ليس جديداً على مصر أن تنجب أبناء عظماء لديهم أحلام و يتمتعوا بقدرات متميزة في تحقيق ماهو مستحيل لدى البعض في مجالات عدة, فعلى مدار الزمان يشهد التاريخ إنجازات أبناء مصر وبطولاتهم في سبيل ترك بصمة تفيد العالم والبشرية, والعمل على إحداث تغيير في المجالات الحياتية العلمية منها والعملية, وبفضل باحث مصري أصبح علم الجينوم على أهبة الاستعداد للتطور.
الدكتور " هيثم شعبان" , هذا الباحث المصري الذي يبلغ من العمر 38 عاماً, و الذي حصل على بكالوريوس والماجستير الفيزياء الحيوية كلية العلوم بجامعة الأزهر, وعمل قبل الدكتوراة مدرساً مساعداً في الجامعة الأمريكية في القاهرة وباحثاً مساعداً في المركز القومي للبحوث بالقاهرة, وهو يعمل حالياً كباحث في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان, وفي أوقات سابقة, عمل باحثاً ما بعد الدكتوراة في جامعة هارفارد الأمريكية العريقة , وباحثاً أيضاً في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي بجامعة تولوز, وباحث زائر في جامعة أكسفورد البريطانية,
كان حلم الدكتور هيثم أن يكتشف حركة الـDNA داخل الخلايا وأن يعمل في الجزيء الواحد, فحصل على دكتوراة مزدوجة في فيزياء البصريات والضوئيات عام 2015 من جامعتي إيكس مرسيليا الفرنسية و فلورنسا الإيطالية تحت إشراف أساتذة عملوا مع أساتذة قد حصلوا على جوائز نوبل في المجاهر الضوئية الفائقة.
وطور الدكتور هيثم خلال دراسته للدكتوراة وأبحاث ما بعد الدكتوراه العديد من المجاهر الضوئية, و نجح مع فريقه البحثي في بناء ميكروسكوب ضوئي عالي الدقة والوضوح بهدف رؤية الحركة الجينية داخل الخلايا البشرية بدقة النانومتر ولفترة طويلة, مما سيسهل على العلماء مشاهدة ألياف المادة الوراثية داخل الخلايا الحية, ومن المتوقع إستخدام هذه التقنية في تشخيص الأمراض الوراثية وفي الطب الشخصي, بجانب أنها تساعد على فهم كيفية فقد الخلايا السليمة هويتها وتتحول إلى خلايا سرطانية.
ونشر الدكتور هيثم العديد من الأبحاث في المجلات العلمية ذات الصلة, وشارك في أكثر من 20 مؤتمر دولي في 12 دولة في أوروبا وأمريكا واليابان, وهو عضو مؤسس في الإتحاد الدولي للجينوم في أبعاده الأربعة بتمويل من الإتحاد الأوروبي لمدة خمس سنوات لنشر هذا العلم الجديد وبناء شبكات تعاون علمي بين الدول المشتركة, واختارت مجلة "جينوم بيولوجي" الإنجليزية العلمية هذا البحث كواحد من أفضل الأبحاث الممثلة لعام 2020 وعلى مدى آخر 20 عاما.
وعن أحلامه الوطنية يقول الدكتور هيثم شعبان :" أحلم بإنشاء مركز للتصوير المتقدم في مصر لدراسة تركيب وعمليات تنظيم الجينوم مماثلاً للذي كنت أعمل به في جامعة هارفارد, ونقل خبراتي في بناء المجاهر الضوئية فائقة الدقة إلى بلدي, وأتمنى أن تتبنى وزارة التعليم العالي وأكاديمية البحث العلمي هذه الفكرة لأن حال إنشاء المركز سيكون الأول في إفريقيا والشرق الأوسط ويساهم في نقل العلوم المتقدمة وتدريسها في مصر وسيحقق ذلك طفرة كبيرة في مجالات وعلوم كثيرة".
اترك تعليق