أيام وتحتفل مصر بعيد الفلاح الذي أنصفته ثورة 23 يوليو 1952 وأهتمت به عندما أصدرت قوانين الإصلاح الزراعي في 9سبتمبر 1952 تأكيدا علي دور الفلاح المصري في دعم الثورة و قدمت السينما والدرما المصربة عددا من الأفلام والمسلسلات التي تناولت حياة الفلاح المصري، والتى حرصت على تقديم قصص مختلفة من داخل الريف المصري، سواء في فترات الإقطاع أو غيرها، ولكن هناك العديد من هذة الاعمال لم تنصف الفلاح وقدمته للجمهور بطريقة غير الحقيقة منها الساذج والمنهبر بحياة المدينة وغيرها ، وعلى مدار سنوات لم تظهر أى أعمال توصف الحياة الحقيقة للفلاح المصرى.
من خلال السطور التالية نناقش فكرة عودة دراما وسينما الفلاح وكيف تناولتها فى العقود السابقة من خلال السطور التالية .
د. عطيات أبو العنين : مظلوم في القرون الحديثة
تناولت السينما والدراما للفلاح المصري وهل هو مظلوم؟! في بعض الأفلام بغض النظر عن فيلم الأرض وشيء من الخوف ، فالفلاح يمتلك الفطرة والأخلاق الطيبة، ولكن للأسف الاحتلال على مر التاريخ رسخ النظرة الدونية للفلاح، وعبرت السينما عن الفلاح من الأجير والمهان إلى صاحب الأرض، الذي من حقه أن يعيش بكرامة ، ويعلم أولاده كما في (رد قلبي) الشيخ عبد الواحد الذي يتهم بالجنون لمجرد أنه فكر أن يزوج ابنه (علي) للأميرة (إنجي)، رغم أنه تعلم وأصبح ضابطا في الجيش، ويجب أن ننتبه عندما نقدم دراما عن الفلاح والقرية، هل نقدم الصورة المثالية التي يجب أن تكون، أم نقدم الواقع كما هو، حتى وإن صدمنا؟.
فمثلا عندما قدمت "عزيزة أمير" في 6 نوفمبر عام 1927 في أول فيلم روائي طويل مصري، انتقدوا أنها تشوه الحياة في الريف المصري وأخذت حذرها فيما بعد في اختياراتها وبعدت عن القرية، كذلك في تقديم قصة "زينب"للدكتور محمد حسين هيكل لقد أحب أن يلبس الريفيين "البلغ" بضم الباء لا أن يظهرهم حفاة وكان يود أن يغسل كل مكان حتى يظهر نظيفا، ولقد شاهد "هيكل باشا" في عرض خاص الفيلم وعلق (أنا سعيد بـ ـزينب" إننا نريد أن يكون عندنا في مصر ريف مثل هذاالذي خلقته لنا في الفيلم)، أي أنه لم يقدم لجمهوره الواقع ولكن نستطيع أن نجمل أنه من خلال معالجة السينما والدراما التي قدمت عن شخصية الفلاح.
أقر بأن الفلاح المصري ظلم بالقهر والاحتلال في الواقع ، وظلم في السينما المصرية عندما تجاهلته في العقود الحديثة وحصرته في المستويات الدنيا، ربما أستثني من هذا فيلم "خرج ولم يعد" حيث عبر الملك فريد شوقي عن الفلاح الكريم الذي يتصف بسمات كثيرة منها الكرم والمعرفة وابنته "ليلي علوي" الجميلة بطبيعتها دون مساحيق، والتي تكره الكذب وتتحلى بالأخلاق، حتى أنها جذبت البطل يحيى الفخراني من ضجيج المدينة وعاد إلى القرية، وهنا قدم نموذجا إيجابيا يعلي من شأن الفلاح والقرية، وما عدا ذلك فلقد حوصر الفلاح في أدوار السذاجة رغم أن الفلاح يتسم بالتواضع والطيبة وحب الأرض وهذه صفات يجب أن نحافظ عليها ونعلي من قيمتها، ونوجه الفلاح للتمسك بصفاته حتى لا يهجرها لأن المجتمع بنظرته الدنيا له تنفره من دوره ومن صفاته فيحب أن يقلد المدنية وأهل المدينة ولا مانع من ذلك في صفات تجلب لنا الخير سواء في العلم والتكنولوجيا، ولكن الفلاح اليوم كمن رقص على السلم فلم يعد الفلاح المرتبط بالأرض، ولا هو الخبير التكنولوجي.
نتمنى أن يعود الخير مرة أخرى للريف المصري بل ويصدر الريف المصري الخيرات إلى المدينة وتعبر السينما عن الأخلاق الرفيعة للفلاح والفلاحة التي تدرس للعالم فن احتواء الزوج والأسرة وتساعده في الحقل وتربي الأجيال ، أين النماذج التي خرجت لنا العظماء والمشاهير وأصروا على تعليم أبنائهم والذين خرجوا من عمق الريف إلى العالمية، وأين السينما والشاشة الصغيرة من هؤلاء؟
الناقد أحمد بشرى : ريف مصر ملهم
تعرضت السينما منذ بدايتها لشخصية الفلاح لكن اختلف الأسلوب و المعالجة حسب المرحلة التاريخية التى تمر بها البلاد و المدرسة الفنية التى تتبعها السينما المصرية فى كل فترة لكنه على مدار أكثر من 100 سنة هى عمر السنة كان شخصية هامشية لاتؤثر فى مسار الأحداث و حتى عندما كان بطلا فى بعض الأحيان تعرض لكثير من الظلم فى طريقة رسم الشخصية و تناول طبيعة الحياة فى القرية الا قليلا من الأفلام التزمت بالحياد و الموضوعية .
جاءت شخصية الفلاح في معظم الافلام شخصية مسطحة مفتعلة غير حية و لا طبيعية و كأنها ليست من لحم و دم نتيجة لأن صناع الافلام لجأوا للتنميط و القولبة و المعالجة الساذجة السطحية لقضايا و مشاكل الريف فظهرت غالبا فى اكليشيهات ثابتة مكررة باستمرار ، كان فيلم زينب بنسختيه 1930و 1952 لمحمد كريم من أوائل الافلام التى تناولت شخصية الفلاح و الحياة فى القرية بشىء من الواقعية فزواج البطلة مقابل الأرض و تعمل فى البيت كخادمة تحت مسمى زوجة و كلام الناس أهم من إحقاق الحق و تخلف الحياة فى الريف من حيث الفقر الشديد الذى يظهر في الملابس و حفاة الاقدام و عدم وجود خدمات صحية بالقرية مما أثار استياء النقاد و الرقابة خاصة بعد عرضه فى مهرجان برلين و اظهار اشياء يجب ألا يعرفها العالم عنا فلجأ كريم فى النسخة التانية لعكس الأوضاع لدرجة غسل الزرع و تحديدا الذرة بالمياه كى يظهر براقا أمام الكاميرا ، و تشير الإحصاءات إلى أن نسبة تعرض السينما لشخصية الفلاح قبل الثورة كانت 2,4 % قبل 1952 فكان أهم اخر افلام تلك المرحلة فيلم ابن النيل أحد انضج التناولات عن القروى و حلمه الدائم بالسفر للقاهرة و انبهاره الساذج بنمط الحياة فيها و فشله و من ثما عودته للريف بخفى حنين ، و لم تعد السينما بعد ذلك لتناول شخصية الفلاح أو حياة الريف غير فى القليل النادر حتى نهاية الألفية فظهرت افلام رائعة كالمواطن مصرى و خرج و لم يعد بكثير من الواقعية احيانا و الشاعرية فى احيانا أخرى لكن استمرت الصورة الثابتة النمطية السائدة بكل سلبياتها فى باقى افلام ، اخيرا الفلاح شخصية ثرية دراميا و الحياة فى الريف الذى يمثل أكثر من 50%من مساحة مصر ملىء بالاحداث و القصص التى كان و لازال واجبا على السينمائيين تناولها و معالجتها بصدق وأمانة لكن تخطوا ذلك لحساب افلام فئات ليس لها أهمية على الاطلاق و بنسب أعلى فجاءت سينما الملاهى الليلية و العشوائيات و البلطجية و تجار المخدرات و العاهرات.
أحمد زيدان : الدور الدرامي هو المحك والمسرح قدم الفلاح
الفلاح المصري البسيط تناولته السينما والدراما المصرية مثله مثل أي شخصية أخرى تناولتها الدراما وخلقت عبره صراعا واحداثا و لانستطيع القول انها ظلمته ،احيانا يكون التناول ساذج في الأفلام واحيانا يكون بها مبالغة كبيرة ورأينا في المسرح كشكش الراجل الذي يبيع القطن ويعيش حياته في الملاهي الليلية .
وكثير من الأفلام تحدثت عن معاناة الفلاح مثل فيلم الأرض،وكثيرا ما يكون دور الفلاح الساذج لسهولة تقديمه ويوجد ادوار للشر والمقاومة ونماذج كثيرة، ورأينا عادل امام وهو يقدم شخصية الفلاح في شعبان تحت الصفر وكيف يتعرض لعمليات نصب ويدخل في صراع وكيف قدم أكثر من شئ،ورأينا الفلاح الذي ذهب للمدينة وتحول لشخصية بين القاهرة والريف مثل مسلسل ابو العلا البشري الذي كان فلاحا وأصبح مهندسا وقرر يعيد ترتيب المدينة بأفكاره الذي تعلمها ومبادئه، فقُدّم الفلاح بصور كثيرة وليس فقط بالصورة الهزلية مثل الذي قدمت ببعض الافلام، عندنا كمان الفلاح الذي قدمه صلاح السعدني في مسلسل الليالي الحلمية ،لكن هذه كلها انماط تعمل حالة متعة للمشاهد ،مثل أي شخصيات أخرى في المجتمع فيها تباين وانماط كثيرة وبالتالي لانستطيع القول انه اتظلم بالعكس هو اتقدم باشكال متباينة وانماط متعددة ،حسب ماتطلبه الدراما ..وطبعا من الادوار العظيمة للفلاح دور احمد زكي في احمد سبع الليل وكان يقابله ممدوح عبد العليم يقدمون الفلاح بنمطين مختلفين واحد اتعلم واحد لم يتعلم ودخل الجيش في ظروف صعبة قدموا الشخصية بجدية لانستطيع السخرية منهم،معرفته وسلوكه ووضعه الاجتماعي والمادي ..المحك الاساسي هو الدور الدرامي لانستطيع القول بانه اتظلم او لا ممكن يكون الموضوع معمول لارضاء المشاهد وجذبه فقط لاغير.
عمرو صحصاح: البشاير والأرض .. علاماتان فارقتان
فيلم الارض ،ومسلسل البشاير لمحمود عبد العزيز واخراج سمير سيف وتأليف وحيد حامد هي من الأعمال التي تكلمت عن حياة الفلاح المغترب خارج مصر ويرجع للبلد لكن تناولته بشكل كوميدي جميل لكن كانت بتسخر منه انه بخيل زيادة عن اللزوم وان بخله هيموته فتناول ايضا سلبيات الفلاح ،ولكن في فيلم الارض اظهر يوسف شاهين ان الفلاح ممكن يموت نفسه حتى يحافظ على ارضه لكن انا ارى ان معظم الاعمال بتسخر من الفلاحين انهم راجعين وتفكيرهم بسيط.
محمد عبد الرحمن : نادرا ما يظهر بطبيعته ؟!
بالتأكيد الفلاح كان من الشخصيات التي عانت من التنميط في السينما المصرية ونادراً ماظهر بشكله الطبيعي، ومن الغريب انه سابقاً في افلام الأربعينات والخمسينات كان يُقدّم بشكل أفضل لكن لاحقاً حصل هذا التنميط، على سبيل المثال لو رأينا فيلم( الأفوكادو مديحة) وفيلم( الأرض) كيف قدموا الفلاحين بشكل ايجابي لكن ستظل هذه الأفلام هي النسبة الأقل،وفي المقابل يوجد أفلام لم تقدم الفلاح بهذه الطريقة وأعتقد ان سبب هذا يعود لكون الكاتب انه متأثر بأفكار معينة ثابتة بمواقف معينة لم يعش عيشة الأرياف ولم يعرف كل أنماط الفلاحين لأنه لايوجد مجتمع يوجد فيه نمط واحد وكان لازم يقدم كل الأنماط.
الجمهور : نفسنا في أعمال تقدر دور الفلاح
محمد حمدي :
اتمني ان يعود لنا الاهتمام بتقديم دور الفلاح الذي نفتقده منذ سنوات مثل دور الفنان القدير محمود المليجي في دور محمد ابو سويلم في فيلم الارض .
محمد صالح :
لا أعلم لماذا تم اهدار دور الفلاح الهام في حياتنا وعدم طرحه في الأعمال الدرامية و السينمائية كفيلم الزوجه الثانيه الذي طرح مشاكل الفلاح وكيفيه التعامل معها
أحمد الغندور :
بمناسبة اقتراب عيد الفلاح أود أن اشاهد مرة اخري ظهور الفلاح في الأعمال كما كان في السابق ليس مهمش مثل دور الفنان أحمد عبد العزيز في مسلسل الوسية و الذي مثل دور هام جدا.
محمد رأفت
من أهم الأعمال في السينما المصرية التي شاهدناها منذ الصغر هو فيلم شيء من الخوف بطولة الفنانه شادية في دور فؤادة والذي تحدث عن دور الفلاحه و طرحه بشكل مميز جدا.
عبدالرحمن عصام :
أتمنى عودة الاهتمام بدور الفلاح مرة اخري ولكن مع الإبتعاد عم دور الفلاح الساذج مثل فيلم المتسول... أعجبني فيلم رد قلبي للفنان شكري سرحان حيث مواجهة القهر و الصمود.
محمد رضا :
لابد من تجسيد دور الفلاح بشكل إيجابي في المسلسلات و الافلام بدلا من تجسيد دور الفلاح الساذج او بدور مهمش في العمل لان بدون الفلاح لا نستطيع أن نعيش و نأكل.
اترك تعليق