قال الباحث والمحلل السياسي أحمد البكري إن مسلسل الاختيار 2 ، عمل وطني من الطراز الأول ، حقق أهدافه بنسبة 100% ، وهو عمل يمثل علامة بارزه في تاريخ الدراما المصرية، حملت حلقاته رسائل قوية إلى أبناء الوطن، أدمعت عيون وأدمت قلوب الكثيرين ممن شاهدوا هذا العمل .
أكد أن مسلسل الاختيار 2 قد نجح في تصحيح الصورة الذهنية لدى أبناء الشعب المصري عن مفهوم ضابط أمن الدولة والعمل الذى يقوم به، بعد أن تعرض هذا الجهاز للتشوية المتعمد منذ سبعينيات القرن الماضي سواء على يد صناع الدراما في العديد من أعمالهم ومنها " زوجة رجل مهم، احنا بتوع الاوتوبيس ، زوار الفجر، ....." أو من خلال ما نجحت جماعة الاخوان الارهابية فى ترويجه من أكاذيب ادعت خلالها بتعرض عناصرها للتعذيب على يد ضباط أمن الدولة منذ تولى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر للسلطة حتى ثورة 25 يناير والادعاء بأن ثورة 25 يناير لم تكن سوى رد فعل من الشعب على تجاوزات أجهزة الامن وجهاز مباحث أمن الدولة في حق ابناء الوطن، في ظل صمت متعمد من الدولة على الرد على تلك الادعاءات.
أشار إلى أن هذا المسلسل يعد هو العمل الأول الذى يسلط الضوء على حقيقة وطبيعة جانب من العمل الذى يقوم به ضابط أمن الدولة في التصدي لمخططات عناصر وأعضاء الجماعات المتطرفة من أجل حماية الوطن من السقوط وتحقيق الأمن والأمان لأبنائه وكل من تواجد على أرضه .
وصف ما تناوله المسلسل من أحداث بأنه بالفعل صورة حقيقية لحياة ضابط أمن الدولة، فالمنتمين لهذا الجهاز يتم اختيارهم بعناية فائقة من بين ضباط الشرطة ، فيجب ان يتمتع المرشح بعدد من الخصال كالتضحية والمثابرة والتفاني في أداء العمل وانكار الذات والايمان بنبل ما يقوم به من عمل وعبئ المسئولية الموكل إليه ، فبمجرد الانضمام للعمل بهذا الجهاز يصبح الضابط مجرد "ترس" في آلة تسابق الزمن من أجل رصد ما يحاك للأمة من مخططات ومؤامرات خارجية تقوم بها أجهزه مخابرات معادية أو مخططات ومؤامرات داخلية تقوم بها عناصر غير وطنية أو تنظيمات متطرفة تسعى لإسقاط الدولة والعمل على إفشال تلك المخططات وتفويت الفرصة على أعداء الوطن في تحقيق مبتغاهم.
شدد على أن ما يحمله ضابط أمن الدولة من مسئولية تجاه الوطن ينعكس على حياته الخاصة، فيتقلص دورة فى الاسرة لتحل الزوجة محلة فى تحمل تلك المسئولية، كما يتقلص دورة في الحياة الاجتماعية لأسرته وأصدقائه فيفقدونه في معظم المناسبات الاجتماعية والوطنية، ويصبح العمل هو شغله الشاغل بل هو كل حياته، فيه يقضى جل وقته، ما يتم تداوله من موضوعات ومتابعتها تسيطر على فكرة وعقله سيطرة كاملة، فلا وقت للمرح والراحة، قد يدفعه متابعة أحد الموضوعات أو القضايا الى البقاء في العمل لعدة أيام دون أن تعلم عنه أسرته شيئا، بجانب ما يحاط به من مخاطر طوال عملة بهذا الجهاز.
يقول أن أحد أًصدقاؤه قد وجه سؤالا الى أحد ضباط أمن الدولة (الأمن الوطني) كان هذا السؤال " رغم صعوبة الظروف التي كانت تمر بها البلاد عام 2013م وتمكن الاخوان من الحكم .. كيف استطاعت الأجهزة الأمنية القيام بواجباتها للحفاظ على الدولة ؟ وماذا لا قدر الله لو تخلت عن الواجب تحت وطأة الظروف التي احاطت بها؟ " .. فما كان من هذا الضابط الا ان أجابه بالاتي :-
أولا : هناك عقيدة يؤمن بها كل من يعمل في الأجهزة الأمنية وخاصة الأجهزة المعلوماتية تتكون لديهم تلك العقيدة من احساسهم بالمسئولية تجاه وطنهم وما يتعرض له من مخاطر نتيجة ما يطلعون علية من معلومات خطيرة والمصير الذى ينتظر الوطن اذا ما نجح الأعداء في تنفيذ مخططاتهم حال تخلى أجهزة الأمن عن القيام بدورهم في التصدي لها، فضلاً عن قناعتهم بأن حياتهم هي أقل ما يمكن تقديمه لإنقاذ الوطن وافشال المخططات التي تحاك للنيل منه، فالجميع ينظر الى مصير كل أبناء الوطن باعتبارهم أبنائه، وشبابه وشباته باعتبارهم أخوته واخواته، ورجاله ونسائه باعتبارهم أباءهم وامهاتهم، وهنا تهون الروح ويهون كل شيء , وهناك قناعه لدى الضباط بأن ما يقوم به من عمل هو واجب فرضه الله عليه واختاره له ودائماً الجميع يحتسب عمله هذا لوجه الله سبحانه وتعالى وأن الجميع يتسابق للشهادة في سبيل الوطن وأن من يختاره الله هو الفائز الحقيقي .
لقد نجح المسلسل فى تناول جانب محدود من حياة ضابط أمن الدولة، نجح فى تحقيق تعاطف كبير من الشعب المصري تجاه العاملين فى هذا الجهاز العظيم بدلاً من الكراهية التي كان يحملها لهم العديد من أبناء الشعب لا لمعاملة سابقة بينهم وانما للصورة الخاطئة التي تكونت لديهم نتيجة الأعمال الدرامية التي شوهت الجهاز وادعاءات تجار الدين من جماعة الإخوان والجماعات المتطرفة.
أضاف بأن مسلسل الاختيار هو عمل وطني بامتياز نجح فى تحقيق العديد من الاهداف منها :
• تحقيق الثقة لدى المواطن المصري في مؤسسات الدول وفى مقدمتها الأجهزة الأمنية التي لا تتوانى في بذل أرواح ابنائها فداء لهذا الوطن وحفاظاً على أمنه واستقراره .. وتأكيد ذلك من خلال اجراء محاكاة لوقائع حقيقية واشخاص حقيقيون استشهدوا خلال تلك الوقائع .
• كشف حقيقة تلك الجماعات وزيف ادعاءاتها وبعدها عن الدين وما تحمله للوطن من كراهية وحقد.
• كشف حجم المؤامرات التي تحاك للنيل من امن واستقرار الوطن وما تتطلبه تلك المرحلة من ضرورة التكاتف بين مختلف شرائح المجتمع للتصدي لها .
وأرسل الباحث أحمد البكري رسالة تحية إجلال وتقدير الى ارواح شهداء الوطن ممن ضحوا بحياتهم لينعم الوطن بالأمن والاستقرار..تحية اجلال وتقدير لكل من ساهم فى انجاح هذا العمل آيا كان دوره .. تحيه اجلال وتقدير لفريق الفنانين الذين برعوا فى تجسيد شخصيات العمل واقنعوا الجميع بأنهم ينتمون بالفعل لهذا الجهاز العظيم .. وأعرب عن أمنياته بمزيد من الأعمال الوطنية التي تنمى الوعى لدى ابناء الوطن .
اترك تعليق