بقلم - صفاء عبدالرازق
يكشف تورط الحداثة"The Last Letter from Your Love”
نفتقد الشغف والغرام، ونسعى إلى الكمال والخلاص فى الحب، ونتمنى العيش فى محبة الحياة.. The Last Letter from Your Love”بين الحاضر والماضي، رسائل غرامية تحمل توقيع الحبيب، وذكريات وأحلام صنعها المحبوبة لحبيبته "يا عزيزتى لا أعيش على الإطلاق وأنا لست معك" من رواية "وداعا للسلاح" من تأليف إرنست همنغواي.
الفيلم تدور أحداثه بين الماضي والحاضر، حيث تعثر الصحافية الطموحة إيلي هاورث (فيليستى جونز) على سلسلة من رسائل الحب السرية منذ عام 1965، فتبدأ في محاولة حل لغز قضية محظورة.
فى الواقع نجد أن المخرج "أوغسطين فريزل" والمؤلفان "إستا سبالدينج ، جوجو موباس، نيك باين) استعان برواية "وداعا للسلاح" للأديب الأمريكي الشهير إرنست همنغواي (1961 – 1899) والتى تدين وحشية الحرب، وتدور أحداثها في إيطاليا خلال الحرب العالمية الأولى، بطلها ملازم أمريكي شاب يدعى " فريدريك هنري " يعمل في مجال الإسعاف والإنقاذ لحساب أحد مستشفيات الميدانية في الحرب، الرسالة الرئيسية التي تحملها الرواية هي صرخة عالية ضد الحرب، وغير إنسانية على الإطلاق، وقصة حب عنيفة بين الملازم والممرضة.
تتورط الصحافية في علاقة الحب التي جمعت بين جينيفر ستيرلينج (شايلين وودلي) وانتوني أوهير (كالوم تيرنر) من خلال الرسائل التي تحكي كيف كان اللقاء الأول ولماذا توقفت الرسائل، ونكتشف من خلال حفل العشاء ان الزوج الثرى لورانس
(جو ألوين) زوج محبط وشنيع، يتجاهل كلام زوجته ويحبط محاولتها في الحديث لفرض وجودها وإعلانها أنها إنسانة ملمه بالحياة وليست زوج فقط لرجل ثرى وذو نفوذ.
فى البداية وللوهلة الأولى نكتشف أن الفيلم يدور في حقبة زمنية واحدة عن امرأة صامتة لديها عيون جميلة وابتسامة هادئة توحي بالغموض قبل ان نكتشف أن الفيلم رحلة من البحث عن قصة حب اندلعت فى فترة الستينيات وتبحث الصحفية "إيلى"عن "رسائل مفقودة" بين الحبيبان فى عصر التكنولوجيا و البحث على "جوجل" عنهما.
نلاحظ أن الفيلم "الرسالة الأخيرة من حبيبك" يأخذنا ما بين فطرة الماضي والرسائل المكتوبة المفعمة بالحب والمشاعر، وكيف اختلفت العلاقات والمشاعر بأشكالها المختلفة بين الزمانين المختلفين من حداثة وتحديد موعد عن طريق الايميل أو عن إرسال رسالة غرامية عبر "الواتس أب"وتحديد موعد غرامى.
تآكلت الحداثة أجسامنا، و علاقاتنا الحميمة والإفصاح عنها عبر وسائل السوشيال ميديا، تعرضنا ونعرضها للجحيم حيث نسكن وحيث تسكنا بشاعة الحداثة في رسالة نصية مكتوبة عبر "الشات" تصل في أقل من ثوانى.
فى الفيلم نلاحظ أنه أحبط محاولات الموضة الحالية، بالموضة السابقة التى كانت فى منتهى الأناقة والجمال، وسلط الضوء على تراجع أناقة المرأة الحديثة وارتدائها (الجاكت والبنطلون) فضلا عن الفستان الذى كان يحتل النسبة الأكبر.
وعلى استحياء سلط المخرج "أوغسطين فريزل" على الطبقية والاستعلاء بين المجتمع آنذاك من خلال الحديث بين "نتونى" وبين " لورانس" على سفرة العشاء حيث يعترف "لورانس" أنه يرفض التغيير من خلال تلك الكلمات" عليك أن تفهم أن التمرد والثورة فعل أحمق" ليرد "انتونى الصحفى الثائر" لقرون من القمع" وهنا يقصد ما حدث فى الحروب السابقة فى القرون الوسطى.
حاول المخرج أن يصنع عملاَ رومانسياَ مختلف بين الحاضر والماضي، وكيف تحاولنا مع السرعة إلى إهدار الصحة والوقت من خلال البحث على جوجل أو تواجدنا عبر السوشيال ميديا بأشكالها المختلفة للبحث عن معلومة أو حبيب أو صديق وهمي ليصبح افتراضى.
اترك تعليق