في (مولد سيدي علي السماك وولي عهده سيدي زين السماك)
مُروجُ الهوَى ازدانتْ وتألّقَ الهيام ... مولِدُكَ أنارَ الكواكبَ وأيقظَ الأنام
والأقمارُ بَاتتْ بُدورًا والطيورُ تَشدو ... وتَدلَّتِ النجومُ منَ الجمالِ وأتتْ تغدو
لوَّحتِ الولايةُ براياتِها لمقامِهِ الجليل ... لسيِّدٍ باتَ قُطبَ الروحِ والقلبَ العليل
دَنَتْ مِنكَ الأقمارُ تتغذَّى نورًا يا بَركةِ الجوَّاد ... دُمْتَ لنا شَمسًا فأنتَ الأهلُ والزَّادُ والزُّوَّاد
سيِّدي وسيِّدُ الأسيادِ بِحضرَتِكَ أنتَ الأنيس ... سبقَنا الأحِبّةُ بِمجلِسِكَ يا خيرَ ونيس
يا قُطبَ الأقطابِ أتى لكَ يومًا شقيّ ... يقتبسُ مِن نفحاتِ نورٍ فاضَ فباتَ كالوليّ
دارُكَ دارُ حكمٍ وقضاءٍ، أتَى به الحاكمُ والجُنْدُ ... دارت أحاديثُكَ من صمتِهم فإن هُمُ النَّارُ أنت الزَّنْدُ
يَا مَن زَفَّتْكَ الملائكةُ أيامًا وليالي ... يهنّئونَ ويباركونَ مَقامِكُمُ العالي
عليُّ السماءِ والأرضِ، ولايتُك غوثٌ ودِرع ... على دربِك سارَ عبادُ الرحمنَ هُمْ خيرُ زَرع
لبَّتِ السماءِ دعاءَكَ وجادتْ لعهدِك بِوليٍّ خليلٍ ... لقيَ مِنكَ الولايةَ فصارَ قطبَ عصرِهِ وخيرُ دليلٍ
يرتوي العطشَى من نفحاتِكَ وتتسارعُ الأيادي ... يأتي لكَ القاصي والداني بالحبِّ ينادي
أيا تُرى في حبِّك يا شيخَنا مكانٌ لنا ... الشوقُ لكَ في جنباتِ القُلوبِ مدى أَعمارِنا
لُجَّةُ البحارِ من عِلمِكَ يا طريقُ الأنبياءِ والرُّسل ... ليتَ الحظَّ بابًا نطرُقُهُ لتفتحَ لنا الطُّرقَ والسُّبل
سيشهدُ الزمانُ بزمانِكَ يا خيرَ الناس ... سيرةٌ باتت طريقًا لرِفْعَةِ الإحساس
مَجَرَّةُ العلمِ تدورُ بِمَدارِك يا مُعلِّم ... مَسَرَّةُ المعرفةِ بدارِك يا قِبلةَ المُتَعَلِّم
إن أَكُ المُريدُ ولعلي لائِقًا ... أُطَالبُ بِمَددٍ يُنقذُ غَارِقًا
كَبُر بكَ المقامُ وارتقى مُنذُ صِباك ... كَبُر الكونُ باسمِكَ يا سيدي السَّمَّاك
وَمضَ البرقُ وأمطرتِ السماءُ من باسمهِ نرجو ... وعَلَت الصيحاتُ تهتفُ بالزَّيْنِ من باسمهِ ننجو
وولجَ الليلُ بالنهارِ والبركاتُ بكَ تصحو ... ودادُ الوصالِ بينكَ والسماءُ لا يغفو
لَانَتْ لك القلوبُ يا صاحبَ أبهى الخصال ... لك الروحُ تهفو يا جليسٌ تجلَّتْ به الأحوال
يا عُظماءَ البشرِ منكمُ القريبُ يهتدي ... يا أولياءَ اللهِ القلبُ بِذكْرِكُم لا يعتدي
عهدُ الأنبياءِ والمرسلينَ بِكَ باقٍ رغْمَ كيدِ الطَّامعِ ... عِشْتَ صادقًا بِصدقِكَ كالضِّياءِ السَّاطعِ
هانَ عليكَ الشقاءُ أينما أتى من كلِّ اتجاه ... هَدأَ بحضرَتِك كلُّ موجٍ عاتٍ وصمتتِ الأفواه
دِينُكَ السَّلامُ والأمانُ يا زَينَ العِبَاد ... دُمتَ للإسلامِ مِنبَرًا وخيرَ جَوَاد
هائمةٌ قلوبُنا كلّما أبحرتْ بحُبِّهِ ... هادئةٌ الأرواحُ كلما تنعَّمتْ بِقُربهِ
سَألتِ السماءُ ما للأرضِ متلألِئةً تتبخترُ كالطَّاووس ... سَمعهَا السَّيَّارةُ فهمسوا إنهُ مولدُ شمسِ الشُّموس
يا زهورَ البهجةِ والسرورِ بعَبِيركِ اُنثري ... يا سفينةَ النفحاتِ بميناءِ سيدي اُعبري
دَربُك يا معلّمي دَربُ الصالحينَ وَهبَكَ بهِ الودود ... دارُكَ دارُ علمٍ أنرْتَ بهِ الظلماتِ يا نورَ الوجود
يا حبيبي وحبيبُ الأحبَّةِ صوتُك بالقلبِ يَسري ... يا حبيبي دربُكَ دَربُ الهدَى فاقِدُهُ ليس يدري
زَينُ السماءِ والأرضِ بِكَ تحلَّتَ الكنوز ... زيَّنْتَ الحياةَ بالهمَّةِ والحَرفِ لمن أرادَ أنْ يفوز
يا شمسًا أضاءتْ قممَ الجبالِ وأعماقَ البراري ... يا نبعٌ ارتوى من نفحاتهِ القاعدُ والسَّاري
نَمَتْ بكَ العقولُ والأذهان ... نَهَتْ أعمالُكَ عن كلِّ شرٍّ بلا أمان
الثَّغرُ باسمُكَ باسمٌ يا زينَ القلبِ والثنايا ... الخيالُ لكَ راسمٌ يا عينَ الروحِ والحَنايا
للزمانِ كنتَ قُطبَ عَصرِك ومهدَ الآمال ... لقاءُ الأحبةِ في حُبِّكَ باقٍ يا حبيبٌ له الإجلال
سلوانُ الهوى بمحرابِكَ قُدسُ الأقداس ... سيدي الزَّين يا أحَدَ طُرُقِ اللهِ للناس
مالتِ الدنيا إليكَ بزهوِها وأنت للحقِّ قائم ... مَرَرْتَ بها زائرًا وتركتَ حُسنها عبرةً للصائم
الزمانُ يمضي وبصماتكَ لامعةً كالثُريَّا ... المكانُ باقٍ على نهجكَ يا سيدي ثَريًّا
كُنتَ ومازلتَ للحياةِ نورًا وضياءً وتِرسًا للحَراك ... كلُّ بصماتِك قناديلُ بها نهتدي لخُطاك
اترك تعليق