بقلم - صفاء عبدالرازق
فى محبة الحياة التى دائماَ ما نبحث عنها، من يعثر أو لأ يعثر، عن فيلم "الطريق المسدود" يحاول مخرج الواقعية حسب ما يصفه الجميع صلاح أبوسيف، أن يتركنا مع "فايزة" فاتن حمامة، الفتاة التى تحمل ملامح لا تقبل التمرد من قصة للكاتب إحسان عبد القدوس والأديب نجيب محفوظ.
سلط الفيلم على فساد الطبقات الإجتماعية والإقتصادية والإنسانية بمختلف ألوانها، وكيف تسعى الطبقات الأشد احتياجا لجذب "سمسارة المحفظة" من أجل الفرفشة، وإطعامهم من ملذات الحياة.وكأن الفيلم يعبر عن حال المجتمع قبل النكسة،فى تدهور أفكارهم والسعى وراء ملذات الحياة، كما يحدث فى زمن "السوشيالميديا" الجميع مستهلك وغير قابل للإنتاج، الكل يسعى وراء لاشىء، مقابل لاشيء.
هل تحاول فايزة أن تستنجد بـ "منير حلمى" (احمد مظهر)الكاتب المرموق الذي تقرأ كتبه متأثره بكل حرف يكتبه، وتصدم مع الوقت أنه مثلالغرباء الذين يدخلون بيتها من أجل الترفية مع شقيقتها، السؤال هل نعيش فى الطريقالمسدود؟ فى زمن التوك توك. هل تنبأ الكاتب إحسان عبد القدوس أن فيلم أوقصة هكذا من الممكن والمحتمل حدوثها فى زمن "الأزقة الضيقة" والمبانيناطحة السماء"،و ذهاب الناس لأى مكان طالما فيه موائد مجانية ببطاقة الرقمالقومى. تنشأ فايزة فى عائلة اختارت طريق مختلف عنالعادات السائدة، حيث الأم زوزو ماضى، والشقيقان يعملن فى أعمال يرفضها المجتمع، ويحاولنجر شقيقتهن فايزة للسير فى طريقهن، إلا أنها ترفض، وتصر أنها ستسلك مسار مختلف،لتدرس لكى تصبح مدرسة، وتقرر الانتقال إلى الريف للابتعاد عن أسرتها، لكنها تجد فىالريف مفاسد من نوع آخر.على استحياء وبدون مبالغة سلط الضوء على "المثلية الجنسية" فى شخصية حسنية (ملك الجمل) من خلال ارتدائها الكرفتة وغلظةصوتها، دون أن يحاول أن نشاهد مشهدا واحد يعكر صفو أصحاب الفضيلة الكرام، والشخصية الضعيفة التى لا حول ولا قوة"عائشة مدرسة الموسيقى" (عايدة كامل) والاستغلالية "سعدية"وداد حمدى.
كيف تنجو بنفسك فى ظل هذا الانحلال النفسي والمعنوي والهروب من مكان فاسد إلى معتدل،كيف كتب إحسان عبد القدوس مثل تلك الشخصيات التى تعيش معنا الآن فى عصر التكنولوجياوالسوشيال ميديا، هل سبق عصره، أما العصور ثابتة والناس جنت من الفقر وقلة الرضا.صراع السلطة والسيطرة الأستغلالية لمن هوأقوى وقادر على الأخذ وليس العطاء ولربما تكون العطايا رخيصة مثل" قزازة برفان" أو" كأس ويسكي" في كائن العمدة التى دائماَ ما نشاهدها فيأفلام صلاح أبو سيف شخصية غليظة الملامح فجة التعامل "عبد المقصود من الأعيان"(رياض القصبجى) وعوض الصيدلي(توفيق الدقن) وناظرة المدرسة (إحسان شريف) ومديرةالمعهد(نعيمة وصفى).
تداول مؤخراَ فى المواقع الإلكترونية ومواقعالتواصل الإجتماعى، انحراف الآباء والأمهات ببيع أولادهن من أجل لقمة العيش.
اترك تعليق