في رحاب صحابي من الرعيل الأول والسابقين في الإسلام دعاه أبوبكر الصديق- رضي الله عنه- للإسلام فاستجاب علي الفور فأخذه ودخل به علي رسول الله- صلي الله عليه وسلم.
كان أبوبكر وطلحة يسميان "القرينين" وقيل إن الذي قرنهما عثمان عبدالله أخو طلحة. وفي أحد الأيام شدهما في محاولة لمنعهما من الصلاة وعند دينهما فلم يجيباه لكن لم يرعهما ألا وهما يصليان. وبعد إسلام طلحة آخي رسول الله- صلي الله عليه وسلم- بينه وبين الزبير بن العوام كان قد أسلم مع طلحة وكان ذلك بمكة قبل الهجرة فلما هاجر المسلمون إلي المدينة المنورة أخي رسول الله- صلي الله عليه وسلم- بين طلحة وأبي أيوب الأنصاري وطلحة من العشرة المبشرين بالجنة وهو من أصحاب الشوري لأنه كان صائب الرأي ولكنه لم يشهد غزوة بدر لأنه كان بالشام تاجرا وقيل بل أرسله رسول الله- صلي الله عليه وسلم- ومعه سعيد بن زيد إلي طريق الشام يتجسسان أخبار قريش ولذلك عندما عاد طلحة من الشام عند عودة الرسول- صلي الله عليه وسلم- من بدر كلمه طلحة في سهمه. فقال- صلي الله عليه وسلم- لك سهم فقال: وأجري؟ قال: وأجرك.
هذا الصحابي اسمه طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن النضر بن كفانه القرشي التميمي وأمة الصعبة بنت عبدالله الحضرمية ويعرف كذلك بطلحة الخير وطلحة الفياض.
شهد "أحد" وما بعدها من المشاهد وبايع بيعة الرضوان وقد أبلي طلحة يوم أحد بلاء حسنا حيث افتدي رسول الله- صلي الله عليه وسلم- بنفسه واتقي النبل عنه بيده حتي أصاب الشلل أصبعه وضرب كذلك علي رأسه ليس هذا فحسب وانما حمل رسول الله- صلي الله عليه وسلم- علي ظهره حتي صعد الصخرة وقد جاء عن موسي بن طلحة عن أبيه طلحة قال: سماني رسول الله- صلي الله عليه وسلم- يوم أحد طلحة الخير ويوم العسرة طلحة الفياض ويوم حنين طلحة الجود ز
وقد جاء كذلك عن الزبير قال: كان رسول الله- صلي الله عليه وسلم- يوم أحد ورعان فنهض إلي الصخرة لكنه لم يستطع فاقعد تحته طلحة وبذلك تمكن النبي- صلي الله عليه وسلم- من الصعود للصخرة حتي استوي عليها قال: فسمعت رسول الله- صلي الله عليه وسلم- يقول: أوجب طلحة وقد جاء عن علقمة البشكري قال: سمعت رسول الله- صلي الله عليه وسلم- يقول طلحة والزبير جاراي في الجنة وكذلك جاء عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله- صلي الله عليه وسلم- من أراد ان ينظر إلي شهيد يمشي علي الأرض فلينظر إلي طلحة بن عبيد الله وفي نفس الوقت جاء عن موسي وعيس ابني طلحة عن أبيهما: ان أصحاب رسول الله- صلي الله عليه وسلم- قالوا لأعرابي جاء يسأل عمن قضي نحبه من هو؟ قال: فسأل الأعرابي رسول الله- صلي الله عليه وسلم- فأعرض عنه ثم كرر سؤاله فأعرض عنه ثم أني في هذا الوقت كنت اطلع من باب المسجد وعلي ثياب خضر. فلما رأني رسول الله- صلي الله عليه وسلم- قال: أين السائل عمن قضي نحبه؟ قال الأعرابي: أنا يا رسول الله فقال: هذا ممن قضي نحبه في اشارة إلي طلحة بن عبيد الله وقد ظل هذا الصحابي علي وفائه لدعوة الحق التي جاء بها رسول الله- صلي الله عليه وسلم- لكن شاءت الأقدار ان يقتل طلحة في معركة الجمل وكان قد شهد يوم هذه المعركة محاربا لعلي بن أبي طالب- رضي الله عنهما- وقد زعم بعض أهل العلم ان عليا- رضي الله عنه- دعاه وذكره بأشياء من سوابقه وذلك علي ما قال للزبير فرجع عن قتاله والمنزل في بعض الصفوف ثم رمي بسهم في رجله وقيل ان السهم أصاب نحره فمات وكان الذي رماه مروان بن الحكم.
وقال الشعبي: لما قتل طلحة ورأه علي مقتولا أخذ يمسح التراب عن وجهه ثم قال: عزيز أبا محمد ان أراك مجدلا تحت نجوم السماء ثم قال: اني أشكو إلي الله همي وحزني وترحم عليه ثم قال: ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة وبكي هو وأصحابه عليه. تلك هي نيران الفتنة التي نشبت بين أصحاب رسول الله- صلي الله عليه وسلم- والتي راح فيها قتلي من الجانبين. حفظ الله الأمة الإسلامية تكرار هذه الفتن ولله الأمر من قبل ومن بعد ولا حول ولا قوة إلا بالله.
اترك تعليق