نشأت الصهيونية السياسية ، الحركة الليبرالية للشعب اليهودي في القرن التاسع عشر وسط موجة زائفة لتحرير الشعوب اليهودية من القمع .
فحددت الحركة الصهيونية أهدافها منذ المؤتمر الصهيوني الاول في مدينة بازل السويسرية في 29/8/1897,الذي ترأسة هرتزل مناديا بإقامة وطن للشعب اليهودي في فلسطين.وتم تأسيس المنظمة الصهيونية للشعب اليهودي وانتخاب هرتزل اول رئيس له.وفي العام نفسه أسس هرتزل المجلة الأسبوعية الصهيونية من أجل الحصول على وثيقة رسمية تسمح بتوطين اليهود في ارض فلسطين.
 

وفي عام 1936تم نقل الحركة الي اورشليم وبدأت الدعاوي للهجرة وجمع الأموال.ونادي هرتزل بضرورة الدعم والتشجيع من القوى العظمى .فإتجه لبريطانيا وروسيا .واقترحت بريطانيا انشاء وطن لليهود في أوغندا وتم رفض الفكرة في المؤتمر السابع للحركة الصهيونية.
واخدت الجماعات الصهيونية تروج لفكرة الهجرة وترك الاوطان والاتجاة لفلسطين بدعوى أنها الوطن الأصلي لليهود منادية بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة .
وما بين كذب الادعاءات الصهيونية التي أثبتها الزمان وبين الواقع الحقيقي داخل المجتمع اليهودي . أطل علينا تحت قبة جامعة عين شمس ورشة عمل بعنوانخفايا المجتمع والسياسية في إسرائيلداخل مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية .تحت راسة مدير المركز وأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر كلية التربية جامعة عين شمس والحاصل على تقديرية الجامعة العريقة .طرح رائع لكتاب الباحثة/مرام الوسيمي مدرس اللغة العبرية المساعد بآداب عين شمس. في ورشة عمل ضمت ا.د محمد عبد الوهاب رئيس شعبة الدراسات السياسية بالمركز وأ.د حنان كامل رئيس شعبة الدراسات الإسرائيلية بالمركز .وعرضت الباحثة بالدراسة والتحليل أوضاع مواطني اسرائيل والأراضي المحتلة من خلال الندوة .ومقارنة الواقع بالاهداف الصهيونية الكاذبة . من قضايا العنصرية والتمييز ،وحرية التعبير ،وحقوق الإنسان في القدس الشرقية وغيرها من القضايا المثاره علي الساحة. 
  وحاولت الباحثة رصد وتقييم الوضع في إسرائيل من خلال تتبع اصدارات التقارير الدورية لجمعية المنظمة الحقوقية الإسرائيلية ويطرح الكتاب ماهية الحركة الصهيونية من نشأتها وألية ونهج سياستها لاستمالة اليهود وحثهم على الهجرة وترك أراضيهم والتوجه لفلسطين .
ويبرز لنا الكتاب الذي تم نشرة ضمن اصدارات معرض الكتاب في دورته 52، كيف تنتهك إسرائيل حقوق المسنيين وذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الإعاقة وعدم تقديم الدعم الكافي لهم أو رعايتهم صحياً وسجلت تقارير المنظمة سلسلة من الحوادث المروعة حول تعرض كبار السن للايذاء والعنف داخل المجتمع المدني الإسرائيلي الذي ينادى بالحرية والديمقراطية .ففعلت بهم مثلما فعلت بحقوق العرب .ومن هنا تأتي أهمية الكتاب ونجاح ورشة العمل لكشف النقاب عن أوضاع المواطنين وتقييمها والتوصل للإجابة على سؤال هام يطرح نفسه،هل نجحت اسرائيل والدعايا الصهيونية في تطبيق الديمقراطية؟ ومراعاة حقوق الإنسان؟  لتبين الدراسة في أهم نتائجها الإجابة على السؤال بعجز إسرائيل في تحقيق قيم الديمقراطية.
ونناشد كل مراكز الأبحاث العلمية المتخصصة في تسليط الضوء على تلك الدراسات الأكاديمية الهامة والدقيقة للارتقاء بمستوى البحث العلمي في مصر .
بقلم - شيماء خطاب:
باحثة التاريخ الحديث والعلاقات الدولية