هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

كلينومينيا الإنترنت

لست وحدك الذي تعاني من الرغبة المفرطة في الاستلقاء على السرير والشعور بالكسل والإرهاق الجسدي، أو صعوبة مغادرة الفراش صباحًا ومحاولة البقاء فيه أكبر وقت ممكن وتحديدًا في الفترة التي تكون بعد الاستيقاظ بساعة أو ساعتين، والشعور بالاشتياق والدفء عند النظر إلى السرير في كل مرة، فقد صُنف المصابون بمرض الهروب تحت إسم علمي "الكلينومينيا" clinomania وتعرف أيضًا "ديسانيا" أو "متلازمة البقاء في السرير".


وهي حالة نفسية من حالات المرض النفسي التي ينعزل خلالها الشخص فترات كبيرة عن العالم الواقعي الذي يعيش فيه ويكون سعيداً بعالمه الافتراضي، قد تطول هذه العزلة إلى نصف اليوم أو أكثر وبشكل دائم، وبعد إحصائيات، أعلن أطباء علم النفس والاجتماع خطورة الكلينومينيا وتهديدها على المجتمع، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن حوالي 25 % من البشر يعانون من الكلينومينيا، وقد تتطور الحالة أحياناً ويقوم الشخص بقضاء عدة أيام في السرير مما يتسبب في ظهور بعض الأمراض الصحية والنفسية، مما أدى إلى ارتفاع نسبته إلى ما يزيد عن 45% بين الشباب والمراهقين، وجاءت تلك الزيادة بفعل انتشار الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت الإنسان حبيس التواصل الاجتماعي الافتراضي، كما يركن أكثر إلى الراحة والكسل، وأوضحت الإحصائيات أن تلك النسبة تزداد لدى النساء أكثر من الرجال بحوالي النصف، ولذا وجب إرشاد الشباب المراهقين لتجنب الوقوع في براثن هذا المرض النفسي القادم مع التكنولوجيا الحديثة وتأثيره الجاذب لهم وهم ما زالوا في مرحلة عدم النضوج الفكري تحدث الكلينومينيا أحيانًا نتيجة الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية، فصعوبة الاستيقاظ صباحًا لا تقتصر على حبّ النوم أو كره الاستيقاظ، بل إنّ بعض عادات الحياة والحالات المرضية وبعض الأدوية يمكن أن تؤدّي إلى صعوبة النهوض والاستيقاظ، فجميع الأشخاص تقريبًا يمكن أن يعاني من أيّام يصعب عليهم فيها النهوض من السرير أو القيام بأيّ شيء بالمطلق، وبالرغم من وجود بعض الأمراض والاضطرابات النفسية التي تتشابه مع الكلينومينيا، كالاكتئاب والقلق المزمن والشعور بالتعب الدائم، والتي قد تدفعهم أيضاً للرغبة في النوم، إلا أن الأشخاص المصابين بالكلينومينيا يفضلون البقاء فوق الأسرة مع عدم اكتراثم بما قد يترتب على ذلك من مشاكل أو أي نتائج قد تؤثر على عملهم أو مستقبلهم، مع انعزالهم الشبه تام عن العائلة والمجتمع، وعادة ما يُرجّح سبب هذه الحالات العابرة إلى التوتّر أو القلق أو التعب.

الكلينومينيا لا تشكل خطرًا حقيقيًا على حياة الإنسان، فهى حالة صحية وليست مرضية، ولكنها قد تؤثر في أداءه عند مرحلة النضوج أو ما بعد المراهقة، وقد تصل نسبتها إلى حوالي 65% من المراهقين ولمدة زمنية معينة من عمرهم، كما أنها يمكن أن تحدث كنتيجة للإصابة بالعديد من الأمراض المختلفة، ولذلك من الممكن أن تكون دليلًا على وجود مشكلة حقيقية عند الشخص، وتؤدّي هذه الحالة بشكل عام إلى العديد من المشاكل على العديد من المستويات عند الشخص، حيث يمكن أن تؤثر على علاقة الشخص بالعائلة والعمل والأصدقاء وغيرهم، والكلينومينيا سوف يصبح مرض خطير إن لم يتم تداركه في الوقت المناسب، فهو يؤدي مع الوقت إلى الإنعزالية التامة لفترات طويلة عن العالم الخارجي، ويصبح الشخص حبيس نفسه داخل غرفته ومع أجهزته كالكمبيوتر والموبايل واللاب توب والتلفزيون وغيرها من الأجهزة، ويصبح كالسجين بدون سجان، أو مسجون بمزاجه.

كما يشير الخبراء في المجال الصحي إلى أن هناك بعض الأسباب الكامنة التي تؤدي إلى الإصابة بالكلينومينيا، وحسب خبراء في المجال الصحي يمكن أن يؤدي الفشل في العلاقات العاطفية أو الدراسة أو موت أحد المقربين، أو التعرض لأزمة معينة، أو فقدان الدعم النفسي، أو الحساسية الشخصية المفرطة، والانطوائية إلى الإصابة بالكلينومينيا، مما يفقد هؤلاء الأشخاص القدرة على التواصل مع العالم الخارجي لشعورهم بالسعادة في عالمهم الخاص الوهمي، مما يهدد التواصل والترابط الاجتماعي بين البشر، والفتيات هن أكثر عُرضة للإصابة بالكلينومينيا، نظراً لاستخدامهم مواقع التواصل الاجتماعي بصورة أكبر من الشباب، مع تعرضهن لحالات الانطواء لعدم قدرتهن على الخروج لخارج المنزل بحرية وفي أي وقت مثل الشباب، ومعظم وقتهن في منازلهن، باحثات عن عالم غير حقيقي للترفيه والتسلية في عالم خاص وهمي، لكي يخرجن إلى العالم الخارجي من خلال الأجهزة الألكترونية وبدون أن يتحركن من منازلهن. وأعراض حالة الكلينومينيا تتلخص في الصعوبة البالغة والضيق للأشخاص المصابون عند ترك السرير، والرغبة في البقاء فوقه، وخصوصاً بعد قضاء يوم عملٍ شاق، ولكنه يحن إليه مرة أخرى ويشعر بالسعادة والراحة عند عودته لسريره، كما يحن ويشتاق إلي دفء السرير كلما نظر إليه، كأن بالسرير مغناطيس لا يُقاوم ، كما إن يفضل تناول الطعام والشراب وهو مستلقي فوق سريره، ودائماً ما يكمن العلاج في الرغبة والاعتراف، فعلاج الحالة المؤدّية للكلينومينيا يمكن أن يساعد بشكل كبير في علاج مشكلة الاستيقاظ أو النهوض الحاصلة، والذي يتراوح ما بين تشجيع الأشخاص المصابون بالكلينومينيا على ممارسة التمارين الرياضية لزيادة مستويات الطاقة والمساعدة على النوم بشكل أفضل، وتجنب القهوة والتدخين والكحول والنيكوتين قبل النوم، والتقليل من النوم أثناء النهار، وتجنب استخدام الهاتف المحمول قبل النوم، فإنّ الحفاظ على العديد من العادات الجيدة فيما يتعلّق بصحة النوم يمكن أن يساعد في التخلّص من هذا الأمر، كما أن النظام الغذائي الصحي له فوائده في هذه الحالة.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق