هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

حدث في رمضان .. الحلقة السابعة عشر

حدث في 17 رمضان.. غزوة بدر الكبرى .. واستشهاد علي بن أبي طالب.. ووفاة السيدة رقية
شهد شهر رمضان المبارك عشرات الأحداث الكبرى والمعارك الفاصلة التي مثلت نقلة كبيرة في تاريخ الأمة الإسلامية والعالم. ((الجمهورية اونلاين)) تستعرض الأحداث الكبيرة التي شهدها رمضان يوما بيوم طوال هذا الشهر الكريم

شهد اليوم السابع عشر من رمضان المبارك احداث جسيمة وعظيمة في تاريخ المسلمين منها:

غزوة بدر الكبرى:

في مثل هذا اليوم الـ 17 رمضان سنة 2 هجرية الموافق 13 مارس عام 623 ميلادية انتصر المسلمون على كفار قريش في نهار يوم الجمعة، في غزوة بدر المسماة في القرآن الكريم بيوم الفرقان  وتعود وقائعها إلى ان رسول الله صل الله عليه وسلم علم برجوع قافلة قريشٍ من الشام، استنفر إليها أصحابه رضي الله عنهم، وقال: هذه عير قريش فاخرجوا إليها لعلّ الله أن ينفلكموها -أي تكون لكم غنيمة-، فاستجاب بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك، وتثاقل عن الخروج بعض الصحابة؛ لظنّهم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يُريد حرباً، فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- بأصحابه بعد مرور ثلاث ليالٍ من رمضان، وولّى على المدينة عبد الله بن أم مكتوم، وكان عدد المسلمين ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً، وكان عدد الأنصار في الجيش مئتان وأربعون ونيِّف، والباقون من المهاجرين، وكان عتاد المسلمين؛ فرسين، وسبعون بعيراً يتناوبون في الركوب عليها، وحامل اللواء مصعب بن عمير

سار النبي -صلى الله عليه وسلم- بأصحابه حتى نزل أوّل ماء بدر، فأشار عليه الحبّاب بن المنذر أن ينزلوا عند بئرٍ كثيرة الماء عذبة فيشربون منها، ويهدمون ما سواها من الآبار، ثم بنى المسلمون للنبي -صلى الله عليه وسلم- عريشاً يُراقب فيه المعركة، وجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يمشي في موضع المعركة، ويُشير إلى المكان الذي سيُصرع فيه سادات قريش، فلمّا طلع المشركون، وتقابل الجيشان؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها، جاءت تحادّك، وتكذّب رسولك"، وقال: (اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ آتِ ما وَعَدْتَنِي).

التحم الجيشان، واشتدّ القتال، وحمي الوطيس، وأخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو ويبتهل، ويسأل الله النصر؛ حتى أخذت النبي -صلى الله عليه وسلم- غفوة، وأصاب القوم النعاس وهم في الحرب، ثم استيقظ النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أبشر يا أبا بكر، هذا جبريل على ثناياه النقع، فجاء النصر من عند الله، وأنزل الله تعالى جنوده من الملائكة، وأيّد الله رسوله والمؤمنين، ومنحهم أكتاف المشركين، فقتلوا من المشركين سبعين، وأسروا منهم سبعين، واستُشهد من المسلمين في غزوة بدر أربعة عشر صحابياً



وفاة السيدة رقية بنت النبي

في مثل هذا اليوم الـ 17 رمضان سنة 2 هجرية الموافق 13 مارس عام 623 ميلادية توفيت السيدة/ رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمها خديجة بنت خويلد؛ في نفس يوم نصر المسلمين في غزوة بدر الكبرى، وكان عمرها وقت وفاتها 22 عاما

أسلمت رضى الله عنها وارضاها وهي ابنة 7 سنوات، وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم هي وأخواتها حين بايعه النساء، وكانت تكنّى بـ"أم عبد الله"، وتكنى كذلك بـ"ذات الهجرتين" أي هجرة الحبشة وهجرة المدينة.

وكان رسول الله قد زوجها من عتبة بن أبي لهب، وزوّج أختها أم كلثوم من عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت سورة المسد "تبت يدا أبي لهب وتبّ" قال لهما أبوهما أبو لهب وأمهما أم جميل بنت حرب بن أمية حمالة الحطب: "فارِقا ابنتي محمد". ففارقاهما قبل أن يدخلا بهما كرامة من الله تعالى، وهوانا لابني أبي لهب.

عوّضها الله بعد صبرها وتزوجت عثمان بن عفان أحد العشرة المبشرين بالجنة، وصاحب النسب العريق والمال الموفور والخلق الكريم، وما كان الرسول الكريم ليبخل على صحابي مثل عثمان بمصاهرته، وسرعان ما استشار ابنته؛ ففهم منها الموافقة عن حب وكرامة، وتم لعثمان نقل عروسه إلى بيته، وهاجرت رقية مع عثمان رضي الله عنه الهجرة الأولى إلى الحبشة.

ولما تأخرت أخبارهما على النبي صلى الله عليه وسلم، أرسل أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، فقال: "ائتيني بخبرهما"، فرجعت أسماء إلى النبي وعنده أبو بكر، فقالت: "يا رسول الله؛ أخرج حمارا موكفا فحملها عليه، وأخذ بها نحو البحر". فقال النبي: "يا أبا بكر؛ إنهما لأول من هاجر بعد لوط وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام".

وبعد رجوعهما من الحبشة هاجر عثمان إلى المدينة ومعه رقية؛ لذلك أُطلق عليها "ذات الهجرتين" أي هجرة الحبشة وهجرة المدينة. ولدت رقية في الحبشة لعثمان ولدا اسمه عبد الله، وكان عثمان يكنى به، فبلغ الغلام 6 سنوات فنقر عينه ديك، فورم وجهه ومرض ومات في جمادى الأولى عام 4 هجريا، وصلى عليه جده النبي الله صلى الله عليه وسلم، ونزل الرسول وأبوه عثمان في قبره، وكانت وفاته بعد وفاة أمه رقية بسنتين.

وفي السنة الثانية من الهجرة مرضت رقية عليها السلام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعد وقتها للخروج إلى بدر، فأمر عثمان وأسامة بن زيد بالبقاء لرعايتها في مرضها، فماتت حين وصل زيد بن حارثة ببشارة نصر المسلمين في غزوة بدر، وتوفيت ولها من العمر 22 سنة، ودفنت في البقيع بالمدينة.

استشهاد الإمام علي بن أبي طالب

في مثل هذا اليوم 17 رمضان سنة 40 من الهجرة استشهد الإمام علي بن أبي طالب رابعُ الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنَّة. اغتاله الخارجيُّ المجرم الشقيُّ عبد الرحمـن بن مُلْجِمٍ المرادي، وهو خارج لإمامة الناس في صلاة الفجر، وهو ابن 58 سنة.

ذكرت كتب التاريخ قصة استشهاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث اجتمع ثلاثة من الخوارج كان من بينهم عبد الرحمن بن ملجم الخارجيّ، وتعاهدوا فيما بينهم على قتل معاويةَ وعليّ وعمرِو بن العاص، فخرج عبد الرحمن بن ملجم إلى الكوفة، وبيّت نية قتل علي بن أبي طالب، وعاونه في ذلك رجلان اسمهما وردان وشبيب. وجاء الثلاثة حاملين سيوفهم، فكمنوا لعلي عند السّدة التي يخرج منها، ثمّ خرج علي ينادي في الناس للخروج إلى الصلاة، فثار إليه شبيب، فضربه بالسيف، ثمّ ضربه ابن ملجم على قرنه، فسال الدم على لحيته.

استطاع المسلمون القبض على ابن ملجم، حيث أُتي به إلى علي رضي الله عنه، فقال له ما حملك على هذا يا عدوّ الله، قال شحذت سيفي أربعين صباحاً، وسألت الله أن يُقتل به شرّ خلقه، فقال له علي ما أراك إلا مقتولاً بهذا السيف، وما أراك إلا من شرّ خلقه، ثمّ قال لأهله وأصحابه إن مت فاقتلوه، وإن عشت فأمره إلي، أعلم ما أصنع به، وحينما احتضر علي كان أكثر ما يردده قول لا إله إلا الله، كما قيل إنّ آخر ما نطق به قوله تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ). 7 و8 سورة الزلزلة.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق