أكد د.عبدالعظيم الحفني أستاذ الباطنة والمناعة والأمراض الروماتيزمية بكلية طب عين شمس أن للصيام تأثيراً إيجابياً علي مرضي الأمراض المناعية والروماتويد بصفة خاصة كأحد أنواعها. حيث ثبت أن الصيام يقلل من نسبة الأجسام المناعية الضارة ويقلل من استجابة الجسم للخلل المناعي. كما يجعل الجسم يفرز مواداً كيميائية تقلل من التهابات الجسم عامة والروماتويد من ضمنها.

يوضح أنه رغم أن تقليل الصيام للالتهابات بدرجة غير مؤثرة احصائياً. إلا أنه ثبت تأثيره الايجابي علي مرضي الروماتويد الصائمين. خاصة مع التزامهم بالجرعات الدوائية والغذاء الصحي. إذ ثبت أن الخلل المناعي يوجد في حال تناول الدهون والمأكولات السريعة واللحوم المصنعة كاللانشون والبسطرمة والأغذية المحفوظة أو المضاف إليها مكسبات الطعم واللون والرائحة. كما ثبت أن الإسراف في تلك الأغذية يزيد من احتمالات الاصابة بالأمراض المناعية والروماتويد خاصة. وفي حالة وجوده يزيد من نشاطه ويقلل من نسبة الاستجابة للعلاج.
ينصح د.عبدالعظيم مريض الروماتويد بأن يصوم وهو آمن مع تجنب الإفراط في الأربع مواد البيضاء الضارة وهي السكر والملح والدقيق والدهون. مع الاهتمام بشرب الماء والألبان الطبيعية خالية الدسم والمشي ساعة يومياً بعد العاشرة صباحا والإكثار من الخضراوات والفواكه. خاصة الليمون والبرتقال.
يؤكد أن الروماتويد مرض مناعي أصبح من الممكن التنبؤ بالإصابة به إذا ما كان الشخص حاملاً لجين معين وتزداد احتمالات اصابته في حالة وجود عوامل وراثية كإصابة أحد أقاربه من الدرجة الأولي بالروماتويد أو في حالة الشكوي المتكررة من آلام في المفاصل أو إذا كان مدخناً ويوضح أنه بالتحليل لقياس عامل الروماتويد لهذا الشخص سنجده ايجابيا ويزداد معدل خطر احتمالية اصابته بالمرض 21 مرة ضعف الشخص العادي.
أضاف د.عبدالعظيم الحفني أن الأبحاث الطبية أثبتت وجود علاقة ما بين الروماتويد ووجود جيوب ملتهبة حول الأسنان. حيث تحوي هذه الجيوب ميكروباً معيناً يعمل علي تحور في الجينات. بحيث يؤدي هذا التحور لتغير في بعض بروتينات الجسم فيجعلها تظهر علي انها جسيمات غريبة وعلي الفور يكون الجسم ضدها أجسام مناعية مضادة للروماتويد وهذه الأجسام تترسب في المفاصل وتؤدي لالتهاباتها. لهذا يجب علاج التهابات الأسنان والجيوب التي حولها.
كما ينصح المدخن بالإقلاع فوراً عن التدخين الذي ثبت تكوين جسمه لأجسام مناعية متحورة ضد الروماتويد تتكاثر هذه الأجسام وتترسب في فمه ورئتيه بالتحديد قبل ظهور المرض عليه بعشر سنوات.
أكد أن الاكتشاف المبكر للأمراض المختلفة والمناعية. خاصة الروماتويد من خلال الخريطة الجينية أصبح يمثل أملاً كبيراً في امكانية السيطرة علي المرض بالوقاية منه وبدء العلاج في المراحل الأولي له ليعطي تأثيراً ايجابياً يمنع مضاعفاته والتشوهات التي يؤدي إليها بمفاصل المريض.
من الأعراض الخطيرة للروماتويد ظهور التهابات في الرئة قد تؤدي لفشل في وظائف التنفس أو في القلب وكذلك حدوث ما يعرف بتشمع الكلي. حيث تبدأ الكلي في ترشيح بروتين الجسم في البول بكثافة. فيقل بروتين الدم فيتورم جسم المريض نتيجة لتخزين الماء في يده ووجهه وساقيه. كما تترسب المياه تحت الجلد وحول القلب وفي البطن مسببة الاستسقاء ويصاب بالانيميا وارتفاع ضغط الدم وتصلب في الشرايين وقصور في الشريان التاجي لذلك لابد من متابعة فريق طبي متكامل له لضبط جرعاته الدوائية بحيث لا تؤثر علي أعضاء الجسم الأخري. خاصة الكبد.