحاولت الاستغاثة بالجيران حتي تمكنوا من فتح البوابة وإخماد النيران التي التهمت رأسها ووجهها وصدرها والابن يصرخ في وجههم "اتركوها تتفحم عشان أحرق قلب امها عليها هي السبب".
كانت النهاية الموجعة للتفرقة بين الأولاد في المعاملة وتقسيم الممتلكات حسب الهوي والحب وليس بشرع الله عزوجل.. وكانت النهاية مصرع "وداد" الفتاة الجميلة وسجن "شقيقها" وانكسار "الأم" التي ستعيش ما تبقي من عمرها مع ؟؟ فراق كل الأحباب.
تلقي اللواء سيد سلطان مدير أمن الدقهلية إخطاراً من اللواء إيهاب عطية مدير المباحث الجنائية بوقوع الحادث وعلي الفور تم تشكيل فريق بحث برئاسة الرائد جاد عبدالعظيم رئيس مباحث قسم شرطة الكردي وألقي القبض علي "المتهم" محمد زكريا "25 سنة" عامل والذي اعترف بالواقعة تفصيليا.
تحرر محضر بالواقعة وأمرت النيابة بدفن الجثة بعد الكشف الطبي.. وأمرت بحبس المتهم أربعة أيام احتياطياً علي ذمة التحقيقات.. بعد الإدلاء بأقواله واعترافاته.. وإجراء معاينة تصويرية للحادث.. جددها قاضي المعارضات بمحكمة منية النصر الجزئية 15 يوماً.
اترك تعليق