نبض الشارع .. فرصة تمنحها بوابة الجمهورية أون لاين .. للشباب والكبار .. للتعبير عن الآراء .. والمشاركة بالمقترحات والأفكار.. يمكنكم المشاركة فى أى وقت .. عبر واتس 01020025239
إن حب الوطن فطرة فطر الله الناس عليها، فما من بشرٍ سويٍ إلا وفي قلبه حب جارف لوطنه، فهو المنشأ والمنبت، تكونت فيه ذكريات الطفولة، ومراحل الشباب والمراهقة، أرض الآباء والأجداد وملآذ الأبناء والاحفاد..
، وهو المرفأ الآمن والحضن الدافئ، والشجرة الورّاقة التي يسعد الجميع بظلها، فهو الحب الذي لا ينتهي والعطاء الذي لا يُحد، ففيه كبرنا وتحققت أحلامنا وعلا شأننا بين الأوطان، واتسمت أرواحنا بالفرحة والأمل وزادت فينا معاني الرجولة والوفاء، وعلي ذلك يعد حب الإنسان لوطنه دليل علي سلامة فِطرته ونُبل معدنِه وطَيب خُلقه، بل هو شِيمة من شِيم الرجال، وخُلق من أخلاق النبلاء الكرام، ولقد سُئل بعض الحكماء (بأي شئ يعرف وفاء الرجل دون تجربة واختبار؟) ، قال بحنينه الي وطنه.
ومما يؤكد أن حب الوطن عقيدة وفريضة ما قاله وفعله رُسل الله في الأرض حينما هاجروا من أوطانهم إلى أوطانٍ جديدة، من ذلك قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حب مكة وهو مهاجر منها الي المدينة (والله إنك أحب بلاد الله إلى قلبي ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت)، وأيضا حنين سيدنا موسى عليه السلام إلى أرضه مِصر بعد أن قضي سنين في أهل مدين بعيدا عن وطنه، وهو يعلم أن أهل مصر متي ظفروا به قتلوه (لقتله منهم نفسا) لكن حنينه لوطنه وشوقه لتراب منبعه طغي علي ذلك، وفي ذلك دليل علي أن حب الوطن جزء أساسي من العقيدة لا ينكرها إلا ضال منحرف خائن للأمانة والدفاع عن وطنه، مشارك للجماعات الإرهابية المتطرفة ومفسد في الأرض،
حفظ الله مصر وشعبها وجعلها منبع أمن وأمان إلى يوم الدين.
محمد بدر محمد أبو طلبة
كلية التربية، جامعة الأزهر فرع تفهنا الأشراف.
اترك تعليق