هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الوجبة المدرسية الصحية.. سبيل اللياقة البدنية والعقل الواعي

العقل السليم في الجسم السليم" حقيقة علمية أثبتتها الدراسات لوجود روابط وثيقة بين اللياقة البدنية والأداء المعرفي للإنسان. ولأن أفضل استثمار هو الاستثمار في صحة التلاميذ. تعاونت وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة من أجل تنفيذ مبادرة رئيس الجمهورية لإنقاذ أطفالنا الصغار وتوفير وجبات غذائية صحية لطلاب المدارس والتي تمثل 25% من احتياجاتهم اليومية وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية حيث تعد هذه الوجبة بمثابة وجبة الإفطار بالنسبة لهم خصوصا بعد نتائج مبادرة "100 مليون صحة" والتي كشفت عن ارتفاع نسب أمراض سوء التغذية كالانيميا والسمنة والتقزم بين الاطفال وبالتحديد في محافظات الريف والصعيد والمناطق الفقيرة مما يعرض تلك الوجبة الغذائية لبعض التحديات بين أن تكون غنية بكافة العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل وفي نفس الوقت تحتفظ بسلامتها حتي تصل الي الطالب.


وسوف يتولي المعهد القومي للتغذية بوزارة الصحة تحديد عناصر الوجبات المدرسية التي ستنتجها شركة "سايلو فودز" أحد الأذرع القوية لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة وذلك وفقا للمحدادات الصحية لمختلف الفئات العمرية من طلاب المدارس.


خبير تغذية:
اللبن المجفف أفضل وجبة للطفل.. والكرتون جيد للحفظ

 

يقول دكتور عفت إسماعيل. استاذ متفرغ الصناعات الغذائية بالمركز القومي للبحوث: إن كل مرحلة سنية من المراحل التعليمية تختلف احتياجاتها الغذائية عن الأخري فالطفل في المرحلة الابتدائية من 7 حتي 13 عاما يختلف عن طفل الاعدادي والثانوي ونقصد هنا الطفل السليم الذي لا يعاني من أي أمراض في سوء التغذية أو نقص في العناصر الغذائية كما أن الطفل في الشريحة الواسعة من 7 إلي 13 سنة مرحلة نموه مضطربة جدا ولذلك فهو في احتياج شديد جدا إلي كافة العناصر الغذائية في الوجبات الأساسية لأنها مرحلة بناء العظام وخلايا الجسم المختلفة.


ويضيف أستاذ الصناعات الغذائية أن هناك مشاكل كثيرة سنواجهها أثناء عملية تصنيع الوجبة وتغليفها ونقلها حتي تصل إلي التلاميذ بالمدارس من حيث كيفية تخزينها فمثلا المخبوزات مثل الفطائر والعيش والكيك. كيف نضمن سلامتها حتي الوقت الذي تصل فيه إلي الطلبة وبشكل يومي فهذا صعب جدا أن يخرج أسطول من السيارات يوميا ويصل إلي كل المدارس بالجمهورية وتكون سليمة في نفس الوقت. موضحا أن كل الأطعمة معرضة للتلف. والتلف أنواع "كيماوي وميكروبي وفيزيقي" فضلا عن مسببات التسمم الغذائي.


وينصح د. عفت إسماعيل القائمين علي العملية التعليمية بتقديم الوجبة المدرسية للطلاب شاملة الثلاثة عناصر الغذائية الرئيسية وهي البروتين والكربوهيدرات والدهون بخلاف المعادن والفيتامينات. ويكون مدونا علي غلاف الوجبة "إذا كانت كيك أو فطيرة مثلا" مكونات الطعام حتي يتسني للأم عمل نفس الوجبة لابنها في المنزل لأنه مهما كانت الوجبة غنية لا يمكن أن تقدم له كل احتياجاته الغذائية ولن تعالج عنده أمراض سوء التغذية داعيا في هذا الاتجاه الي تقديم عبوة من اللبن المجفف للاطفال بالمدارس حتي يحصلون علي احتياجاتهم من البروتين وفي نفس الوقت يكون مدعما بالعناصر والفيتامينات المطلوبة بصرف النظر عن الحالة المرضية للطالب لأن اللبن المجفف سهل حفظه وغلقه وصعب تلوثه. وفي نفس الوقت تكون ميزانية الوجبة المدرسية ذهبت في الاتجاه السليم مضيفا أن هناك حالات مرضية مرتبطة بعوامل جينية وليست عوامل غذائية وتظهر في مرحلة الطفولة وليس لها علاقة بالوجبة المدرسية.


ويشدد أستاذ الصناعات الغذائية علي ضرورة الرقابة علي مخازن التوزيع وتغليف الوجبات بشكل جيد والأفضل استخدام علب كرتونية حتي تستطيع حفظ المادة بداخلها بشكل جيد ولابد أن تكون هذه المادة الغذائية نصف صلبة فلا ننسي أن هناك عمالاً ستقوم بالنقل والتخزين والتوزيع مما يستلزم مادة غذائية نصف سائلة حتي تتحمل كل هذا.


ويرد د. عفت علي مقترح إعطاء ثمن الوجبة للطفل نقدا بدلا من تقديمها كطعام قائلا إن الأمر مرفوض لأنه سيدعم ولي أمر الطفل وليس الطفل نفسه ولا يجوز ربط العملية التعليمية بأي شئ آخر بالاضافة الي أنه قد يؤدي الي الفساد وإن كان هناك تسرب من التعليم في بعض المناطق النائية فالحل ليس الوجبة المدرسية أو توزيعها نقدا بل حل جذور مشكلة التعليم.

 


خبير تربوي: التركيز علي مدارس المناطق الأكثر فقرا

 

يشدد دكتور حسني أحمد السيد. الخبير التربوي وأستاذ المناهج بالمركز القومي للبحوث التربوية: علي ضرورة توافر الرقابة علي توزيع الوجبات المدرسية علي المدارس بسبب حوادث التسمم المتكررة التي شهدتها العديد من المدارس في الماضي بسبب الطعام الملوث حيث لدينا 20 مليون تلميذ وتلميذة في مرحلة التعليم قبل الجامعي يحتاجون إلي وجبة يومية. وهناك مادة في التربية تسمي باقتصاديات التعليم تعلمنا الميزانيات المخصصة للتعليم ومدي فائتها ولا ننسي ان كثافة الفصول في المدارس الحكومية تصل إلي 70 و80 طفلا والكثير منهم يتغيب وخصوصا أننا علي أبواب فصل الخريف وظروف كورونا فكيف نضمن أن توصل الوجبات يوميا إلي الطلاب موضحا أن الوجبة وحدها لن تستطيع ان تقي من أمراض نقص العناصر الغذائية فالأهم توجيه جزء من ميزانية الوجبات المدرسية في معالجة المبني المدرسي أولا بما فيه كثافة الفصول وإعادة النظر في الميزانية الخاصة بالتعليم والاهتمام بالمعمل والمعلم.


ويقترح د. حسني توزيع الوجبة المدرسية علي المدارس في المناطق الفقيرة والريف والصعيد والمناطق الشعبية في بعض المدن مع وجود رقابة صحية متميزة ولا داعي لتوزيعها علي المدارس التجريبية لأن أولياء أمور طلاب تلك المدارس قادرون علي تغذية أولادهم بشكل معقول من الناحية المادية.

 


وكيل لجنة التعليم بالبرلمان : احذروا الشيبسي والأندومي

 

أكدت د.مني عبدالعاطي وكيل لجنة التعليم بمجلس النواب: ان مشروع إعداد الوجبات المدرسية لتغذية الأطفال تغذية صحية مشروع جيد جدا وخاصة انه تحت إشراف أساتذة وخبراء التغذية الذين يعملون احتياجات الأطفال من العناصر الغذائية في المراحل العمرية المختلفة للقضاء علي أمراض كثيرة أبرزها السمنة بسبب اعتماد الصغار علي الحلوي والوجبات المدرسية فأغلب أولياء الأمور تتغافل عن وجبة الإطفار لدي أبنائهم ويستسهلون ويعطون "مصروفا" ويشتري به منتجات صناعية ذو سعرات حرارية عالية وليس لها أي قيمة غذائية موضحة ان المشروع لابد أن تكون آليات تنفيذه جيدة حتي يجني ثماره بشكل صحيح فلابد من الرقابة المشددة والمستمرة حتي لا تتكرر سلبيات الماضي فوجبة المدرسة بها عناصر سريعة الفساد والتلف.


وتري د.مني انه إذا تم تقديم غذاء صحي للأطفال في المدارس سيحميهم من نسب التقزم والأنيميا لكن الحالات المصابة بالفعل بهذه الأمراض بحاجة إلي العلاج وليس بتعويضهم بالوجبة المدرسية وان كان هذا لا يمنع من تقديم الغذاء الصحي لهم أيضا الذي يحتوي علي نسب حديد عالية.


وتدعو دكتورة مني إلي التعاون بين أولياء الأمور في البيوت والمدرسة بأهمية الوجبة المدرسية حتي لا تهمل من قبل الطالب أو تلقي في أي مكان دون الاستفادة بها لأن دور المدرسة يقتصر علي تسليم الوجبة فقط ومن ثم اقترح تقديم الوجبة في وقت الاستراحة علي أن يكون هناك صالة مخصصة للطعام داخل كل مدرسة مع التوعية الغذائية للأطفال من قبل المدرسين بأهمية ما يتناولوه لأجسادهم وخطورة الحلوي علي صحتهم كالشيبسي والأندومي.

 


وكيل لجنة الصحة بالنواب :
سوء التغذية يؤثر علي الأداء الإنتاجي في المستقبل

 

أشاد د.محمود أبوالخير وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب بالمبادرة الرئاسية لمشروع الوجبات المدرسية وافتتاح المدينة الصناعية الجديدة بأياد مصرية لإنتاج وجبات غذائية بقيمة عالية لطلاب المدارس ويعتبرها احدي سبل الوقاية للكثير من الأمراض التي تظهر في مرحلة الطفولة كنقص الحديد في الدم وغيره خصوصا ان سوء التغذية يؤثر علي الناحية الاقتصادية والإنتاجية لدي الطفل كلما كبر في العمر مما يلقي بظلاله علي مستوي دخله والدخل العام للدولة فضلا عن حالته الصحية إذا مرض في الكبر مما يشكل عبئا علي الدولة من خلال الازدحام في المستشفيات فالوقاية خير من العلاج.


ويطالب نائب البرلمان وزارة التربية والتعليم بوجود ثلاجات وأماكن تخزين جيدة بمديريات التعليم تكون مهيئة لاستقبال هذه الوجبات خوفا من حدوث أي تعفن بها فضلا عن طرق النقل لا بد أن تكون من خلال متعهدين وتفتيش دوري ورقابة صارمة بالتعاون مع وزارة الصحة وهيئة سلامة الغذاء.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق