اليوم تبحر في ذكريات السفير محمد منيسي مساعد وزير الخارجية السابق.. يقول التجمعات العائلية جزء مهم من عادات المصريين خلال شهر رمضان احساس بالطمأنينة والدفء في وجود كل أفراد الأسرة .. كنا نلتف حول مائدة واحدة علي صوت الإذاعة ولأنني من إحدي قري محافظة الدقهلية فكان البيت مفتوحا للجميع سواء من الضيوف أو عابر سبيل والكل يأكل من نفس الطعام.
وتأتي صلاة التراويح لتجمع شمل الكبار والصغار بلا تفرقة فالكل يجمعهم حب التقرب إلي الله وأداء الفرائض.
مرت السنوات ولم تختلف تلك العادات إلا في بعض التفاصيل المرتبطة بتطورات العصر وتطوير وسائل الحياة والمعيشة لكن يظل رمضان تظاهرة فرح وسعادة ومشاركة الأسر والعائلات خاصة في أعمال الخير في جو تسوده الروحانيات.
لأنني أمضيت أكثر من 30 عاما خارج مصر خلال عملي الدبلوماسي بين بلدان عربية وأوروبية كنت أحاول الاحتفال ببعض الطقوس والعادات الرمضانية من مظاهر للزينة والاحتفال والتجمع مع ابناء الجالية المصرية ليشعر الجميع بأن لرمضان طعماً خاصاً حتي لو كانوا بعيدين عن أرض الوطن.
من الذكريات التي لها أطيب الأثر وحققت فيها نجاحا هو القائي لمحاضرات في الجامعة الإسلامية بماليزيا تدور حول شهر رمضان والعبادات ولاحظت اهتماما واقبالا مكثفا من الجنسيات المختلفة علي الحضور والنقاش في سائر الموضوعات والأهم هو الاهتمام بمعرفة كل شيء عن مصر وتحولت هذه المحاضرات إلي تظاهرة حب للمصريين ايضا في المركز الإسلامي بنيويورك كنت أحرص علي اللقاء مع بعض الإخوة من الدول العربية والإسلامية للاحتفال بالشهر الكريم ونجحت في الحصول علي موافقة من عمدة نيويورك علي السماح بأداء صلاة العيد في ساحات المركز الاسلامي.
رمضان هذا العام لدي العديد من القراءات حول القضايا التي تشهدها المنطقة في ظل طبيعة التحولات الدولية والإقليمية الراهنة احرص أيضا علي متابعة أية ندوات أو فعاليات تتعلق بالسياسة المصرية الخارجية خاصة وأن مصر في هذه المرحلة تتسم بتنويع علاقاتها الخارجية بجانب التواصل مع الدبلوماسيين لمتابعة كل المستجدات في قضايا السياسة الخارجية المختلفة.
اترك تعليق