تضم سور القرآن الكريم الكثير من صيغ الدعاء سواء التي وردت على لسان الأنبياء والرسل عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام أم التي وردت على لسان الصالحين رضي الله عنهم ألحقنا بهم على خير.
((الجمهورية اونلاين)) تستعرض طوال أيام شهر رمضان المبارك بعض الأدعية الواردة في القرآن الكريم مع تفسيرات مبسطة لها ونقدم لك عزيزي القارئ في الحلقة الثالثة من هذه السلسلة بعض الأدعية التي وردت في سورة البقرة مع تقديم تفسيرات مبسطة لهذه الأدعية.
((رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)) آية 201 سورة البقرة
يحتوي هذا الدعاء على جوامع الكلم الطيب، مع قلّة المباني، وعظيم المعاني فجمعت هذه الدعوة كل خير يتمناه العبد في الدنيا والاخرة .. فالنداء ((ربنا)) إقرار بالربوبية العامة للَّه سبحانه وتعالى
اما الحسنة في الدنيا فهي تشمل كل مطلوب دنيوي، من عافية، ودارٍ رحبةٍ، وزوجةٍ حسنةٍ، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنيءٍ، وثناء جميل، إلى غير ذلك
والحسنة في الآخرة هي الجنة؛ فهي أعلى حسنة، ويدخل في حسنات الآخرة كذلك الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب، وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة.
ولفظ وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم والآثام، وترك الشبهات والحرام، وتتضمن هذه الوقاية أيضاً ألاّ يدخل النار بمعاصيه، ثم تخرجه الشفاعة.
وهذا الدعاء المبارك الجامع لكل معاني الدعاء من أمر الدنيا والآخرة، كان أكثر الأدعية التي يرددها رسولنا الكريم علية أفضل الصلاة والتسليم
صحيح البخاري، كتاب الدعوات، وصحيح مسلم، كتاب العلم
فعلى العبد ملازمة هذا الدعاء تأسيا بنبينا الكريم صل الله عليه وسلم .. وأيضا لما تضمنه من فوائد عديدة هي:
يحسن بالداعي أن يجمع في دعائه خيري الدنيا والآخرة.
ينبغي لكل داعٍ أن يكون جُلَّ دعائه ونصيبه الأكبر في أمور الآخرة، فجاء في هذا الدعاء سؤال أمرين عظيمين من أمور الآخرة: وأمرٍ واحدٍ من أمور الدنيا.
أهمية التوسل بصفاته تعالى الفعلية
ينبغي للداعي أن يكون من أصحاب الهمم العالية.
أن الإنسان لا يذم إذا طلب حسنة الدنيا مع حسنة الآخرة.
أن كل إنسان محتاج إلى حسنات الدنيا والآخرة
من حُسن الدعاء أن يجمع في مطالبه بين الرغبة والرهبة حتى يكون العبد بين الخوف والرجاء.
أهمية الأدعية في كتاب اللَّه تعالى، فهي كافية وشافية من جميع المطالب التي يتمناها العبد في دينه، ودنياه، وآخرته.
اترك تعليق