لا ادرى مالهدف من تنمر الإعلام فى بلادنا بالصعيد وأهله ..وهذا ليس وليد اليوم بل منذ عقود . قديما جعلوه مادة للفكاهة والترفيه وكم عانى أهل الصعيد حتى بدأ تغيير الصورة الكاذبة التى حفرت فى العقول ورسم الصورة الحقيقية بها ..واليوم يعود الإعلام ليكنل المسيرة ويقوم بالدور الأسوأ على مر التاريخ فيشوه صورة أهل الصعيد باختراع قصص من وحى الخيال لا هدف لها ولامعنى ولكنها تسىء الي أهل الصعيد بشكل أو بآخر حين تطل علينا الشاشات بقصص ونجوم لاترجو إلا الشهرة ولو على حساب أفضل الأعراق فى البلاد وأصل المصريين والعرب جميعا
وعلى سبيل المثال مسلسل نسل الأغراب ومسلسل موسي كلاهما بعيد كل البعد عن واقع الصعيد فليس فى الصعيد استهتار للشباب يصل إلى قتل الأقارب بل كل الحب والاحترام والتعاون بين العائلات كما لاتراه فى أى فصيل آخر ... إن هذه الهفوات وليس المسلسلات لاتعبرعن الصعيد بأي شكل من الأشكال .
كما أن اللهجة التى يتحدث بها الأشخاص ليست تابعة لأى محافظة من محافظات الصعيد ولا أدرى من أين التقطوا هذه الحروف واللهجات ..ناهيك عن أماكن الحياة التى تعلو فى الزخرفة والفخامة لدرجة تتعدى قصور الملوك وهذا لا يوجد فى الصعيد على الإطلاق
كما أن استخدام السلاح الآلى ليس بهذه الجرأة والتحدى للقانون ورجاله . وان استخدم ففى حالات نادرة مالمعارك الثأرية الكبيرة وليس بهذه العفوية والسلاسة .....لامانع أن نكتب عن الصعيد ولكن من يحب ان يكتب يأت إلى الصعيد ويعيش فيه لينقل الصورة من الواقع فليس الأمر مستحيلا ...وسوف يسعد به الصعيد ويرحب به أهله كل الترحيب ..وهذا اول طريق النجاح . وليس هذا بجديد فكم صور كثير من المؤلفين الصعيد الحقيقى ولمع نجمهم وارتبط بهم المشاهد لما شعر بصدق الحدث..وصدق تصوير الشخصيات التى يعرفها ويحبها ويعرف أنها تحب الخير وتسعى للخير .
رحم الله الرائع محمد صفاء عامر الذي نقل الصعيد الحقيقي فى عدة قصص بل روائع مثل / ذئاب الجبل والضوءالشارد وحدائق الشيطان - وقبله إبداع الكاتب الكبير محمد جلال عبدالقوي ...هل جدبت الارض وانقطع منها نسل الفن والابداع فلم يجد المخرجين إلا هذه التفاهات والأساطير
السقا وكرارة ورمضان سقطوا حين صوروا شخصيات هشة قلدوها من كتالوج لا يمت للصعيد بصلة فهى بين العنف والارهاب والسذاجة وهذا لا يوجد فى رجال الصعيد الذى خرج منه العمالقة فى كل المجالات التعليم و الطب والهندسة منهم رفاعة الطهطاوي والإمام المراغي وشيخ الأزهر د.محمد سيد طنطاوي والشيخ الطيب. ومفتي الجمهورية الشيخ حسين مخلوف وطه حسين والطيب وغيرهم ممن لا حصر لهم لذا لابد من مراجعة هذه النصوص ومحاسبة كل من يشوه الحقيقة ويغيب الوعى لدى العامة لينال من فصيل لغرض لا أظنه حميدا ...ومن هنا نطالب من يهمه الأمر أن يفتح تحقيقا فى ذلك الامر لمحاسبة المتسبب ولمنع التكرار
وكفى ..
بقلم - إبراهيم عمران:
اترك تعليق