أكد د. محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي ان مشروع الجينوم المصري يعد أكبر مشروع علمي في مصر بتكلفة قدرها 2 مليار جنيه مصري للمشروع الذي يستهدف عينة مصرية من مائة ألف مواطن.
أوضح ان المشروع العلمي الكبير سيدعم توجهات الدولة لتعميق التصنيع المحلي. وتأتي صناعة الدواء محليا علي قائمة الصناعات التي سيتم توطينها خاصة ان أدوية المستقبل ستكون متخصصة ومصممة بناء علي التراكيب الجينية وباستمرار التقدم العلمي في الطب الشخصي لن يكون هناك مفهوم الدواء الذي يصلح لجميع البشر فبالتالي لن يستطيع أطباؤنا ومقدمي الخدمة الطبية وصف العلاجات التي تعتمد علي الطب الشخصي بدون وجود قواعد بيانات مرجعية مؤمنة ومتاحة لجينوم المصريين. وكوادر طبية مدربة علي أعلي مستوي لاستخدام هذه البيانات وتحليليها.
أضاف ان الدراسات الحديثة علي بعض الأمراض في المصريين اثبتت اختلاف واضح في الجينات المسببة لهذه الأمراض عما هو معروف في الدراسات علي المرضي من جنسيات أخري مشيرا الي دخول مصر عصر الطب الشخصي والدقيق و العلاج الجيني (Personalized medicine, Precision medicine and Gene therapy) من خلال المشروع القومي لدراسة الجينوم البشري المرجعي للمصريين. حتي تحتل مصر مركز الريادة العربية والإفريقية الذي تستحقه في هذا المجال.
لفت د.صقر إلي اطلاق الرئيس السيسي إشارة بدء مشروع الجينوم فتم توقيع اتفاقية بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي متمثلة في أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ووزارة الدفاع متمثلة في مركز البحوث الطبية و الطب التجديدي والمركز القومي للبحوث وجامعة القاهرة وجامعة عين شمس وجامعة المنصورة وجامعة الإسكندرية وجامعة النيل ومتحف الحضارة بوزارة السياحة والآثار ومستشفيي أسوان للقلب "مؤسسة مجدي يعقوب" ومستشفيي شفا الأورمان والمعهد القومي لأبحاث الأمراض المتوطنة و الكبد بوزارة الصحة و السكان والمركز الوطني للترصد والتحكم في الأمراض بوزارة الصحة والسكان.
اشار الي ارتفاع العائد الاقتصادي لبرنامج الجينوم المصري طبقا لدورية الطبيعة في عام 2013. في خلال عقد واحد من بدء مشروع الجينوم البشري بلغ العائد الاقتصادي له ما يتعدي تريليون دولار أمريكي. بعائد بلغ 175 دولار أمريكي لكل دولار تم انفاقه في هذا المشروع.
أوضح صقر ان العوائد المتوقعة من برنامج الجينوم المصري تتمثل في رفع القدرة في مجالات الرعاية الطبية داخل مصر ووضع محددات جينية للتشخيص المبكر والتنبؤ بالأمراض المنتشرة بين المصريين ما يؤدي لخفض تكلفة الرعاية الطبية وتحسين جودة حياة المصريين
قرر ان وضع خريطة جينية للأمراض في مصر ينعكس علي تكلفة وجودة الرعاية الصحية من خلال علي وضع عادات غذائية وصحية للوقاية من الأمراض مشيرا الي ان المشروع يؤسس الي الطب الشخصي في مصر وفتح الباب إلي تطبيق العلاج الجيني (Gene Therapy) في الأمراض المستعصية داخل مصر
اكد ان تطبيق الوراثة الدوائية (Pharmacogenomics) في العلاج، يساهم في ترشيد استخدام الأدوية واستخدامها الاستخدام الأمثل.
نوه الي الاستفادة الاقتصادية من خلال رفع القدرات المصرية في مجال دراسات الجينوم ونقلها لمجالات أخري مرتبطة بالاقتصاد مثل الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية ودراسة الميكروبات المعدية وغيرها ورفع كفاءة الباحثين المصريين في مجال استخدام البيانات الكبيرة وتوفير البنية التحتية الملائمة لذلك وهو ما سوف يرفع كفاءة استخدام البيانات الكبيرة في جميع المجالات وهو ما سوف يؤثر علي اقتصاديات هذه المجالات في المستقبل
أكد د.طارق زعلوك رئيس قسم الطفيليات الطبية بكلية الطب جامعة الأزهر أن بناء جينوم مرجعي للمصريين سيمهد الطريق للبحث عن المتغيرات الجينية المختلفة والمرتبطة بالأمراض المنتشرة وقابلية الاصابة بين المصريين والعمل علي تجنب الاصابة بها.
أضاف: عن طريق التوصل إلي التركيب الجيني نتوقع الأمراض المستقبلية من خلال فك شفرة الجينات الخاصة بالجنين أو المولود تكشف لنا الأمراض المحتمل اصابته بها وفي أي سن وبالتالي يتم تلافي الاصابة من خلال اتباع نظام غذائي معين يمنع الاصابة بالمرض.
أوضح ان التركيب الجيني سيكشف عن العمر الذي سيصل إليه الإنسان وان كان سيموت في سن مبكر أو سيعمر حيث يعمل نظام الخلية من خلال تحفيز النشاط أو التكاثر أو التحلل بأن تتحلل الخلية ذاتياً وبالتالي موت الإنسان بموت الخلايا . يتم العمل علي تحديد الجين المسئول عن موت الخلايا وعمل إلغاء أو احباط أو تعطيل له وبالتالي يزيد من الاعمار.
مشيرا إلي أن متوسط الاعمار في الماضي كان 50 سنة والآن أصبح 60 سنة وستزيد بعد التدخل الجيني.
أشار إلي أنه لا يوجد مخاطر من التعامل الجيني طالما اننا حددنا الخريطة وتوصلنا للمشكلة فيتم التعامل مع الجينات المصابة فقط التي بها تغير جيني فقط باحباطه أو ايقاف نشاطه.
أكد اننا لن نتطرق إلي خلق جينات لأنها محرمة دينياً لكن بعض علماء الخارج يحاولون التوسع في التدخل الجيني بنسخ جينات اعضاء الإنسان "قلب. كبد. كلي.. ألخ" في جسد طائر أو حيوان واستخدامها كأعضاء بديلة لتعويض نقص الاعضاء البشرية مشيراً إلي التشابه الكبير بين التركيب الجيني البشري وذبابة الفاكهة.
أشار إلي انه بعد الانتهاء من نتائج فحص الجينات المصرية سيتم تحليلها للتوصل إلي نسب اصابة المصريين من الأمراض الأطوال ونسب الاعمار سيتم جمع معلومات كاملة والعمل علي الأمراض الأكثر شيوعاً والأدوية الأكثر فاعلية مع التركيب الجيني المصري.
أضاف: فائدة الجينوم تصل إلي توقيع حدوث المرض وتحديد علاجه قبل الاصابة به من خلال التوصل إلي تشابه الجينات وتسعي مراكز الأبحاث في العالم للوصول للمرض قبل حدوثه ومن هنا تظهر أهمية دراسة طبيعة الجينات.
أكد د.أشرف الفقي استشاري الأبحاث الاكلينيكية بالولايات المتحدة ومدير شئون التقييم الطبي للسلامة والمخاطر بشركة فايزر بأمريكا أن الخريطة الجينية للمصريين وعواملهم الوراثية تعتمد علي تقسيم المرضي وفقاً لخلفيتهم الجينية وعواملهم الوراثية ما يساعد علي علاج كل مريض وفقا لعوامله الجينية والوراثية لوضع بروتوكول علاجي خاص بكل مريض وفقاً لجينياته الوراثية.
أشار إلي ان الجينوم هو عبارة عن مجموعة كروموسومات داخل الخلية بجسم الانسان بها كل المعلومات الوراثية المشفرة الخاصة بالإنسان سواء الظاهرية الطول العرض الشكل اللون.
أكد ان الاعتماد علي قواعد بيانات الجينوم الأوروبية والأمريكية في التشخيص والعلاج لا يتوافق مع الجينات الموجودة في مصر ويخفض نسب التنبؤ ودقة التشخيص ويجعلها تصيب مرة وتخطيء مرات وهذا يهدم فكرة الطب الشخصي من الأساس مشيراً إلي اختلاف التركيبة الجينية للبشر بشكل جزئي من مكان إلي آخر في جميع أنحاء العالم فهي تحدد مظهرنا وقابليتنا للاصابة بالأمراض والاستجابة للعلاج فالدواء الواحد قد لا يتناسب معك بالقدر الذي يتناسب به مع آخرين بمعني آخر قد يسبب لك الدواء آثاراً جانبية خطيرة بينما لا يحدث لآخرين.
أوضح أن الاتجاه العام لتشخيص الأمراض ذات الاصل الوراثي وعلاجها في الوقت الحالي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعوامل الوراثية خاصة أمراض السرطان والصحة النفسية والاضطرابات العصبية مثل الزهايمر والخرف تعتمد علي التركيبة الجينية للمرضي.
أكد د.مصطفي أبوزيد عضو لجنة الصحة بالنواب أهمية فك الشفرة الوراثية للمصريين وإنشاء قاعدة بيانات لتوثيق أول خريطة وراثية للمجتمع مشيراً إلي أهمية توافر قاعدة معلومات تساعد علي دراسة الجينوميات الشخصية والجينات المصرية الشائعة وتأثيرها علي الأساس الجزيئي للسمات ومخاطر الاصابة بالأمراض.
أشار إلي أن المشروع الجينوم المرجعي سيحدد سر وسبب الأمراض الشائعة عند المصريين مثل أمراض القلب والأورام والأمراض الوراثية وبدلاً من أن يحدد الطبيب المرض من خلال الأعراض الظاهرة علي المريض سيعرف مستقبلا ومن خلال الجينوم طبيعة المرض ومدي استجابة الجسم للعلاج وتحديد العلاج الأمثل الذي يتناسب مع العوامل الجينية للمريض.
أوضح ان الجينوم يعمل علي المحافظة علي الأصول الوراثية الخاصة بنا كمصريين ليس الإنسان فقط بل الحيوان والكائنات الحية مشيراً إلي أن الجينوم لغة المستقبل والتطور الطبيعي للعولم سيوفر بالنسبة لنا أفضل الخدمات الصحية والاقتصادية والاخلاقية.
هو الصفات الموجودة في أي كائن حي علي صورة شفرة ولكل كائن حي جينوم فريد من نوعه. يتكون من الحمض النووي في كل جينات تقرأ رموز حروف الحمض النووي "G, C, T, A" التي تكون الجينات وهي تبحث عن أي تغيرات تخالف الرمز الطبيعي ويتم التعرف من خلال الاختبارات الجينية علي احتمالية الاصابة بأمراض معينة ويتم التدخل لعلاج الأمراض جينيا.
كشفت الدراسة التي أجريت علي المصريين ان أغلب المصريين متشابهون جينيا بشكل كبير أكثر من المتوقع ذات شفرة وراثية خاصة تختلف عن سائر شعوب الأرض بواقع 26000 وحدة وتحور جيني تتشابه جينات المصريين فيما بينهم بينما تختلف عن سائر شعوب الأرض يفتح المجال أمام علماء العالم للكشف عن الأمراض الخاصة بالمصريين وكيفية علاجها ببروتوكولات علاج خاصة تؤتي نتائج أسرع وأفضل في العلاج حيث يتجه العالم كله للعلاج الفردي للمريض.
أظهرت نتائج البحوث تقارباً بين المصريين وباقي سكان شمال أفريقيا وهو ما يشير إلي أن فائدة الجينوم المصري المرجعي لن تكون مقتصرة علي المصريين فقط.
في ظل التوجه الطبي الحديث نحو تصميم الرعاية الصحية والعلاج بشكل فردي بناء علي تركيبته الفريدة من المادة الوراثية وطبيعة بيئته اتجهت مصر إلي مشروع الجينوم حيث ان علاجات المستقبل سيجري تصميمها وفقاً للعوامل الجينية ولذلك تم البدء بالمشروع لتأسيس قواعد بيانات جينية خاصة بالمصريين وتأهيل وتدريب كوادر قادرة علي دراسة تلك البيانات واستخدامها في تطوير نظام صحي أكثر مواءمة للمصريين.
الاختبار جيني قبل أن تصاب بأعراض المرض قد يظهر ما إذا كنت معرضاً للاصابة به ومن ثم يمكن اتباع نظام غذائي أو دوائي أو تدخل جيني لعلاجك قبل الاصابة بالمرض.
طرح مجموعة من العلماء بقيادة جيف بويك المتخصص في علم الوراثة مشروع جينوم بشري اصطناعي يعمل علي خلق البشر دون أبوين بيولوجيين من خلال استخدام مواد كيماوية لتخليق الحمض النووي الموجود في الكروموسومات البشرية مما يثير احتمال تخليق البشر بالطلب بصفات جينية محسنة بإدعاء تطوير أعضاء بشرية يمكن زراعتها وهندسة المناعة ضد الفيروسات ومقاومة السرطان وتسريع وتيرة تطوير اللقاحات والأدوية باستخدام الخلايا والأعضاء البشرية.
اترك تعليق