أوضحت تقارير أفرجت عنها هيئة أرشيف إسرائيل عن محضر اجتماع عقده مجلس الوزراء الإسرائيلى بعد 25 ساعة من حرب 6 أكتوبر 1973 نشرها جورنال "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلى أن القياده الإسرائيليه حدث لها ارتباك كبير عقب قيام الجيش المصرى بالعبور وتحرير الأراضي المصرية.
وأوضحت التقارير أن ظهيرة 7 اكتوبر 1973 تم عقد اجتماع بناء على طلب من جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل آن ذاك و شرح وزير الدفاع الإسرئيلي موشى ديان تدمير المواقع و التحصينات الاسرائيليه على طول خط قناة السويس بجهود القوات المسلحة المصرية مؤكدا أن خط بارليف قد انتهى و اقترح أن على الجيش الإسرائيلى الإنسحاب لمنطقة المضايق وترك المصابين الإسرائيلين فى المواقع التى انسحبوا منها فى المقابل سيطرة الجيش المصري على الأراضي المصرية شرق قناة السويس وتطهيرها من الإحتلال.
ووصف موشى ديان وزير الدفاع الإسرئيلي الهزيمه التى لقاها من أبطال الجيش المصرية حرب 6 أكتوبر 1973 بــ "يوم القيامه" وقال: "المصابين الإسرائيلين لا نستطيع إنقذاهم ومضطرين لتركهم وننقذ ما يمكن إنقاذه بالمواقع الآخرى ومن يستطيع أن يهرب ويصل للمواقع الإسرائيلية يعمل ذلك ومن يريد الإستسلام للقوات المسلحة المصرية يستسلم ولابد من معرفة عدم القدرة الإسرائيلية للوصول إلى المواقع التى سيطر عليها الجيش المصري لذلك لدى الإسرائيلين بتلك المواقع إما محاولة الهروب أو الإستسلام".
فردت علي موشي ديان جولدا مائير و قالت " فيه حاجه أنا لم أفهمها ... أنا أعلم إننا نهاجم قوات الجيش المصرية بمجرد محاولتهم للعبور شرق قناة السويس فماذا حدث؟ ... فقال لها ديان: " فعليا حاولنا التعامل مع القوات المصرية التى عبرت شرق قناة السويس ولكن لديهم غطاء مدفعى دمر الدبابات و الطائرات الإسرائيلية فساعدت قوات الجيش المصري من العبور لشرق القناة".
بينما استكمل الإجتماع بإقتراح رئيس الأركان الإسرائيلي دافيد إليعازر ثلاث إقتراحات وهى على النحو التالى:-
نشر فرقتين لبناء خط دفاعى مؤقت لصد الهجوم وبعدها شن هجوم مضاد موضحا عدم ثقته فى قدرة خط الدفاع على الصمود وصعوبة عمل هجوم مضاد.
حشد قوات الجيش الإسرائيلى على طول خط المضايق في عمق سيناء لكن وصف هذا الإختيار بالمكلف جداً.
شن هجوم عالي والتقدم على أساس تقدم الفرقتين التى يقودهما أبراهام أيدين (بيرن) و أريل شارون.
وشرح رئيس الأركان الإسرائيلي دافيد إليعازر أن أياً من تلك المقترحات هى مغامرة خاصة لا توجد فرقتين عسكريتين ما بين تل أبيب وقناة السويس وأن فشلت الفرقتين فذلك يتسبب فى تدمير ثلث الفرق الإسرائيلية فى مدة لا تتجاوز الثلاث أيام وربما تصل الحرب إلى إسرائيل.
واستعرض رئيس الأركان الاسرائيلى السيناريوهات واقترح شن هجوم على القوات المسلحة المصرية ليس عبر قناة السويس ولكن ضد القوات المصرية التى عبرت شرق قناة السويس ... مستكملا أنه يتم ذلك من خلال طلب المساعدة بما يقرب من 300 دبابة من أمريكا ودعم جوى لكسر قوة الجيش المصري، موضحا أن نجاح ذلك يصبح الوضع جيد بينما لو فشلت لن تكون لدينا الخسائر الفادحة وسيكون لدى إسرائيل القوة لإنسحاب".
حاولت القوات الاسرائيليه فعلاً تنفيذ العمليه و قامت معارك دبابات ضخمه تعتبر من أعنف معارك الدبابات من وقت الحرب العالميه التانيه لكن فشلت إسرائيل في إختراق القوات المسلحة المصرية واستطاع أبطال الجيش المصري من تدمير أعداد ضخمة من الدبابات الإسرائيلية.
اترك تعليق