دماؤهم الذكية سطرت ملحمة النصر والبطولات في تاريخ الوطن ..أرواحهم الطاهرة كانت دروعا وحصونا أمينة صدت عن أبنائه رصاصات الغدر والخيانة ..أجسادهم صنعت مدرعات تحمي المباني والمنشآت ..أبطال قدموا كل غالي ونفيس من أجل مصر حتى لا تركع أمام الأعداء ..إنهم الأبطال الذين رحلوا بأجسادهم لتظل أرواحهم ذكري تعطر هذا الوطن .. ننشر فصولا تحكي بطولاتهم ليتعرف عليها الأجيال الجديدة ليتخذوا منها القدوة والمثل
تعيد "الجمهورية أونلاين" نشر الكلمات التي أخرجتها والدة أول شهيد في عملية فض اعتصام رابعة المسلح وهي تحكي عن بطولات لا يعرفها الجميع عن نجلها البطل .. وقد أعاد مسلسل الاختيار 2 إلى ذاكرة المواطنين تلك اللحظات العصيبة التي مرت بها مصر وكيف نجح الأبطال في منع حرب أهلية وانقسام الوطن .
تقول والدة أول شهيد برصاص مسلحي اعتصام رابعة أن ابنها النقيب شادي مجدي , تمني الشهادة ونالها , كما أنه عشق عمله في العمليات الخاصة لتجفيف منابع الإرهاب وكان حريصا علي المشاركة في جميع المأموريات القتالية ..فكان بطلا شجاعا لا يهاب الموت وكان يتمتع بحب أصدقائه وقياداته ..متفوقا في دوراته التدريبية وكان يتمني الشهادة حتي نالها في عملية فض اعتصام رابعة المسلح .
تحكي رجاء أنور والدة الشهيد النقيب شادي مجدي قصة حياته وكفاحه فتقول أن نجلها التحق بكلية الشرطة عام ٢٠٠٠ وتخرج ٢٠٠٤ ليلتحق بقطاع الأمن المركزي فور تخرجه ثم يتم اختياره نظرا لحبه في عمله للعمليات الخاصة ليشترك في معظم العمليات القتالية لتجفيف منابع الإرهاب والقضاء علي مهربي المخدرات وخاصة في المناطق الخطرة فكانت أولي الإصابات التي تعرض لها في مداهمة وكر الجنائيين في منطقة جبل الحلال بسيناء عام 2004 لتكون أول إصابة يتعرض لها ثم كانت إصابته الثانية في تأمين محاكمة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وكانت إصابته الثالثة في مأمورية قتالية بمحافظة بورسعيد بطلق ناري بالفخذ وكانت النهاية يوم 14 أغسطس 2014 عندما لقي ربه شهيدا بطلق ناري في الرأس من قناصة الجماعة الإرهابية أثناء محاولته انقاذ أحد المجندين المصاب بطلق ناري أيضا .
تسترجع والدته الذكريات التي عاشها نجلها وكانت شريكته فيها بالدعاء..تقول أنه
كان متزوجا ورزقه الله بطفلته فريده 4 سنوات ..فكان يتردد البطل كل فترة علي منزل العائلة لارتباطه الشديد بهم وكان يقضي وقته كله معها وقبل توجهه إلي المأموريات كان يتواصل معها ويطالبها بالدعاء له وإذا تصادف وجوده معهم فكانت تقوم بتوديعه علي باب الشقة وكان يطالبها دوما بالدعاء له .
تتذكر والدته وقت إصابته إثر انفجار لغم أسفل المدرعة التي كان يستقلها بمأمورية جبل الحلال أثناء قيامهم بتطهيره من تجار المخدرات لينفجر أسفل المدرعة لتتم إصابته في ظهره ومنذ تلك اللحظة كان يعيش البطل علي المسكنات ورغم تحديد الأطباء له عملية لإجراءها إلا أنه رفض .
تقول والدته أنها ليلة فض الاعتصام توجهت مع نجلها الشهيد حتي الاسانسير وطالبته بأن تأخذ المصحف المحتفظ به في سيارته والخاص بصديقه الشهيد كريم وجيه لكي تقرأ له القرآن فرد عليها النقيب شادي قائلا " يا ريتني أموت شهيد" ..وبعدها كان طلبي الثاني هو الحاق شقيقه هيثم معه في قطاع المطار بعد انتهاء مدة عمله بسيناء ففوجئت برده عليها قائلا "هياخد مكاني وما تقلقيش كل الناس بتحبه" ..وفي آخر مكالمة بيننا كان يغني قائلا " بكرة عيد وهلبس لبس جديد ..هلبس لبسي الأبيض ونفسي أموت شهيد " .
تتذكر والدته اللحظات الأخيرة قائلة عندما سمع زوجي إطلاق الرصاص عقب قائلا " ابنك مش راجع" وبعدها فوجئت بالاتصالات تتوالي للإطمئنان علي نجلي وبعدما طالبوني بمشاهدة التلفاز كان خبر استشهاده يتردد في الفضائيات باسم استشهاد الرائد شادي مجدي فقلت لهم أن أبني "نقيب شرطة" وليس رائد "ده مش ابني ..ده واحد تاني" وبعدها سقطت مغمي عليها فحاولت التوجه إليه للإطمئنان الا انها عجزت نظرا للاعتداءات المتوالية التي قادها انصار جماعة الاخوان الارهابية.
اترك تعليق