هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

العلاج المعرفي

العلاج المعرفي والسلوكي

لكي تكون طبيب نفسك لابد ان تعرف انواع العلاج بطريقة سهلة يمكنك تطبيقها علي نفسك ومساعدة من حولك وهذا ما سيةضحة دكتور محمد العكش استشاري الصحة النفسية


العلاج المعرفي السلوكي CBT
هو علاج قائم على تصحيح الأفكار والمعتقدات اللاعقلانية والتي قد تكون غير منطقية ناتجة عن النظرة الإدراكية لهذا الشخص , ةالتي أدت لتغير ردود أفعاله وسلوكه تناسبا لما حدث داخل إدراكه من تغيير للواقع وتشويه له
الفكره في العلاج المعرفى هو أنه يركز على أصل المشكله منذ نشأة الفكره داخل رأسك وليس فقط يتعامل مع نتائجها والتي تظهر في السلوك الخارجي 
مثال حتى أوضحه لكم بصورة مبسطه 
تعالوا نتخيل أسرة داخل المنزل مكونه من زوج وزوجه وأبناء , أحد هؤلاء الأبناء لا يصلي 
  - إذا ذهب أحد الأبوين للطفل وضربه على يده لكي يصلي , أو أخبره أن هناك مكافأة إذا حافظ على الصلاة , أو أنه سوف يحصل على ما كان يتمناه أو .. أو ... أو....
( طبعا هذا في المذاكرة , أو التربية , أو الذهاب للمدرسة , الصلاة هنا لضرب المثل )

كل ما سبق نسميه علاج سلوكي , هو تأثيره سريع وفعال لكنه قصير المدى , فبمجرد توقف العقاب أو المكافأة توقف السلوك الجديد وهو الصلاة , ورجع السلوك القديم وهو تركها 
أما العلاج المعرفي مختلف 
فهو يركز على الأفكار , فنجد الأم تقول لابنها ( لماذا لا تصلي ؟ ) , ( هل تعرف لماذا أنا وأباك نصلي ؟ ) , ( هل رأيت السعادة التي نشعر بها ونحن نصلي ؟ ) ......................

وقتها إذا إقتنع الطفل وتأثر بالإجابه , قد تأخذ هذه الطريقه وقتها في التأثير والإقناع ولابد أن يمارسها الأهل أولا امام الطفل , لكنها أدوم في التأثير , ويبقى أثرها وقتا أطول , وتوضع في الذاكره بصورة أقوى
لأن الأفكار نفسها قد تم تغييرها

 يركز العلاج المعرفي على ما نسميه الأفكار الأوتوماتيكية , وهي تيار من الأفكر يأتي مباشره وبشكل تلقائي في مواقف معينة , أو عند ظهور مثير معين , فمثلا شخص قابل أحد يرتدي نظارة سوداء من نوع معين , وكان يتعامل مع الناس بتكبر وأسلوب فظ , يجد نفسه كلما رأى أحد يرتدي نفس النظاره يأتيه نفس التيار من الأفكار من أن هذا الشخص فظ وغليظ ومتكبر , حتى وإن لم يحدث من ذلك الشخص أي تصرف مهما كان , 

العجيب أن اذا حتى فعل هذا الشخص فعل إيدابي فيه تواضع يجد نفسه أيضا لا إراديا يدافع عن المعتقد الذي بداخله إتجاه من يرتدي هذه النظارات , ويقول أنه فعل لذلك حتى يقال عنه متواضع !!!!!!!!!!!

  - يمارس العقل اللاواعي ما نسميه نحن بالتحريفات المعرفية 
وهي كما هو واضح من اسمها هي عملية يقوم فيها العقل بتحريف الواقع حتى يتناسب ذلك الواقع مع هواه وأفكاره ومعتقداته التي تكون بنسبه كبيره خاطئة
سأناقش بعض هذه التحريفات المعرفية معكم , والتي تمارس بكثره في حياتنا 
أولها ما نسميه الإستنتاج التعسفي : 
- وهو أن يقوم الإنسان بإستنتاج أمر معين وتصديق إستنتاجه هذا رغم عدم وجود أي دليل على ذلك 
فمثلا إذا مر رجل بتجربه حب وفشلت هذه التجربه يقول ( كل النساء خائنات ) وهو لم يقابل كل النساء !!!!
أو أن يتعامل مع سائق لسيارة أجرة ويطلب منه سائق هذه السيارة أكثر من ما يستحق فيقول ( كل سائقي التاكسي سارقين ) وهو أيضا لم يقابلهم جميعا !!!!!
فهذه هي القاعدة , وهي ظلم فئة كامله أو أمر معين أو حتى علم معين أو حتى شخص معين , أو ظلم أي شيئ دون وجود سبب حقيقي ملموس
العجيب أنها ليست دائما ظلم , فقد تجد من يمدح في فئه أو أمر , أو علم , أو شخص معين دون وجود دليل واحد على صحة كلامه , لكنه يدافع عن معتقده وهو مغيب لأنه يستخدم تحريفا معرفيا للواقع أسمه الإستنتاج التعسفي

نتحدث الآن عن تحريف معرفي جديد وهو ( التهويل والتصغير ) , وهو إما أن يقوم عقلي بتكبير وتضخيم الواقع لحد أكبر من المعقول , أو يقوم العقل بتصغير الواقع وتبسيطه رغم أنه ممكن أن يكون واقع كبير وخطير 
كيف يتم ذلك في حياتنا اليوميه
في حاله التهويل هو تحريف معرفي تمارسه دائما الشخصية الحساسه بكثره , وهي تعد السبب الرئيسي في فهمه وتفسيره للأمور وهي مشكلته الكبيره والحقيقية في الحياة
فمثال على ذلك , شخصين يتحدون سويا مع بعضهم فالشخصية الأولى هي شخصية عادية ( أو أنها شخصية سمعية , وهي شخصية لا تهتم بالنظر للمتحدث قدر ما هي تهتم بالإستماع إليه ) والشخصية الثانية شخصية حساسه , فعدنما تتحدث الشخصية الثانية مع الأولى ويجدها لا تنظر إليه , يقوم عقله بتفسير ذلك أكثر من تفسير بحسب نظرته ذاته , فقد يظن أن الطرف الآخر لا ينظر إليه إما لأن كلامه تافه وغير مهم , أو أنه مشغول عنه بأمر أكثر من كلامه أهمية , أو أنه لا يحترمه أو .......
فلكم أن تتخيلوا كم التفسيرات السلبية التي سوف يفرضها العقل في هذه الحاله , فيقوم العقل بتكبير وتهويل الواقع بشكل كبير وبالتالي يصدر منه رد فعل كبير وحاد, مثل أنك لا تهتم بي , أو أنك لا تحترمني , أو أنك ...........
فالعقل هنا أخذ الواقع ومارس معه التهويل فكانت النتيجه رد فعل مبالغ فيه وحاد , حتى وإن وجد الطرف الآخر كان فعلا مهتم ومستمع لكل تفاصيل الحديث
أما التصغير , فيمارس العقل ما هو النقيض تماما من التهويل وهو قد تكون كارثه حقيقية ويقوم العقل بتحقير أو تصغير من نوع المشكله أو مدى الألم , فقد نسمع أن شخص قد أصيب بإكتئاب حاد لأن حيوانه الأليف الذي كان يربيه قد مات , فنرى من الناس من يضحك ويستهزأ به وكيف له أن يصاب بهذه الحاله وتوجد في العالم مجاعات وحروب وكوارث ,
ببساطه " لا تحقر من مصائب الناس شيئا فلكل منا وسع خلقه الله له يزيد بالصبر وينقص بالسخط "
تحريف آخر نمارسه بشكل كبير وهو ( الشخصنة ) وهو أخذ الأمور على محمل شخصي , وهو مقارب للإستنتاج التعسفي , لأن فيه يقوم الشخص الأمور على نفسه دون وجود دليل حقيقي واضح على ذلك 
فنجد مثلا دكتور في الجامعه يقول ( وهؤلاء الفشله الذين يجلسون بينكم .... ) دون تفكير يجد في نفسه وكان هذه الكلمات موجهه له رغم أنه حتى لم ينظر الدكتور الجامعي في اتجاهه أو ذكر اسم بعينه !!!!!!
أو أن نكون في جلسه ونتحدث عن السمنه وحب الأكثر , أو نشاهد مشهد مضحك لشخص سمين في التلفاز وضحك عليه الجلوس , فنجد أن من يرى نفسه سمينا يغضب ويأخذ الأمر على محمل شخصي 
أتذكر موقف رسول الله عندما مر رسول الله مع صاحبه أبو بكر الصديق , ووجد من ينادي عليه ويقول له ( يامذمم يا مذمم ) فلم يجبهم رسول الله واستمر في المشي مع صاحبه 
فإذا برسول الله ينظر لصاحبه فإذا هو يبكي بشده فيقول له ما بك ؟؟
فيقول لا يعرفون قدرك يا رسول الله ,
فرد عليه المعالج المعرفي للبشرية ويقول له ( إنما يسبون مذمما إنما أنا محمدا )
فماا فعله الخضر مع سيدنا موسى عليه السلام في رحلتهم كان علاجا معرفيا
وما فعله سيدنا إبراهيم كان أيضا علاجا معرفيا حين قال ((فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) ))
ولكني لم أجد معالجا معرفيا على مر التاريخ يعالج الأفكار وإضطراباتها وخلل الإدراك مثل معالج البشرية سيدنا محمد رسول الله صلَ الله عليه وسلم
ولأن الله خلقنا ويعلم تركيبتنا النفسية فأرسل لنا ذلك المعالج وقال لنا ((قَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لمن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرا)) ورغم أن هذه الآية أعتبرها بحرا يحتاج الكثير والكثير من الشرح 
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق