هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

المنشد والشاعر الصوفي إسلام منير لـ "الجمهورية اون لاين": الإنشاد الديني هو القوة الناعمة للدعوة

لم يكن إسلام منير شاعرًا غنائيًا فحسب، بل تعددت مواهبه التي سخرها جميعًا لخدمة الإسلام والدعوة له، فاتخذ القوى الناعمة طريقًا له لنشر سماحة ديننا الحنيف وإيصال صورته الحقيقية للعالم أجمع.

احترف منير كتابة الشعر الديني بالعامية المصرية، وتعددت وتنوعت أعماله الفنية الشهيرة على الساحة الإنشادية، واستطاع أن يدمج الألحان التراثية مع الكلمات المعاصرة والعكس.


مصر تخوض حرب العقول، والأناشيد الدينية تحمل معان الحب والسلام.

الانشاد الدينى يعبر عن الهوية المصرية

 

التقت "الجمهورية اون لاين "، بالمنشد الشاب إسلام منير، الذي أكد أن الإنشاد الديني أصبح الملاذ الآمن لنشر الإسلام الوسطي المحمدي، بعيدًا عن الخلافات الفقهية والقضايا الجدلية التي تؤزم الأمور أكثر مما تعالجها، وتنفر الناس أكثر مما تستقطبهم، وتزيد من حدة الخلاف أكثر مما تبسطه.

وأضاف أن المنشد يحمل رسالة دعوية لا تقل أهمية عن الأئمة والخطباء والمشايخ الكرام.

وإلى نص الحوار.

ذاع صيتك في الوسط الإنشادي.. حدثنا عن أهم أعمالك الدينية؟

بدأت الإنشاد الديني منذ فترة ليست ببعيدة، ودرست علم المقامات الموسيقية وتتلمذت على يد المنشد السوري محمد يس المرعشلي.

وقمت بتأليف عدد من الأناشيد الدينية أبرزها «بص على أنوار نبينا»، و«خليها على الله»، و«ابن سوريا ومصر»، لفرقة الرضوان السورية، كما شاركت في كتابة أعمال أخرى مثل «ربيع السعد» و«يهنا الزمان».

وطرحت ألبوم «مسحرات»، الذي يتضمن 6 أناشيد من كلماتي وألحاني، وقدمت أيضًا سلسلة «سمع»، المكونة من مقاطع متجددة من أجمل الأعمال الدينية لكبار المطربين والمنشدين.

وقدمت برنامج «بقول لك»، وهو حلقات متنوعة بين الإنشاد والمونولوج وشعر العامية، من كلماتي وألحاني وأدائي.


وطرحت كليب " سلام الله على طه"، بمناسبة شهر رمضان المبارك، من كلماتي، وألحان الشيخ سيد درويش، كما سأطرح أنشودة " يا أحن منه مفيش"، من كلماتي وألحاني.


كيف ترى وضع الإنشاد الديني في مصر؟

الإنشاد الديني هو القوة الناعمة للتعبد إلى الله والدعوة إليه ويعبر عن الهوية المصرية الإسلامية، ويعتبر من أهم الفنون على الساحة وأكثرها انتشارًا، ولقد حث النبي "صلى الله عليه وسلم" على تحسين الصوت بالقرءان والدعاء، تمييزًا له عن كلام البشر وخطابهم، لذلك أحببت أن تكون رسالتي هادفة في الحياة واخترت مجال الإنشاد الديني لأبدع فيه.

مصر تخوض الآن حرب العقول.. هل لعب الإنشاد الديني دورًا في محاربة التطرف؟

بالطبع نعم، فهو خير دليل على سماحة هذا الدين ونبذه للعنف والتطرف، إذ تحمل الأناشيد الدينية كافة المعان السامية التي تهدف إلى السلام وتنشر الخير والمحبة والحب، مستدلًا بقول «كن حيث الصوت الحسن، فإن الأشرار لا يتغنّون».

هل تنتمي لأي من الطرق الصوفية؟

أنا صوفيّ الهوى كما هو كل مسلم حق، لكنني لم أحظ بهذا الشرف بعد، وأحيا في أكناف صحبة الصالحين منهم.

ما هي ألوان الموسيقى المصاحبة لألوان الإنشاد التي تقدمها؟

يتميز الإنشاد بعدم احتياجه لمصاحبة للآلات الموسيقية، حيث يعتمد بالأساس على صوت المؤدي الأساسي، وأحياناً على الأداء البشري الجماعي «الكورال»، مما يجعله من أصدق أشكال الأداء النغمي.

ولكن إن لزم الأمر من زيادة جرعة الإمتاع والتجاوب لدى المستمع، فقد حُبِّب إلى الإنشاد العربي مصاحبة العود والناي، وباقي آلات التخت الشرقي، ولكني أميل أكثر للنغم البشري المتزامن «الأكابيلا»، وهو من الفنون الحديثة نسبياً وبدأت بالانتشار مؤخراً.

ماذا عن مساندة المؤسسات الدينية للإنشاد الديني؟

 لا شك أن للأزهر الشريف دوراً جلياً في نشر ثقافة الإنشاد الديني، كخطوة لرفع مستوى الوعي الديني، ومبادئ الدين الوسطي المعتدل، بمسابقات حسن التلاوة وتكريم القراء والحفاظ ومسابقات الإنشاد بالمحافظات، وبرغم الجهد المبذول إلا أنها بحاجة لمزيد من توسيع نطاقها والإعلام بها.

ما رأيك في انتشار المهرجانات والأغاني الهابطة التي تحمل ألفاظ ومعان خارجة.. وهل هناك سبل مواجهتها؟

 موسيقى المهرجانات هي مزيج بين لون الهيب هوب الغربي والغناء الشعبي العربي، ولكن لغياب الوعي الموسيقي وتغير معايير الشهرة بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، من نشر ما يحمل قيمة أو رسالة أفضل إلى ما يمكنه إحداث ضجة أكبر، مما يعني مشاهدات وإعجابات أكبر، ظهر هذا اللون الهجين صانعاً شهرته بالضجيج والكلمات المتلاحقة والصادمة، بأدنى محتوى ممكن من الجمل اللحنية، والتي إن وجدت فتكون متكررة ومبتذلة ومغلوطة أحياناً.

وفي رأيي أنه لابد من استخدام نقاط قوته في إيجاد بديل أخلاقي وموسيقي، يهتم بنغم محرّك لمشاعر الجمهور وبكلمات ملفتة نابعة من كلام الشارع، تغلف معنى الرسالة المطلوب إيصالها.


ما هي أهم التحديات التي يواجهها المنشد الديني؟

احتدمت المنافسة على استقطاب المستمع، بين أصحاب الذوق والمحتوى الجاد من الإنشاد والغناء، وبين مدعيي الموهبة ومخرّبي الفنون، ويواجه الطرفين اتهامات التيار المتشدد بالابتداع والانحلال.

وعليه كان لزاماً على أهل الإنشاد إبداع ألوانٍ نغميةٍ جديدة، لا تخلو من عبق الماضي وروائع الرعيل الأول، وبصبغة حديثة تمس المستمع المعاصر، مع عدم الإخلال بالأوجه الفقهية فيما يجوز شرعاً واصطلاحاً بأحكام الإنشاد وأهله.

وأوجه رسالة هامة للإعلام المصري، الذي يتعامل مع الإنشاد بشكلٍ موسميّ وفلكلوري، فلا يظهر الإنشاد على القنوات إلى بالمناسبات الدينية فقط، وجرت عادة غير مفهومة بين القنوات من تخفيض أجور المنشدين وأحياناً منعها مقابل الظهور على الشاشات، غير عابئين بما يلاقيه المنشد من صعوبات في مسيرته الفنية والتعليمية، ورغم زيادة عدد القنوات إلا أنه لم يطرأ أي تغير على نسبة الظهور أو طريقة التعامل، مما دفع الكثيرين للامتناع عن الظهور بلا مقابل حفظاً لماء الوجه وقيمة الفن الذي نقدمه.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق