بقلم - صفاء عبدالرازق
السادية، والرعب النفسى، السمع والطاعة، وعدم الأخلاق، والجنون، والفشل، والسيطرة، والواقع المؤلم أبرز ما يثيره فيلم "فتاة فى القبو" للمخرجة إليزابيث روم وإنتاج 2021.
يروي الفيلم حكاية مؤلمة تشعرك بالغثيان لفتاة طموحة يقودها تمردها إلى استعبادها من أب مريض سادى يحمل كل الحقد لابنته الصغيرة يعاقبها معاقبة حاكم ومحكوم.
يرصد الفيلم حالة من الحالات التى يعجز أحياناَ العقل عن تصورها رغم أنها متكررة بصورة أو بأخرى فى الأدب المصرى وغيره مثل "أرخص ليالي" ليوسف إدريس، وفيلم "غرفة"
من بطولة بري لارسون ويعقوب تريمبلاي وجوان ألين وويليام ميسي، لكن فيلم "فتاة فى القبو" يجبرك لمدة ساعة وأربعة وعشرين دقيقة، بعد التحذيرات الشديدة قبل مشاهدته بأنه "يحتوى على مشاهد بها إعتداء جنسى ومشاهد قد تكون غير ملائمة" يبدأ الفيلم بداية مشوقة جداً وجذابة للمشاهد بطفلة تعانى من ضيق تنفس وام تجبر السائق بأن يسرع وكأننا نشاهد فيلم رعب.
عن طريق "الفلاش باك" تبدأ حكاية أسرة مكونة من أربعة أفراد الأم والأب وفتاتين "سارة" ( ستيفانى سكوت) وهى فتاة مراهقة تتطلع إلى عيد ميلادها الثامن عشر لتبعتد عن والدها المتحكم "دون" (جاد نيلسون) لكن قبل أن تطفىء الشموع، يسجنها فى قبو منزله ويمتد السجن لمدة عشرين عاما.
تمادى والدها بكل وحشية وعنف واستغلالها على تلبية إحتياجاته الجنسية رغما عنها وبكل قسوة، كسر تمردها وحيويتها وأحلامها التى كانت تسرع فى تنفيذها فورا وصولها إلى السن القانونى.
يلعب الأب مع ابنته لعبة تعتمد على السمع والطاعة، كلما أطاعته أحسن معاملتها، لتعرف جيدا مع مرور الوقت أنه فات الآوان بإن يفرج عنها ويخلصها من القبو الذى لا يزوره الشمس، وتحاول بشتى الطرق أن تنجو بنفسها من خلال إرسال بعض الإشارات من خلال "المصباح" لكنها فى كل مرة تفشل وتعيد المحاولة، وبعد مرور الوقت نلاحظ أنها تحاول أن تتقألم مع أطفالها لتروي الحكايات التى تتذكرها قبل سجنها عن حبيبها وحياتها السابقة.
بعد انجاب الطفل الثالث طلبت "سارة" من "دون" أن ابنها الجديد "توماس" يعيش مع جدته لضيق المكان الذى لا يسعى سوء ثلاثة فقط، لترسل أستغاثة، ويكتشف أمرها ليعاقبها ويعاقب أطفالها بخنقهم ليتخلص منهم ولكن لسوء حظه تمرض الفتاة وتصاب "بالربو" ليذهب بها إلى المشفى وهناك تطلب "سارة" المساعدة ويكتشف أمر الأب بعد عشرون عاما.
كانت الإضاءة تدل على غموض الأب رغم أرتدائه ملابس أنيقة طوال الوقت وكأنه شخص راشد يمتلك من الحكمة رطلا، ومنزل يشعرك بالسعادة التى تحظى بها الأسرة الكريمة.
جاءت النهاية عكس ما توقعه المشاهد من قصة واقعية مؤثرة لسيناريو ضعيف وأخطاء فى المكياج، لنهاية سطحية لجريمة أرتكبه أب فى حق ابنته وعائلته من حرمان أم من أبنتها وتضليها بأنها هربت مع "استيف" قصة من خياله ليبعدها عنها حبيبها " كريس" أيضا.
وجاء الإنتاج ضعيف لعدم نجوم صف أول لتكون القصة أكثر حبكة، وتعامل مع نجوم صف ثانى دون مراعاة ان القصة تحتاج إلى ممثلين محترفين وليس أنصاف ممثلين.
المخرجة إليزابيث روم لم تهتم أبداَ بالمشاهد فى بعض الدقائق لمرعفة كيف تجاوزت " سارة" هذا السجن وهذه المعاملة الوحشية.
اترك تعليق