"فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام".. كثيرون جاءوا الي مصر بلد الأزهر الشريف إما ليعلنوا اسلامهم أو للدراسة ولينهلوا العلم من علماء أكبر مؤسسة إسلامية في العالم ويتعلموا لغة القرآن وصحيح الدين.
 

نلتقي في هذا الباب مع الدارسين في الازهر الشريف من جنسيات مختلفة من غير المتحدثين باللغة العربية الذين سيكونون سفراء للإسلام والهداية في بلادهم بعد انتهائهم من الدراسة وعودتهم إليها.

محمد أيوب .. إندونيسيا :
أسعي لتفسير كلمة "بدعة" حتي لا تكون ذريعة للتشدد
مظاهر رمضان في مصر مبهجة و18 ألف جزيرة تحتاج عودتي

محمد أيوب من إندونيسيا يدرس بكلية اصول الدين بجامعة الازهر يقول: هدفي نقل صحيح الاسلام الي الاماكن المتطرفة في بلدي وأفسر كلمة "بدعة" لان كل من يريد رفض شئ يتعلل بأنه "بدعة" وان كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار دون الفهم والتفسير السليم المبني علي أسس في الشريعة أو السنة النبوية وكلمة "بدعة" تؤدي الي التفريق بين افراد المجتمع وبالتالي فإن الكثير يحتاج الي تفنيد لمعتقداته ومحاربة الافكار الخاطئة.

اضاف ان الأزهر الشريف ساهم في توطيد العلاقات بين مصر واندونيسيا لمنح عدد كبير من الطلبة فرصة الدراسة والتعرف علي اصول الدين لافادة عدد كبير من الذين يدينون بالاسلام في أندونيسيا فالشعب الاندونيسي يقدر الشعب المصري لان مصر من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال اندونيسيا وساهمت في نشر التعليم خاصة تعلم الدين الاسلامي.

أشار الي ان العادات والتقاليد الرمضانية عندنا تختلف كثيرا عن مصر حيث يفطر الاندونيسيون علي الحلوي والمشروبات فقط ولا يتناولون اللحم والارز وباقي الاطعمة الا في وقت متأخر بعكس الشعب المصري الذي يتناول اللحوم والخضار أولا ثم يأكل الحلويات مؤكدا ان مظاهر الاحتفال بقدوم شهر رمضان في مصر مبهجة ونحاول تقليدها في بلادنا لانها بروحانيات آل البيت.

أوضح انه يتمني ان يمحو الأمية تماما من اندونيسيا وان تعم اللغة العربية كافة الاماكن هناك ليستطيعوا الفهم الجيد للقرآن الكريم وتعاليمه مشيرا الي سعادته للتعلم في الازهر الشريف للمكانة والتقدير للداعية الاسلامي في اندونيسيا والذي يعد القدوة للجميع لتمسكه بالاخلاق والقيم.

اكد ان اكثر الاشياء اهتماما في اندونيسيا من قبل الشيوخ هو التوعية بأهمية البيئة ومنع قطع الاشجار والحفاظ علي المياه والسير علي السنة النبوية الشريفة في الحفاظ علي الموارد وكحق للأجيال القادمة وتعد اندونيسيا من أكبر البلاد الاسلامية علي مستوي العالم.

اضاف انه سيكون سفيرا للاسلام في بلده لنقل ما تعلمه في الازهر الي كافة ارجاء اندونيسيا التي تضم 18 الف جزيرة وبها العديد من الثقافات التي تذوب وتنضوي تحت راية الاسلام للتصدي لاي هجمات مغرضة ضد الاسلام والمسلمين وترسيخ الاسلام دين السلام.

مقصد إيريم من كازاخستان:
- 60% من السكان مسلمين بالاسم فقط
- درست الشريعة لنشر التعاليم الصحيحة ونبذ العنف
- زوجتي تعلم المرأة فقه النساء وحقوقها وواجباتها

مقصد إيريم بي توف من دولة كازاخستان يدرس الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر يقول إن دولته من أكبر البلاد الإسلامية من حيث المساحة وبها 19 مليون نسمة و60% منهم مسلمين وبها 300 محفظ للقرآن الكريم ورغم ذلك تعاني من فئة كبيرة ينشرون التطرف والتشدد مما يشيع الخوف بين السكان ولهذا فكرت في المجيء للأزهر الشريف لأتعلم صحيح الدين وأنشر الإسلام الوسطي رغم دراستي لعلم المال من الكلية البريطانية وتوليت منصب في شركة بترول وبعدها عملت بوزارة المالية.

أضاف: رأيت أن أغلب المسلمين في بلدي لا يعرف شيئا عن الإسلام الصحيح وأنهم مسلمون بالاسم فقط والكثير مايزال يشرب الخمر ولا يحرص علي الصلاة وبدأت بدعوة أقاربي للالتزام بتعاليم الإسلام الصحيحة فتغيرت حياتهم بالفعل وانصلح حالهم بالبعد عن الخمر والمخدرات وتقدير قيمة العمل.

أضاف أن كازاخستان دولة غنية بالنفط والذهب وبها ربع الاحتياطي العالمي من اليورانيوم ولكن الفساد يضيع ثروات البلاد ولهذا ستكون دعوتي من يخاف الله لا يسرق ويحارب الفساد وهي من تعاليم الدين كما أنني عند دعوتي إلي بلدي ستكون رسالتي تعليم الصلاة والوضوء كما علمنا رسولنا الكريم وتوضيح أن من يتبع الإسلام الصحيح يعيش في سلام داخلي وخارجي مع الآخرين.

أضاف: تعلمت من الأزهر الشريف الفتاوي الحكيمة غير المتطرفة المبنية علي رؤي المذاهب الأربعة بالمعاملات الوسطية وأن تعاليم الأزهر يتم نشرها في جميع دول العالم عن طريق الوافدين والدارسين الذين يدعمهم ويمنحهم الأزهر فرصة الدراسة والعيش في مصر.
قال عن مصر: كنت أتخيل أن مصر بلد صحراوي تتوسطه الأهرامات ويجلس الشيوخ تحت الخيام لتعليم الطلبة ولكنني فوجئت بأنها بلد عريق وكبير ولهذا دعوت زوجتي لدراسة الشريعة الإسلامية حتي نكون سفراء ننشر تعاليم الإسلام خاصة فقه المرأة لتعريف المرأة في دولتي بحقوقها وواجباتها في حياتها الزوجية والعامة وهو ما تقوم به زوجتي.