مستخدمو الألعاب.. من جميع الأعمار:
نعلم أضرارها.. ولكنها "إدمان"
سيطرت أزمة الألعاب الالكترونية علي الساحة مرة أخري. وذلك بعد انتشار لعبة "فورت نايت" التي تروج لها الكعبة. وهذه اللعبة لم تكن الأولي التي ينجذب اليها محبو هذه الانواع من الألعاب التي تدعو لهدم العادات والتقاليد والدين. لما لها من تأثير سلبي علي مستخدميها سواء كانوا شباباً أو أطفالاً أو مراهقين. حتي اصبحت وكأنها قنبلة موقوتة تشكل خطرا علي المجتمع.
فتحت "الجمهورية اونلاين" هذا الملف الشائك وتحدثت في تفاصيله كافة مع الخبراء. لمعرفة كيفية مواجهة هذه الازمة والخروج بحلول منطقية يتقبلها الشباب والمراهقون. من اجل الاستمتاع بحياتهم بدلا من انجرافهم الي سلوكيات العنف والارهاب.
علي الرغم من تفاوت عمر مستخدمي الألعاب الإلكترونية فإنهم اجمعوا علي انها تهدر الوقت بشكل كبير أثناء اللعب وانها تشبه الادمان بسبب تعلقهم بها إذا انها سيطرت علي تركيزهم وعقولهم. وبالتالي كان لها تأثير سلبي علي مستوي دراستهم أو اشغالهم وعلاقتهم الأسرية.
يوسف محمد "11عاما" وعمر محمد "7 أعوام": اللعبة بالنسبة لنا هي فقط نوع من التسلية وكل أهدافنا فيها ان نصل لمستويات أعلي ولا نري انها تجعلنا أكثر عصبية أو عنفاً ولكن مشكلتنا الكبري هي عدم موافقة الأب والأم علي مواصلة اللعب وشحن الانترنت أكثر من مرة ودائما يربط بين شحن الانترنت ولعبة "بابجي" لذلك اقول لهما: افهمونا اللعبة تسالي بس.
مصطفي اكرامي "12 عاما": ألعب أكثر من لعبة مثل "ماينكرافت" و"ريبلوكس" و"فورتنايت" وهذه الألعاب مشهورة جداً وأنا احبها لأني اتشارك مع اصدقائي في الألعاب وخاصة انني أصبحت لا اتقابل معهم. بسبب كورونا حيث كنا نقضي وقتاً ممتعاً مع بعضنا قبل ذلك ولكن الآن اصبحت "اللعبة" هي من تجمعنا كما انني تعارفت علي اشخاص جدد من بلاد أخري وسمعت لهجات غريبة جداً مثل "اللهجة المغربية" فاللعبة تجعلني اقضي وقتاً مسلياً.
عمرو خالد "11 عاما" تعلمت من خلال لعبة "بابجي" أنواع الأسلحة مثل تومسون و"Ig" وغيرهما.. وعلمت ما الذي يستخدمه كل سلاح من طلقات ومخازن لها وعلي الرغم من حبي لهذه اللعبة إلا انها تضيع الوقت بشكل كبير جداً فمثلا حتي اللعب دورين فقط من الممكن ان امكث فيه من ساعتين إلي 3 ساعات.
شنودة صبحي "27 عاما" وأحمد جلال "25 عاما": أقوم بلعب هذه الألعاب الإلكترونية منذ 12 عاما أو أكثر وأعشق جميع الألعاب "الاونلاين" ولكن لا انكر انها عبارة عن "ادمان" وتجعل الإنسان عصبياً من كثرة تأثره وتعلقه بها كما انها تفقده جزءاً كبيراً من الأصحاب والأصدقاء والشغل من كثر انجذابه بمراحلها وبالتالي هي ألعاب مدمرة للمستقبل ولا بد أن نستغل الوقت في شيء مفيد مثل النوادي والتدريبات. الخروج مع الأصدقاء أو التعايش مع الأسرة ولمة العائلة وهنا يكون دور الأب والأم في ان يبعدا عن أولادهما ادمان وسيطرة هذه الألعاب.
خبير اتصالات
الحجب أو الإيقاف يزيدها شهرة.. والدولة والأسرة دورهما مهم جداً
أكد تامر محمد خبير اتصالات وسكرتير عام شعبة الاتصالات بالاتحاد العام للغرف التجارية ان الالعاب الإلكترونية التي سيطرت علي الشباب والمراهقين خلال السنوات القلية الماضية إلي وقتنا هذا وتعد سلاحاً ذا حدين حيث تنقسم إلي ألعاب تجلب الفائدة والمنفعة علي من يستخدمها أو تجلب الضرر عليهم وعلي المحيطين بهم فهناك بعض الألعاب التي تسببت في احداث اضرار نفسية وجسدية لكثير من مستخدميها ليس هذا فقط بل امتد تأثيرها إلي فقدان حياة بعض اللاعبين المستخدمين لها مثل لعبة "الحوت الأزرق" ولعبة "الوشاح" وغيرهما.
أضاف ان الشركات التي تقوم بتصميم هذه الألعاب يكون لها أهداف اما مادية أو أهداف أخري كهدم عاداتنا ومعتقداتنا وديننا لذلك يلجأون لجذب اللاعبين علي الاستمرار أطول فترة ممكنة في استخدام هذه الألعاب من خلال تحفيزهم علي للحصول علي جوائز أو هدايا عند الانتهاء من استكمال اللعبة وتحقيق أهدافها المنشودة.
استكمل: انه من الصعب ان تتدخل الجهات المعنية بالتكنولوجيا لايقاف أو حجب مثل هذه الألعاب ففي حالة تدخل الدولة وقامت بحجب هذه الألعاب تلجأ الشركة المصممة لهذه الالعاب لخلق بديل آخر لعرض ألعابها وفي حالة الحجب تكتسب اللعبة شهرة أكبر ويزيد الاقبال عليها من الشباب والمراهقين وبالتالي لن تحل المشكلة.
قال هناك طريقتان متوازيتان يجب اتباعهما لحل هذه الازمة أولاً يجب ان يكون هناك توجه من الدولة لدعم الشركات المصرية العاملة في مجال تصميم الألعاب الإلكترونية وتكون هذه الالعاب مبنية علي عاداتنا ومعتقداتنا الخاصة لجذب الشباب لكي تنافس وتواكب الشركات الأجنبية وبذلك نضمن عدم وقوعهم فريسة سهلة في أيدي الشركات الاجنبية التي تريد تخريب عقلهم ثانياً هناك دور هام يقع علي عاتق أولياء الأمور في عملية المراقبة والمتابعة لابنائهم بشكل مستمر وخلق بدائل لهم.
خبيرة علاقات تربوية:
تؤثر علي سلوك الأطفال.. ويجب خلق بدائل مناسبة
قالت صابرين جابر استشاري وخبيرة علاقات تربوية ان الألعاب الإلكترونية تعد من الموضوعات التي تهم كل بيت في الوقت الحالي بسبب التقدم التكنولوجي الذي نعيش فيه فلا يخلو منزل الآن من الأدوات التي تتيح هذا التقدم التكنولوجي مثل الكمبيوتر أو التليفون المحمول الذي أصبح متاحاً في يد الكبار والصغار مما جعلهم عرضة لهذه الألعاب.
أضافت ان الألعاب الإلكترونية لها ايجابيات وسلبيات كبيرة جداً لكن في حالة اهتمام الأسرة بالمحتوي الذي تعرضه اللعبة واختيارها لألعاب تنمي من قدرات الطفل. يكون ذلك في صالحه حيث أكدت الدراسات ان الألعاب تعتبر من الوسائل المهمة لتنمية شخصية الطفل وتنمية مهاراته وذكائه كما انها تمثل وسيلة مهمة للترفيه.
أكدت انه في الآونة الأخيرة انجرف الكثير من الأطفال والشباب إلي كثير من الألعاب سواء الجيد منها أو السيئ مما جعلهم عرضة للكثير من المخاطر سواء النفسية أو الجسدية أو الصحية وتغيير سلوكهم وقلة تركيزهم واهمالهم للدراسة.
تابعت: الألعاب التي تحتوي علي العنف أو مشاهد غير لائقة أو ألفاظ خارجة تجعل الطفل يقوم بتقليد هذه الألعاب مما يؤثر علي سلوكه في مرحلة طفولته وتمتد آثارها النفسية إلي مراحل الشباب بجانب انها تجعله غير متفاعل مع العالم المحيط به وزيادة احساسهم بالعزلة وصعوبة التواصل مع الآخرين وقد يتعرض الطفل للتوحد.
أضافت: من المهم توخي الحذر من هذه الألعاب لكي نحد من تأثيرها السييء علي الأطفال فيجب علي الأسرة وتحديدا الأم ان تعمل علي خلق بدائل للألعاب الإلكترونية وأنشطة يقضون فيها أوقات فراغهم مثل الالعاب الرياضية أو الالعاب الجماعية والتقرب إلي الأطفال وتطوير مهاراتهم بالقراءة ومراقبتهم بشكل مستمر.
صفوت العالم:
الشباب أصبحوا عرضة للمخاطر
قال د.صفوت العالم استاذ الاعلام بجامعة القاهرة ان هناك غياباً تاماً وتقصيراً من الاعلام للقضايا التي تهم الشباب والمراهقين ومنها قضية الألعاب الإلكترونية المنتشرة حاليا حتي أصبح غير مؤثر وغير قادر علي جذبهم وهناك عزوف تام من الشباب لمتابعة أغلب البرامج مما جعلهم عرضة للتكنولوجيا الحديثة وتغيرت اهتماماتهم وأصبحوا يتفاعلون علي وسائل التواصل التكنولوجية والألعاب الإلكترونية ويقضون أغلب اوقاتهم في ممارسة هذه الألعاب التي أصبحت تشكل خطراً كبيراً عليهم بسبب ما تتضمنه من أفكار تدعو إلي العنف وهدم المجتمع دون توعيتهم بمخاطر هذه الألعاب سوء النفسية أو الصحية.
أضاف ان هناك متغيرات كثيرة حدثت خلال السنوات القليلة الماضية من اتساع وقت الفراغ بجانب جائحة كورونا وعدم ذهاب هؤلاء الشباب والمراهقين إلي المدارس أو الجامعات فكان يجب علي الاعلام استغلال هذه المتغيرات لملء هذا الفراغ لكن للأسف لم يحدث بل بالعكس هناك برامج تعرض علي شاشات التليفزيون لا تهدف إلا للربح فقط وتغذي روح التعصب لدي الشباب ولا تؤدي إلي أي استفادة ولا تحترم عقولهم وتهدر أوقاتهم وتزيد من المشكلة.
أشار إلي انه من المهم ان يقوم الاعلام بدور فعال في مثل هذه القضايا التي تمس المجتمع فالاعلام من الأدوات الهامة التي تستطيع ان تعيد وتشكل وعي الشباب حتي نضمن ألا يكون عرضة لمثل هذه الالعاب الهدامة التي لا يوجد عليها رقيب فيجب علي الاعلام ان يقوم بابتكار طرق لجذب هؤلاء الشباب من جميع فئاته العمرية لخلق وعي ثقافي ومعرفي وتحديث نوعية البرامج التي تقدم لهم ومواكبة التقدم التكنولوجي الهائل المحيط بنا لنضمن ان يكون هناك حائط صد ضد مخاطر هذه الألعاب.
أولياء الأمور : أبناؤنا .. وقعوا في فخ العنف
عبر أولياء الأمور عن استيائهم من سيطرة هذه الالعاب الالكترونية علي أبنائهم حيث أكدوا أنها تهدر أوقاتهم بشكل كبير. وتصيبهم بـ"التوحد" نظرا لاندماج الطفل مع اللعبة بشكل قوي. وبالتالي يكون غير مهتم بالتواصل مع أي فرد من العائلة أو الاصدقاء. كما شكلت أزمة "كورونا" واقعا مريرا بسبب غياب الأطفال عن المدارس. وبالتالي اصبح اهتمامهم منصبا علي الألعاب فقط واهمال الدراسة.
* هبة حسن: للاسف هذه الالعاب جعلت ابني كسولا وأثرت علي دراسته ومستواه فهو لا يفعل شيئاً في يومه إلا اللعب مع اصدقائه منذ استيقاظه من النوم. إذ أن أزمة كورونا أثرت سلبا علي العملية التعليمية. وبالتالي لا يذهب الأطفال للمدرسة وفكرة "الاونلاين" غير عملية بالمرة حيث ان هذه الالعاب سيطرت علي الاطفال ومنهم ابني. الذي يتوحد ويتعايش مع اللعبة ويعيش الوهم ويندمج كأنه في المغامرة بشكل حقيقي. لدرجة أنني لو احتجت له لايسمعني. ولو طلبت اي شيء منه يكون مرفوضا حتي ينتهي من اللعب.
اضافت : "كما ان مستوي "الزعيق" والخناقات والصوت العالي أصبح هو سمة حياتنا. بسبب اندماجه مع الألعاب. وعدم شعوره بمن حوله. حتي أصبح الطعام والشراب امام الكمبيوتر كما انه يرفض ممارسة اي هواية أو أي رياضة أو الجيم وللأسف لم استطع ان احدد مواعيد معينة للعب. أو انهي هده المأساة.. ربنا ينتقم من مخترع هذه الالعاب.
* سمر عنتر : لعبة بابجي يلعبها أبنائي وهي تصنع طفلاً عدوانياً وأنانياً. لايفكر في أي شيء الا مراحل ومستويات اللعبة. لايهتم بهدر الوقت. أو الخروج مع الاصدقاء. أو المعايشة معنا والحديث كأسرة واحدة.
اضافت : اصبح كل اهتماماته ان ينتهي من تدريبات "الجيم" بسرعة. حتي يتفرغ للألعاب كما انه يعاني من عدم تركيز نهائيا حتي في أبسط الاشياء مثل شراء أي شيء. وبالتالي نعاني أشد المعاناة في المذاكرة.
* نهاد مرسي : هذه الألعاب لها اضرار كبيرة علي الاطفال والمراهقين. وتسبب لهم قلة حركة وضعف نظر. وبالتالي قلة نوم. فلا بد علينا ان نشغل اطفالنا بممارسة الرياضة والقراءة. ونبعد عنهم استخدام الموبايل والتكنولوجيا إلا في حدود وبأوقات معينة مخصصة للعب. وذلك حتي يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي دون الاصابة بمشاكل وأضرار نفسية جسيمة.
اضافت : للأسف هذه الالعاب تصيب الشباب والأطفال بتوحد وأمراض مختلفة. نتيجة التركيز فيها والاندماج داخلها بكافة اشكالها. لذلك لابد من تقنين أوضاع استخدام هذه الالعاب.
* شريف بسيوني : لابد ان يكون لكل شيء جديد مقدار مدروس من السلبيات والايجابيات سواء للأطفال والمراهقين. فمثلا الاطفال تحت سن 12 سنة غير مسموح لهم ان يقوموا بهذه الالعاب القتالية. حيث انها تسبب لهم التوحد وتهدر أوقاتهم بشكل كبير. ولكن من هم فوق 12 من الممكن ان ينشغلوا بها في حدود معينة وبفترة زمنية محددة.
اضاف : لابد ان يكون هناك رقابة علي الشباب من الأهل. فمثلا لعبة "الحوت الازرق" تضع لهم تحديات من الممكن ان يؤذوا انفسهم بها لذلك لابد ان يكون هناك متابعة من الأهالي. كما ان نوعية هذه الالعاب لعبها من هم أسوياء نفسيا. ولايقترب منها من يعاني من مشاكل نفسية. منعا للتقليد والدخول في المهاترات والمشاكل والاذي.
* تغريد سيد : بالرغم من ان ابني لم يتعد الـ6سنوات الا انه اندمج بشكل كبير مع هذه الالعاب. لدرجة انها أثرت علي تفاعله معنا. حيث ان تركيزه ينصب علي اللعبة "بابجي" ولا يشعر بأي شيء حوله وعندما أحاول أخذ الموبايل منه يصرخ وينهار من البكاء بسبب تعلقه الشديد بها.
أضافت: ولكنني حاولت السيطرة علي الأمر من خلال ذهابه لحضانة واشتراكه في عدد من الألعاب بالنادي ليشغل وقت فراغه بشكل أكبر ولا ينشغل بالألعاب والهاتف المحمول.
د. أحمد كريمة:
أي ألعاب تدعو للكراهية أو العنف.. محرمة
قال د. أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ان الألعاب سواء كانت ورقية أو إلكترونية لها خمسة أحكام. من حيث انها واجبة أو مندوبة أو حرام أو مكروهة أو مباحة. تخضع لقواعد المصلحة والمفسدة والمنفعة والمضارة. فاذا كانت هذه الألعاب ضرورية للشباب أو المراهقين في العملية التعليمية أو التثقيفية. كانت في هذه الحالة واجبة. وان كانت دعوية لشرح مناسك أو شعائر دينية أو وسائل تربوية. كان حكمها انها مندوبة. وإذا اشتملت هذه الألعاب علي ما حرم الله أو يمس الدماء أو الأعراض أو الأموال. مثل بعض الألعاب التي تؤدي بطبيعة الحال إلي تغير سلوك الشباب أو المراهقين أو تجعلهم يؤذون أنفسهم أو يؤذون من حولهم. لما تحتويه علي أفكار هدامة ومشاهد عنف وقتل فهي حرام. وان كانت تؤدي إلي مضيعة الوقت ولا فائدة من ورائها وتشغل الشباب والمراهقين عن أداء واجباتهم الدينية أو عن طلب العلم أو عن السعي إلي الرزق فهي مكروهة وبخلاف ذلك فهي مباحة.
يذكر أن الأزهر الشريف قد أصدر العديد من التحذيرات من بعض الألعاب الإلكترونية التي تدعو للعنف أو تحتوي علي أفكار خاطئة يقصد من خلالها تشويه العقيدة أو الشريعة أو ازدراء الدين. أو تدعو للفكر اللاديني أو لامتهان المقدسات. أو للعنف. أو الكراهية. أو الارهاب أو ايذاء النفس أو الغير لما لها من تأثير خطر علي الشباب والمراهقين والمجتمع.
اترك تعليق