يعد ألفريد مارشال- اقتصادي بريطاني- من أكثر الاقتصاديين تأثيرا في عصره، واشتهر بكتابه "مبادئ الاقتصاد"، حيث كان الكتاب المهيمن لتدريس الاقتصاد لفترة طويلة في إنجلترا، وشرح من خلاله الأفكار الرئيسية للاقتصاد مثل العرض والطلب، المنفعة الحدية، كلفة الإنتاج، حيث إنه يعتبر من أهم مؤسسي علم الاقتصاد الحديث.

أهم النظريات التي عمل عليها هي نظرية العرض والطلب، واستطاع تقديم مجموعة من المفاهيم والمصطلحات الجديدة مثل "وفورات الحجم"، و"المرونة السعرية للطلب".

بدأ ألفريد مارشال، تحليله ابتداءً من ثمن السوق، ومن ثم يتجه نحو تحليل جانبي الطلب والعرض، حيث إنه يرى أن الطلب على سلعة معينة يشير إلى العلاقة بين الكميات المطلوبة عند أثمان مختلفة.. ومن هنا يأخذ مصطلح الطلب معنى مختلفا عن الذي كان يعطيه الكلاسيك، كما يدخل في اعتبارات التحليل مجموعة من العوامل: الأذواق، الدخول، أثمان السلع الأخرى البديلة والمكملة.

عرّف آدم سميث، علم الاقتصاد على أنه العلم الذي يدرس الكيفية التي تمكن الأمة من الحصول على الثروة ووسائل تنميتها، مركزًا بذلك على الإنتاج، أما ألفريد مارشال فعرّف علم الاقتصاد بأنه ذلك العلم الذي يدرس البشر في أعمال حياتهم العادية، وهو دراسة للثروة من جهة، ودراسة للإنسان من جهة أخرى.

نقل "ألفريد مارشال" الاقتصاد السياسي نقلة نوعية ليصبح الاقتصاد "فقط"، وأخرجه من دائرة الإنتاج إلى دائرة السوق، حيث يسعى المستهلكون إلى تحقيق أقصى منفعة بأقل تضحية ممكنة، أما المنتجون فهم يعملون على تحقيق أقصى أرباح ممكنة بأقل تكلفة.

من أشهر المفاهيم الجديدة التي أدخلها ألفريد مارشال هي مفهوم "المرونة السعرية"، وتعني مدى تأثر الطلب أو العرض على سلعة ما بالتغير في السعر، فإذا ارتفع السعر انخفض الطلب والعكس صحيح، لكن هناك سلع لا تتمتع بالمرونة inelastic مثل الوقود والدواء فسيظل الناس يحتاجونه مهما ارتفع السعر.

تناول ألفريد مارشال، باستفاضة في كتاب "مبادئ الاقتصاد"، مفهوم "المنفعة الحدية"، حيث صنّف احتياجاتنا إلى ثلاثة: "الضروريات" و"وسائل الراحة" و"الكماليات".. وأعطى مثلا لهذه المنفعة قائلا: المنفعة التي أحصل عليها، عندما أشتري سيارة، وأنا مضطر يوميًا للمشي خمسة كيلو مترات للعمل، منفعة كبيرة للغاية.. وإذا اشتريت سيارة ثانية لزوجتي، فسوف تصبح الحياة أكثر راحة، ولكن القفزة في مستوى المنفعة لن تكون كبيرة، حيث يمكنها استخدام وسائل النقل العامة.. والنتيجة إن أول سيارة أحدثت فرقًا كبيرًا هائلًا في حياتي وكانت نفعيتها أكبر.. وبعد ذلك تقل المنفعة.

واقرأ أيضا:

وارن بافيت.. يعد واحدًا من أكثر المستثمرين نجاحًا فى عالم الاستثمار   

معلومة اقتصادية.. "قائمة الدخل" من أهم القوائم المالية الأساسية لكشف أداء الشركات

جون ناش.. عبقرى الرياضيات الحاصل على جائزة نوبل فى العلوم الاقتصادية