هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أنت تسأل ودار الإفتاء تجيب

لاعلاقة إطلاقاً بين القرض الشخصي والتمويل العقاري

ترد إلي دار الإفتاء المصرية يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي "فيس بوك" ويجيب عنها فضيلة الدكتور عمرو الورداني أمين الفتوي ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء.


* ما الفارق بين القرض الشخصي وقرض التمويل العقاري؟
** لا علاقة لأحدهما بالآخر إطلاقا. لأنه لا يمكن أن نضع كلمة قرض مع تمويل عقاري. فقرض يعني عقد ارتفاق. أي شخص مشفق علي آخر فيعطي له مالاً له وهو متبرع له بدورة رأس المال. أي أنه متبرع بالريع الذي يأتي له من هذا المال. وهذا ما يسمي "قرضاً شخصياً". وفي الغالب حين يطلب من البنك قرض شخصي لا يسأل طالبه عما يريد أن يفعله بهذه الأموال. أما التمويل فأمر آخر.
والتمويل لا يسمي "قرض تمويل" حتي لو كتب في العقود أو سمعه السائل وهو يتعامل مع موظف البنك. لأن التمويل عقد جديد من عقود الاستثمار ولا علاقة له بالقرض. فهناك سلعة وهي في حالة التمويل العقاري هي العقار. ويعطي البنك الفرد مالًا يمول به صفقة شراء العقار. ولا ربا في هذا الأمر. لأن هذه عملية تمويل لشراء سلعة وهو العقار. والقاعدة تقول "إذا تخللت السلعة فلا ربا".
* هل زواج الثيب دون علم أبيها أو أحد صحيح؟
** فكرة عدم علم أحد تثير القلق وأنصح السائلة بالذهاب إلي دار الإفتاء. فحين يأتي أحد يسألني أنه يرغب في الزواج ولكن سوف يخفيه عن الآخرين. أقول له لا تتزوج. لأن الزواج في هذه الحالة يكون زواجًا رخيصًا ويجلب الكثير من المشكلات حسبما أري. خاصة لو قال أحد إنه سيتزوج بدون ولي. لأن التفاصيل التي وضعها الشرع تراعي كرامة المرأة. الأمر الآخر أخشي أن يكون هذا الزواج سريًا. فأنا لا أعرف ما إذا كانت شروط وأركان الزواج متوافرة أم لا. فيجب أن أسأل صاحبة السؤال حتي أتأكد أنه زواج صحيح. فليس معني أن المرأة ثيب تكتب ورقة زواج وكفي بل لا بد أن نتقي الله في الأعراض.
* ما حكم التوسل بشيء أو شخص. وهل هناك توسل مشروع وآخر غير مشروع ؟
** التوسل مأمور به ومن المسلم به شرعًا في القرآن والسنة.. فالله سبحانه وتعالي أمرنا أن نبتغي إليه الوسيلة. والنبي- صلي الله عليه وسلم- قال "اسألوا لي الوسيلة". فالتوسل ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم أن نطلب من الله التوسل. وليس معني التوسل أن شخصًا يحل محل الله سبحانه وتعالي في فعل الخير ولا معناه أن وصول الخير يتوقف عليه. فنحن أقررنا في جملة الشريعة أن هناك توسلات كثيرة. وهناك مثال علي ذلك في حديث الغار عندما دخل ثلاثة إليه فأغلق عليهم وتوسلوا بأعمالهم الصالحة. فتوسل أحدهم بأنه كان أمينًا فادخر مالا رجل أعطاه إياه واستثمره وكثره. وآخر توسل بالعفة حين دعته امرأة فتعفف. وآخر توسل ببر الوالدين. فالتوسل أمر مشروع. بمعني أن يجعل العبد هذه الوسيلة ضربًا من ضروب التشفع عند الله سبحانه وتعالي أن يقضي له حاجته. وقد ورد في "الترمذي" أن رجلاً توسل بحضرة النبي- صلي الله عليه وسلم- عند الله سبحانه وتعالي تطبيقًا لقوله "وابتغوا إليه الوسيلة".. فالوسيلة هنا أمر مشروع بهذا المعني. فهي في جملة طلب القبول من الله سبحانه ولكن هذه الأشياء نحاول أن نتشفع بها.
* ابنتي عمرها 22 عامًا ولا تصلي مطلقا وجربت معها كل الطرق. فهي تكسل عن الصلاة وأحيانا تقول لي إن هذا أمر بيني وبين الله.. فماذا أفعل معها؟
** الابنة عندها 22 سنة يعني مكلفة ومسئولة عن نفسها.. وعلي الأم أن تغير الطريقة التي تعاملها بها. وأن تعتبرها بمثابة صديقة لها. فقد تكون معاملتها الضاغطة هي التي تنفرها. وإنها الآن تتعامل مع شخص لا تملك أن تنهره وتعاقبه لأنه أصبح مكلفًا مثلها تمامًا. وعليها أن تجذبها إلي الصلاة بطرق أخري. فتحدثها عن رحمة الله وكيف أن الصلاة فتحت لها أبوابا كثيرة من معرفة الله. وكيف كانت بركة الصلاة سببًا في حياتها في نور ورحمة. هذا سيخفف من شعورها من ثقل الصلاة عليها وتشعر بأن لها وظيفة في حياتها وبركة ونور.
* توفي أخي وكانت له أموال كثيرة عند بعض الأشخاص ومنهم من اعترف بأن له مالاً ومنهم من رفض واكتفي بقول الله يرحمه.. فماذا نفعل؟
** من المفترض أن الشخص المدين هو الذي يبحث عن دائنه. وهذا نوع من أنواع طلب العون من الله.. فعندما يكون شخص عليه دّيْن ويذهب إلي صاحب الدَّيْن فهذا يفتح علي المدين باب البركة والله - سبحانه وتعالي- يعينه. لما ورد عن أبي هريرة- رضي الله عنه: أن النبي- صلي الله عليه وسلم- قال: "مَن أخذ أموال الناس يريد أداءها أدَّي الله عنه. ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله".
أما الشخص الذي يعتبر أنه تم انتهاء الدَيْن الذي عليه بوفاة المدين فهو ظالم وآكل لأموال الناس بالباطل والتي هي كبيرة من الكبائر وعلي من فعل هذا الأمر أن يرجع إلي الله. لقول النبي- صلي الله عليه وسلم- في هذا "فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بحَقِّ أَخِيهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ".
* أحلم بالنبي صلي الله عليه وسلم وأراه في المنام وفي اليقظة أيضًا. فأحيانا أراه يحادثني فهل هذه الرؤي حقيقية أم لا؟
**  من الممكن للناس أن تري النبي- صلي الله عليه وسلم- في اليقظة فهناك حديث ورد عنه- عليه الصلاة والسلام- فيما يخص رؤيته هو حديث مطلق. فقال النبي- صلي الله عليه وسلم: "من رآني فقد رآني حقًا". فلم يقل في المنام فقط. فيجوز أن يراه الإنسان في اليقظة. فتكون هذه الرؤية حقيقية. لكن لا بد من مراجعة مسألة الاتزان. وأنصح السائل: أنه يتحدث عن الرؤية لا عن حديث النبي- صلي الله عليه وسلم- معه. فالرؤية جائزة. ولكن أحذره من قوله إن النبي- صلي الله عليه وسلم- يحدثه كثيرًا فيجب أن يعرض الكلام الذي يصل إليه علي العلماء حتي يخبروه ما هو صحيح منه وما هو خاطيء.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق