تحتل الحرف اليدوية والصناعات التقليدية مساحة واسعة من التراث المصري. يعتمد فيها الصانع علي مهاراته الفردية الذهنية واليدوية باستخدام الخامات الأولية المتوفرة في البيئة الطبيعية المحلية. وتنعكس أهمية الحرف والصناعات اليدوية في أنها تبرز الهوية الوطنية للدولة المنتجة للحرف والصناعات اليدوية. ويمكن أن تحقق مصر مكاسب مادية رائعة حال الاهتمام وتدعيم الحرف اليدوية.

أكد د. وليد جاب الله الخبير الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد والإحصاء والتشريع. أن للصناعات اليدوية والتراثية تأثير كبير علي الاقتصاد. يتمثل في إتاحة فرص عمل للشباب عن طريق تخصيص موارد أقل مقارنة بمتطلبات الصناعات الأخري وقابليتها لاستيعاب وتشغيل أعداد كبيرة من القوي العاملة بمؤهلات تعليمية منخفضة. بالإضافة للاستفادة من الخامات المحلية وخاصة المتوفرة بكميات اقتصادية.

أوضح أنه توجد مرونة في الإنتاج والقدرة علي تقديم منتجات وفق احتياجات وطلب المستهلك أو السائح.

د. خالد الشافعي الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العاصمة للدراسات والأبحاث الاقتصادية. قال إن الصناعات اليدوية تعتبر أحد العوامل التي توفر فرص العمل. فهي تعتمد علي المهارات والقدرات الذاتية للأفراد كما أنها تحافظ علي الصناعات ذات الطابع التراثي من الاختفاء.

وشدد علي ضرورة أن تحرص الحكومة علي الاهتمام بدعم تلك الصناعات اليدوية وتطويرها لضمان استمراريتها واستدامتها والاستفادة من ضم هذا القطاع الذي يعتبر من الأنشطة التي تدخل في إطار الاقتصاد غير الرسمي إلي الاقتصاد الرسمي للدولة من خلال تقديم حوافز ضريبية وفنية وتسويقية.

المهندس محمود سرج رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير القطاع غير الرسمي في اتحاد الصناعات. أكد أنه يجب تنمية الحرف اليدوية والصناعات التراثية وتطوير منتجاتها حتي تسهم بشكل فعال في التنمية الاقتصادية. مطالبا بوضع آلية فاعلة للتنسيق بين الجهات ذات العلاقة في مجال الحرف والصناعات التقليدية. والتنسيق مع جهات مثل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لوضع البرامج التدريبية الهادفة إلي تنمية مهارات وقدرات الحرفيين خاصة للأجيال الناشئة منهم لإيجاد مصدر دائم لتزويد هذا القطاع بما يحتاجه من أيدي عاملة ماهرة تضمن استمرار وتداول الخبرات والمهارات الحرفية في مختلف الصناعات.

وأشار إلي أهمية تسويق منتجات الصناعات الحرفية داخليا وخارجياً علي أن تشمل هذه الأنشطة داخل البلاد مراكز الحرفيين والأسواق السياحية والفنادق والمتاحف والمطارات والمواني والحدائق العامة والمعارض والمهرجانات. أما التسويق الخارجي فيتمثل في المشاركات الخارجية في المعارض والمؤتمرات والأسواق الدولية وغيرها.