ترد إلي دار الإفتاء المصرية يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عنها فضيلة الدكتور محمود شلبي أمين الفتوي بدار الإفتاء.
* ظلمني شخص ما وأوجع قلبي فهل يجوز الدعاء عليه بسبب ما فعله بي. وأن أدعو عليه بقول اللهم "أوجع قلبه واكسر بخاطره كما فعل بي"؟
** دعاء المظلوم علي الظالم جائز. ولا تمنعه الشريعة الإسلامية.. لقول الله تعالي في سورة النساء "لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا".. ولكن الأولي والأفضل أن يفوض المسلم أمره إلي الله سبحانه وتعالي وعليه أن يقول دائما وأبدا "حسبنا الله ونعم الوكيل" و"إنا لله وإنا إليه راجعون".. ولو قال الإنسان هذا الدعاء لا حرمة فيه ولكن الأولي والأفضل أن يعفو ويصفح ويفوض أمره إلي الله.
* أنا عاصي وفعلت كل الذنوب. فهل يعاقبني الله بأن يجعل أولادي عصاة مثلي؟.
** هذا ليس شرطًا فأمر الذرية متروك لله تعالي. ولكن عليك أن تتوب وتستغفر الله سبحانه وتعالي وأن تبدأ مع أولادك في تربيتهم وتنشئتهم تنشئة صحيحة. لأنك مسئول عنهم. فلو أنك أهملت تربيتهم وتنشئتهم وتعليمهم التعليم الصحيح. ثم أخطأوا فهذا يكون نتيجة التقصير.
وعلي الشخص المذنب أن يستغفر ويتوب ويوقن أن مغفرة الله سبحانه وتعالي واسعة. وفضله عظيم يعفو عن المذنب المسيء إذا تاب واستغفر ويبدل الله بمشيئته سيئات المذنب حسنات.
* لا أصلي السنن فهل يؤثر ذلك في ثواب صلاة الفرض ؟
** هذه الصلاة محسوبة ولا مشكلة في ذلك. ولكن يوجد ثواب كبير يضيع من الشخص الذي لا يصلي السنن. وهذا لأن السنن مهمة.. والسنن التابعة للفرائض هي ركعتان قبل الفجر. وأربع قبل الظهر واثنتان بعده. واثنتان بعد المغرب. واثنتان بعد العشاء. وقيل أربع قبل العصر مع الوتر وقد ورد عنْ أُمِّ المؤمِنِينَ أُمِّ حبِيبَةَ رَمْلةَ بِنتِ أَبي سُفيانَ رضيَ اللَّه عَنهما. قَالتْ: سَمِعْتُ رسولَ اللَّه صلي الله عليه وسلم يقولُ: مَا مِنْ عبْدي مُسْلِم يُصَلِّي للَّهِ تَعَالي كُلَّ يَوْمي اثِنْتَيْ عشْرةَ رَكْعَةً تَطوعًا غَيْرَ الفرِيضَةِ. إِلاَّ بَنَي اللَّه لهُ بَيْتًا في الجَنَّةِ. أَوْ: إِلاَّ بُنِي لَهُ بيتى فِي الجنَّةِ.
ولا يوجد وزر علي الشخص الذي لا يصلي السنن لأن تركها لا وزر فيه. ولكن لا يبني لهذا الشخص بيت في الجنة. ومن الممكن أن يحصل خلل في الصلوات المفروضة من غير ما يدري الإنسان. فتأتي السنن لجبر الخلل والنقص فيها علي أن السنن لا تقوم مقام الفرض كله. أي أنه لا يجوز للإنسان أن يترك فرضا ويصلي السنن ويقول إن السنن تجبر خللاً.
* زوجي مورد أطعمة ويقوم بتوريد الطعام لمطعم يقدم الخمور فهل يجوز ذلك؟.
** توريد الأطعمة الحلال لمطاعم تقدم خمورًا جائز ولا شيء فيه.. وإذا كان مورد الطعام هذا سيأتي بخمور ويوردها لهذا المطعم فهذا حرام بالتأكيد لأنه تعاون علي المعصية. لكن إن كان سيأتي بأطعمة حلال لهذا المكان فلا شيء في ذلك. وكون صاحب المطعم يقدم خمورًا فلا علاقة لمورد الأطعمة الحلال به. فهي مسئولية صاحب هذا المكان وليس المورد. "مادمت أقدم شيئًا مباحًا فهذا جائز ولا يضرني ما يفعله هذا الشخص".
* تقوم بعض المؤسسات بإرسال العمال بخطابات أو أوراق معينة. فيتم صرف بدل المواصلات لهذا العامل. فهل يجوز زيادة هذه البدلات نظير جهده أم أن جهده هو ما يتقاضي عليه الأجر في كل شهر؟
** ذلك يرجع إلي نظام وإدارة كل جهة حيث تحدد المصروفات أو المخصصات المحددة لهذه الأمور. وفي حالة صُرف له مال فهذا حلال لا شيء فيه. لكن علي الإنسان ألا يكذب أو يغش في ذلك. إذ إن المبالغة أو الزيادة أو الغش في المصروفات التي يصرفها العامل في هذا الأمر لا تجوز. وعلي العامل أو الموظف أن يخبر الجهة بالواقع الذي تم بحقيقته فإن أعطته الجهة المال الذي صرفه أو دفعه فهو حلال لا شيء فيه.
* هل مس شيء يخص الحيض بعد الاغتسال منه ينقض الغسل؟
** بعد اغتسال الحائض تكون قد تطهرت. وهكذا يكون قد ارتفع حيضها وحدثها. وصارت طاهرة متطهرة ويمكنها أن تصلي وأن تمس المصحف وتقرأ القرآن وتفعل ما تشاء.
ولو لمست شيئًا بيديها فهذا لا ينقض الاغتسال. ولا تنتقل إليه نجاسة. وتظل المرأة طاهرة. ويظل الاغتسال صحيحًا كما هو.
* هل يجوز عقد قران البنت بوكالة أحد غير أبيها وهو علي قيد الحياة ولكنه منفصل عن أمها وهي في حضانتها ولم يعلم الأب إلا بعد العقد. فما مصير العقد شرعًا وقانونًا؟
** الأصل أن الأب مادام موجودًا أن يتولي تزويج البنت فهو وليها. ولكن في حالة لم يكن يعلم أحد مكان الأب وكان قد ترك ابنته وأمها ولم يعتن بها أي اعتناء. ولم تستطيعا الوصول إليه في عقد الزواج فوكلت شخصا غيره. وتزوجت ووثق العقد عند المأذون فهو عقد صحيح لا شيء فيه.
* هل دفن الميت بجوار والديه يكفي ليبعث معهم يوم القيامة؟
** لا أحد سوف ينتبه لذلك.. فحينما يبعث الإنسان يوم القيامة ينشغل كلى بحاله فيُبعث الناس حفاة عراة. والنبي حين قال ذلك سئل هل يبعث الناس وعوراتهم مكشوفة وكيف يسترون أنفسهم. فقال إن كلا مشغول بما فيه. فالكل يفكر في حاله وإلي أين سيذهب. فهو موقف صعب ويوم عظيم. فيقول تعالي: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءى عَظِيمى. يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةي عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلي حَمْلَهَا وَتَرَي النَّاسَ سُكَارَي وَمَا هُم بِسُكَارَي وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدى". ففي يوم القيامة لا أحد خال ليفكر هل أبي بجواري أو اختي أو نحوه. والذي يفيدنا في هذا المقام أن نحافظ علي الطاعة وعلي اتباع سنة سيدنا النبي صلي الله عليه وسلم. والالتزام بالفرائض وننتهي عن النواهي حتي ننجو من هذا الهول.
اترك تعليق