أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الاحتفال بيوم المرأة المصرية جرس إنذار يتعلق بأزمة الغارمات وارتباط ذلك بالسلوكيات الاستهلاكية غير المعقولة في بعض القري والمناطق الشعبية حيث يتم شراء سلع مغالي فيها لتجهيز الفتيات من بينها علي سبيل المثال ثلاجتان وغسالتان وتليفزيونان و10 بطاطين وغيرها بما يمثل عبئاً وضغطاً وإجهاداً علي الأسر الفقيرة وتضطر السيدات ربات هذه الأسر لتوقيع شيكات وكمبيالات وإيصالات أمانة.. وتكون النهاية أنهن أصبحن غارمات لعدم قدرتهن علي السداد ثم يتم الحكم عليهن بالسجن في أمور كان يمكن تداركها.
"الجمهورية اونلاين" ترصد الظاهرة علي الطبيعة.. من المضارين والخبراء والمسئولين.. وتقدم الحلو
التضامن والجمعيات الأهلية تفك كرب نصف الغارمات المسجونات.. قريباً
القباج: لجنة وطنية لمحاصرة "سماسرة الإقراض" وتعديلات تشريعية للحد من الظاهرة
"الاتحاد العام" نشارك بقوة في مواجهة الأزمة وتوفير فرص عمل للمضارين
كتب- وليد شاهين:
كشفت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي أن وزارتها تقوم حالياً بالتعاون مع عدد من الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني علي فك كرب الغارمات من خلال العمل علي سداد ديون 50% من الغارمات المسجونات للحفاظ علي كيان واستقرار الأسرة المصرية.
أضافت الوزيرة أنه يتم في الوقت الراهن العمل علي وضع خطط تنفيذية لتعقب وملاحقة ما يمكن أن يطلق عليهم "سماسرة الإقراض" للحد من ظاهرة الغارمات اللاتي ينتهي بهن المطاف داخل غياهب السجون.
أكدت "القباج" أن الأَعداد الحقيقية للغارمات الْمسجونات غيرُ دقيقة. مشيرةً إلي وجود دراسة بحثية حديثة تؤكد بأن عدد الغارِمات يصلُ إلي 30 ألف سجينةي غارمة.
أشارت الوزيرة إلي أنه تم تشكيل لجنة وطنية لرعاية الغارمات تضم العديد من الجهات المعنية والشريكة. حيث تقوم بوضع خطة مفصلة تشمل تعديلات تشريعية وتطوير قاعدة بيانات موحدة. إلي جانب إجراء ربط شبكي لمعرفة وتدقيق وحصر المستحقين. علاوةً علي تنفيذ حملات توعية لترشيد الاستهلاك والتوعية من أضرار اللجوء إلي الاقراض غير الآمن. والتحذير من الوقوع في براثن "سماسرة الإقراض".
من ناحية أخري. أكد تامر عبد الفتاح. المدير التنفيذي لصندوق تحيا مصر. أن الصندوق شارك في تنفيذ المبادرة الرئاسية "سجون بلا غارمين" لفك كرب الغارمات وسداد مديونياتهن. من خلال 42 مليون جنيه تم رصدها دعما للمبادرة.
أكد د.طلعت عبدالقوي رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية أن الجمعيات الأهلية ومنظمات العمل الأهلي تشارك بقوة في أعمال اللجنة الوطنية لرعاية الغارمات وإطلاق سراحهن التي تضم عدداً من الوزارات والهيئات إلي جانب الأزهر الشريف.
أوضح عبدالقوي أن هناك سيدات دخلن السجن في مبالغ بسيطة قد لا تتعدي خمسة آلاف جنيه وأقل من ذلك مشيراً إلي استغلال سماسرة الإقراض لحاجة بعض السيدات حيث يتم توقيع شيكات وإيصالات أمانة عليهن بمبالغ مضاعفة ومغايرة للواقع. مشيراً إلي قيام عدد من الجمعيات بسداد الديون المستحقة للمدين قبل اللجوء إلي القضاء.
كشف رئيس الاتحاد أن الجمعيات الأهلية تلعب دوراً محورياً آخر بعد إطلاق سراح بعض الغارمات من خلال توفير فرص عمل في مصانع ومشاريع إنتاجية تقيمها الجمعيات والمؤسسات الأهلية الكبري مثل مصانع السجاد التي أقامتها مؤسسة مصر أو منح قروض ميسرة لإقامة مشروعات متناهية الصغر من أجل إعادة دمجهن مرة أخري في سوق العمل والإنتاج وإيجاد مصدر للدخل والربح الآمن.
"قومي المرأة" يواجه أزمة الغارمات بالتوعية وحملات طرق الأبواب
فتش عن المغالاة في تجهيز الفتيات.. بالقري والمناطق الشعبية
160 طقم سرير و120 فوطة.. وثلاجتان وغسالتان
د.سهام جبريل: التقليد والمحاكاة والخوف من المعايرة.. أهم الأسباب
الأم.. مطالبة بتجهيز ابنتها و"كمان حماتها"
تقاليع حفلات الحنة.. والصباحية.. عوامل ضغط
د.إقبال السمالوطي: المبادرات الرئاسية.. ضمانة قوية للتصدي
د.آمال نمر: "علي قد لحافك مد رجليك".. و"عش العصفورة يكفينا".. ثقافة غائبة
حنان عبدالقادر
أكد أعضاء المجلس القومي للمرأة أن المجلس يركز جهوده لتوعية السيدات من خلال حملات طرق الأبواب وتنويرهم وتبصيرهم بالمخاطر والأعباء الناتجة عن المغالاة والمبالغة في شراء سلع ربما يلجأون لبيعها بعد فترة لا يجنون من وراء ذلك سوي الأعباء والمعاناة والتعرض إلي السجن وضياع مستقبل الأسرة وضياع سمعتها وهيبتها.
د.سهام جبريل- مقررة لجنة المحافظات بالمجلس القومي للمرأة- قالت: من خلال جولاتي بالمحافظات المختلفة لمست عن قرب المغالاة والمبالغة في شراء مستلزمات العرائس بصورة بعيدة عن المنطق والمعقول خاصة في قري محافظات الدلتا وبورسعيد وجدنا أمهات تشتري 140 طقم سرير و120 فوطة وثلاجتين كما قال الرئيس السيسي والأكثر من ذلك أن هناك عادات تفرض علي أهل العروسة شراء سلع مماثلة للحماة "أم الزوج" وكأن الأم تجهز ابنتها وحماتها بصورة تنطوي علي كثير من الظلم والاجهاد علي الأسرة وتضطر الأم للاستدانة والاقتراض وتصبح في يوم وليلة "غارمة" لتلبية هذه المتطلبات والوفاء بها.. حيث تصبح الأم غير قادرة علي سداد الديون فتكون النتيجة الحبس والسجن ومعاناة الأسرة التي غالباً ما تضطر لبيع هذه المشتريات برخص الثمن.. لسداد الديون المتراكمة.
قالت إن التقليد والمحاكاة وراء تنامي هذه الظاهرة وخوفاً من معايرة البعض لهم بأنهم أسرة متواضعة غير قادرة علي الشراء وللأسف التباهي والتفاخر يمثلان ضغطاً واجهاداً علي هذه الأسر البسيطة التي ربما لا تملك ما يعينها علي مواصلة الحياة ولكن الجهل وغياب الوعي وراء تفاقم المشكلة التي يجب إيجاد حل جذري لها وتوفير بدائل لمن يتعرض للوقوع في براثن الديون.
أضافت أن المجلس القومي للمرأة يلعب دوراً في رفع وعي هؤلاء الأسر في تغيير الثقافة المجتمعية وتغيير مفاهيمهم بأن العبرة ليست في الكم لأن الموديلات يطرأ عليها التغيير وأن الكيف هو الأهم وأن البساطة في شراء هذه السلع والمقتنيات هي الأكثر عقلاً وموضوعية.. موضحة أن القيادات الطبيعية داخل المجتمعات الريفية يجب أن تقوم بدورها التنويري جنباً إلي جنب وسائل الإعلام ورجال الدين واستناداً إلي النجاح الذي تحقق في مشكلة ختان الإناث وتكاتف جميع الجهات لرفض الظاهرة ستكون النتائج مرضية.
أشارت إلي أن هناك أنماطاً استهلاكية وعادات جدت علي المجتمع لم تكن موجودة من قبل علي سبيل المثال حفلات "الحنة" التي تسبق الأفراح أصبحت تنطوي علي الكثير من المبالغات والمظهرية الكدابة ولجوء الفتيات لشراء ملابس خاصة لهذه المناسبة يكون مصيرها سلة المهملات لأنها لن تستخدم بعد ذلك وأيضاً حنة للرجال وهناك أيضاً تقليد الصباحية وذبح الذبائح وتنظيم العزائم للعائلات والقرية بأكملها وهو أيضاً سلوك مجحف وعبء علي أهل العروس وكلها سلوكيات تحتاج لإعادة النظر فيها والعودة إلي البساطة التي كانت هي أهم سمات أهالينا في القري.
انتقدت د.سهام الدراما وقالت إنها تنقل حياة الرفاهية والبذخ وكأنها تخاطب طبقة المرفهين فقط وهو ما يثير الحقد الطبقي لدي البسطاء وهو ما يستتبعه من سلوكيات وثقافة المبالغة والبعد عن الاعتدال.
طالبت مراعاة ذلك فيما يبث من أعمال درامية بل مطلوب مسلسلات فيها من التوجيه والتوعية والتنوير للأسر بالبعد عن الإسراف والمبالغة وتحديد الأولويات حتي تنعم الأسرة بالهدوء وراحة البال بعيداً عن الصراعات والتأكيد علي قيم أن لكل أسرة ظروفها وأنه يجب إعمال العقل والمنطق منعاً لإثارة الحقد والغيرة والضغائن في المجتمعات البسيطة والتأكيد علي قيم القناعة والبساطة ونشر ثقافة الإنفاق في حدود الإمكانيات بعيداً عن التطلعات والبذخ والرفاهيات من أجل إعمار البيوت وليس خرابها بالمظاهر الكدابة.
د.إقبال السمالوطي- أستاذ التنمية الاجتماعية ومستشار المجلس القومي للمرأة- للأسف المظاهر هي العنصر الحاكم في كثير من قرانا والتقليد الأعمي والشكليات وكلها أمور تسبب تراكم الديون.
أضافت للأسف البعض لم يردعه الحبس أو السجن لأن بعض الغارمات تجد من يسدد لها من مصارف الزكاة وبعض النماذج اتخذت منها وسيلة للكسب ربما ثقافة الفقر وراء هذه الممارسات الغريبة والجديدة علي مجتمعنا ويساعد علي ذلك الجهل وانعدام الوعي وكلها مشاكل شائكة مرتبطة ببعضها البعض فكثير ما نجد الغارمات لديهن 8 من الأطفال وتقطن في العشوائيات وزوجها يتعاطي المواد المخدرة وينعدم لديه الإحساس بالمسئولية والأم مسئولة عن كل الالتزامات الأمر الذي يضطرها للاستدانة والحصول علي القروض بالفائدة التي تضاعف من أعبائها.
تحدثت عن العديد من البرامج التي تتبناها الدولة مثل مشروع "فرصة" الذي تتبناه وزارة التضامن لخلق فرص عمل لجميع أفراد المجتمع وبرنامج "وعي" الذي يؤكد علي أهمية العمل كقيمة ومدخل للتنمية وحتي لا تضطر الأسر انتظاراً للتبرعات والدعم النقدي مشيرة إلي مبادرة حياة كريمة التي تستهدف خلق ظروف معيشية للقري الأكثر فقراً وهي المبادرة التي تنفذ في 4500 قرية مصرية أولي بالرعاية.
أضافت أن المبادرات الرئاسية تستهدف حياة كريمة للأسرة المصرية وعلي المجتمع لابد أن يساندها المجتمع المدني لبناء وعي هذه الأسر وكيفية ترتيب الأولويات والتصدي للعادات الاستهلاكية البالية التي ليس لها أي أساس سوي المظهرية والتفاخر.
قالت: نحن في حاجة لرأي قانوني يسعي لتخفيف العقوبة علي المرأة الغارمة حتي لا يصل الأمر إلي الحبس والسجن وعلي التوازي لابد من مواجهة الرجال الذين يدفعون زوجاتهم إلي الاستدانة بالتنصل من المسئولية لأن بعض الرجال عبء علي أسرهم وسبب انهيارها خاصة المدمنين وعلينا استغلالهم في تعمير الصحراء وإلحاقهم بمعسكرات لتغيير سلوكياتهم مع الادمان ولابد من التصدي للفقر لأن ثقافة الفقر تؤدي إلي الالتواء وبروز النصب والغارمات وغيرها من مشكلات وصمة في جبين المجتمع.
د.آمال نمر عضو المجلس القومي للمرأة: مشكلة الغارمات تتلخص في عدم قدرة الأسرة علي تجهيز بناتها وانتقدت الإعلام المرئي الذي أصبح أداة لجذب الإعلانات وتخلي عن دوره التنويري والتوعوي لهؤلاء البسطاء.
طالبت بعودة البرامج النسائية الهادفة ومضمونها التي تربينها عليها مثل برنامج "إلي ربات البيوت" و"علي الناصية" وغيرها من البرامج التي تقدم مضموناً راقياً بعيداً عن الاسفاف الذي نراه الآن علي أيدي بعض المذيعات اللاتي يقلدن اللبنانيات في المظهر وأسلوب الحوار.
طالبت أن تركز برامج المرأة علي مشكلة الغارمات وتوضح أسبابها وخطورتها وتطرح الحلول والاقتراحات للتصدي لها.
قالت: مشكلة الغارمات ترتبط بالتوعية وهي مسئولية أصيلة للإعلام ونشر ثقافة الحياة البسيطة والتأكيد علي القيم الأسرة وأن الأسرة البسيطة هي الأكثر سعادة ونشر ثقافة "علي اد لحافك مد رجليك" و"عش العصفورة يكفينا" كلها قيم تؤدي إلي الرضا والقناعة.
"مصر الخير" وفرت فرص عمل للغارمين وحولتهم لأيادي منتجة
مديرة البرنامج: تسويق منتجاتهم من السجاد والكليم والمنسوجات اليدوية.. محلياً ودولياً
نجحنا في فك كرب 80 ألفاً.. وسداد ديون 10 آلاف هذا العام
محمد عمر
تعمل مؤسسة "مصر الخير" علي توفير فرص عمل للغارمين والغارمات بعد فك كربهم حيث تمكنت علي مدي 11 سنة من إخراج 80 ألف غارم وغارمة من السجون بعد سداد كافة ديونهم.. وتسعي هذا العام لإخراج 10 آلاف غارم وغارمة من السجون وسداد ديونهم من بينهم 2000 غارمة من خلال حملة "خلاويص..؟..لسه" تمكنت من إخراجهن وسداد ديونهن في عيد الأم الماضي و3000 غارم وغارمة خلال شهر رمضان وعيد الفطر وصولا لتحقيق المستهدف هذا العام.
أكدت سهير عوض مدير برنامج الغارمين بمؤسسة مصر الخير أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يعطينا المثل والقدوة كل يوم في العمل الجاد والشاق من أجل رفعة وطننا العزيز والغالي مصر. والسعي نحو توفير حياة كريمة ولائقة لكل المصريين وتقديم الغالي والنفيس لإزالة ألم وأنين المواطنين.. مشيرة إلي أن الرئيس هو الداعم الأول للمرأة المصرية التي حققت في عهده الكثير من الإنجازات وتقلدت العديد من المناصب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. ووجهت الشكر له علي دعمه اللا محدود للعمل الأهلي وكل ما من شأنه خدمة المجتمع إيمانا منه بأهميته في تنمية الوطن والمواطن. حيث أنه يحرص منذ توليه المسئولية علي أن ينتصر للفئات الأكثر احتياجا والأشد فقرا.
أوضحت أنه مع جائحة "كورونا" وفي ظل التأثيرات الكبيرة للجائحة زاد عدد الغارمين والغارمات بسبب فقدان العمل أو عدم التمكن من الخروج للعمل بسبب المرض وانتشار الجائحة لذلك فإن الأمر بالنسبة للمؤسسة لا يتوقف عند خروج الأم الغارمة من السجن أو سداد ديونها فقط وإنما تقوم أيضا بعمل مشروع تمكين اقتصادي لها حتي لا تتركها تعود للسجن مرة أخري حيث تهدف للم شمل الأسرة وذلك من خلال تحويل الغارمين إلي منتجين فمؤسسة مصر الخير تعمل علي حل المشكلة من جذورها وتجفيف منابع استمرار الديون من خلال توفير فرص عمل تدر لهم دخلا شهريا يساعدهم علي الإنفاق علي أسرهم بعد خروجهم من السجون وتوفير حياة كريمة لهم.
قالت: إن برنامج الغارمين أقام العديد من المصانع بالإسكندرية والجيزة. لصناعة السجاد والكليم والمنسوجات اليدوية إضافة إلي إعادة تشغيل الورش وتشجيعها علي الإنتاج في محافظات الصعيد في مقدمتها أخميم بمحافظة سوهاج ونجادا وكوم الضبع بمحافظة قنا. إلي جانب إحياء التراث السيناوي في شمال وجنوب سيناء ووصولا إلي الحدود في سيوة بمحافظة مطروح. وذلك لإحياء هذه الصناعات والحرف اليدوية التي أسفر توقفها عن العديد من الآثار السلبية علي الحياة الاقتصادية للأسرة العاملة فيها حيث نسعي لإحياء هذه الصناعات اليدوية وتوفير الدعم الاقتصادي لهذه الفئات. بالإضافة لدخولهم تحت مظلة الحماية الاجتماعية التي تقدمها المؤسسة من توفير خدمات صحية وتعليمية ومساعدات إنسانية.
لفتت إلي أن الغارمات شاركن بمنتجاتهن في الكثير من المعارض داخل مصر وخارجها وآخرها معرض "ديارنا" الذي نظمته وزارة التضامن الاجتماعي. تحت شعار "مصر بتتكلم حرفي" ومعرض "بازارنا" في الشيخ زايد وكان الهدف من المشاركة تشجيع العاملين من الأسر الأكثر احتياجا. فضلا عن التعاون مع العديد من الجهات والجامعات لتطوير الصناعة اليدوية والمحافظة علي الهوية المصرية لتلك الصناعات التي يمكن أن تكون خير سفير لأياد مصرية ماهرة.
أشارت سهير عوض إلي أن برنامج الغارمين بمؤسسة مصر الخير يعمل علي تسويق منتجات الغارمين محليا ودوليا حيث قام بفتح العديد من المنافذ لبيع منتجاتهم داخل مصر . كما يقوم بتصديرها إلي العديد من الدول العربية والأجنبية. وخاصة في ظل الجودة العالية لهذه المنتجات وانخفاض أسعارها بالمقارنة بأسعار مثيلاتها.
لسيسي أنقذ الآلاف خلف القضبان.. وجمع شمل الأسرة المصرية
الإفراج عن 21 ألف غارم وغارمة.. خلال 6 سنوات
التنسيق مع صندوق "تحيا مصر" في التفاوض مع الدائنين وإنهاء الإجراءات القانونية
قصص مؤثرة وحكايات.. تدمي القلوب بين الغارمات
سيدة تعود لأسرتها وتنجو من 25 سنة سجناً.. بسبب 80 ألف جنيه
زوجان من أسيوط يلتقيان بأبنائهما بعد حبسهما 4 شهور
غارمة من سوهاج عجزت عن سداد 25 ألفاً اقترضتها لإقامة مشروع ملابس
كتب- أحمد العسال:
يقضي معظم الغارمين في السجون المصرية عقوبات نتيجة لديون بسيطة لا تتجاوز بضعة آلاف من الجنيهات فغالبيتهم يعتمدون علي القسط في شراء السلع المعمرة ويضطرون للتوقيع علي شيكات علي بياض إلا أن الأزمة في ذوات النفوس الضعيفة والذين يقومون بتحرير مبلغ كبير والغالب الأعم تكون "غارمة" وسيدة مسئولة عن أسرة وإذا لم تسدد المبلغ المطلوب في الميعاد المحدد فتتعرضن للحبس فترات طويلة.
اتخذت وزارة الداخلية كافة الإجراءات لإعادة هؤلاء النزلاء لمنازلهم بعد أن دفعتهم ظروف الحياة للاقتراض من أجل تربية أبنائهم وتجهيز بناتهم مما تسبب في دخولهم السجن لعجزهم عن السداد.
مبادرة "سجون بلا غارمين أو غارمات" التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي من أعظم المبادرات الإنسانية والاجتماعية وكانت بمثابة كلمة السر لسعادة البسطاء من المواطنين الذين دخلوا السجن بسبب الديون ما بين سيدة اقترضت لتجهيز ابنتها وآخر جلب الأموال من جاره لبدء مشروع لكنه فشل ليجد الجميع أنفسهم في السجن قبل أن تنتشلهم مبادرة الرئيس من خلف الأسوار وتعيدهم لذويهم مرة أخري.
وسط هتافات مدوية بالشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي داخل سرادقات أقامتها وزارة الداخلية للإعلان عن الغارمات والغارمين المفرج عنهم أفرجت الوزارة عن آلاف الغارمين والغارمات ليصل إجمالي المفرج عنهم ما يزيد علي 21 ألف سجين وسجينة خلال 6 سنوات.
ويمثل قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي طوق نجاة للم شمل الأسرة المصرية وحمايتها من التفتت من منطلق حرصه علي الاهتمام بالمواطن وهناك تعاون كبير ما بينصندوق تحيا مصر ووزارة الداخلية للتفاوض مع الدائنين لاعطائهم حقهم ثم العمل علي إنهاء الإجراءات القانونية من جانب رجال قطاع مصلحة السجون والنيابة العامة.
من المؤكد أنه لا توجد أرقام واقعية أو دراسات أو إحصائية رسمية تؤكد عددهن الفعلي ففي كل يوم يأتي نحو 150 قرار نيابة بينهم قضايا من النيابة ما بين شيكات لغارمات أو قرار إفراج لذلك فتحديد عددهن غير واقعي.
لم تكن حملة "سجون بلا غارمين أو غارمات" هي الحملة الرئاسية الأولي في هذا المجال فقد سبقتها حملة "مصر بلا غارمات" التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي في عام2015 وشهدت الإفراج عن 1100 سجين وسجينة علي دفعات بدأت في فبراير من نفس العام واستمرت طوال العام.
وتبني رجال وزارة الداخلية تحت قيادة اللواء محمود توفيق وزير الداخلية عددا من المبادرات الوطنية والاجتماعية التي تساهم في استقرار البلاد وترفع العبء عن كاهل المواطنين في ظل التحديات القائمة بجانب عملهم الأصيل في فرض الأمن والاستقرار ومواجهة المخاطر والتحديات الإرهابية.
ومن بين تلك المبادرات تلك التي أطلقها ضابط شرطة برتبة نقيب بدعوة زملاءه الضباط في وزارة الداخلية لمساعدة الغارمين والغارمات فهي مبادرة إنسانية حركت مشاعر العديد نحو عمل الخير ونجح خلالها في جمع زكاة عدد كبير من قطاع الشرطة ومساعدة عدد كبير من بين الغارمين والغارمات في سداد ديونهم وخروجهم من السجن.
تعد المبادرة التي تبنتها رئاسة الجمهورية علي شكل أوسع وأكبر وأطلقها الرئيس السيسي وشارك فيها مختلف مؤسسات الدولة والمجتمع المدني وتم الإفراج عن آلاف الغارمين هي المبادرة الإنسانية التي حركت المشاعر نحو عمل الخير ونجحت في جمع زكاة عدد كبير من قطاع الشرطة ومساعدة الغارمين والغارمات في سداد ديونهم وخروجهم من السجن.
وهناك العديد من القصص والحكايات للغارمات داخل السجون.. قصص لأمهات دخلن السجن بسبب ثمن ثلاجة أو تليفزيون تتلهف إلي قلوب رحيمة لانتشالها من غيابات السجون.. وروي بعض الغارمين والغارمات لحظات الحزن والأسي بعد إيداعهم خلف القضبان بسبب الديون وفرحتهم بمبادرة الرئيس السيسي والإفراج عنهم بعد تسديد ديونهم.
من بين القصص المؤثرة تلك السيدة التي صدر مجموعة أحكام ضدها بالسجن 25 سنة بسبب اقتراضها أموال من أحد التجار حيث قدم عدة إيصالات أمانة ضدها لتصدر أحكام مجمعة ضدها بالسجن لمدة 25 سنة كان من المفترض أن تقضيه السيدة خلف القبضان بعيداً عن أولادها بسبب 80 ألف جنيه قبل أن تأتي مبادرة الرئيس ويتم سداد ديونها وتعود لأسرتها مرة أخري.
أضافت سيدة أخري: دخلت السجن بسبب شراء بعض الأجهزة الكهربائية لتجهيز ابنتي. لكني عجزت عن السداد فدخلت ابنتي عش الزوجية بينما دخلت أنا السجن. وشاء القدر أن يأتي الفرج من المولي عز وجل ليتم الإفراج عني بفضل مبادرة الرئيس السيسي.
قال أحد الغارمين: دخلت السجن بعدما اقترضت لشراء بعض الأدوات لمشروع صغير فشل وعجزت عن السداد فدخلت السجن وجاءت مبادرة الرئيس لانتشالي من خلف القضبان.
قالت إحدي الغارمات المفرج عنهن إنها لم يكن لديها أي مصدر دخل سوي المعاش الذي لا يزيد علي ألف جنيه فاضطرت للاستدانة ثم سجنت بعد تعثرها في السداد.
ومن بين القصص المؤثرة ايضا للغارمين والغارمات قصة الزوجين "آمال وعبدالله" من محافظة أسيوط اللذين فقدا أي أمل في العودة إلي أسرتهما بعدما حرما من رؤية أبنائهما الأربعة عقب حبسهما لأكثر من 4 أشهر إثر عدم قدرتهما علي سداد ديونهما التي اضطرا إليها للإنفاق علي الأسرة وجاءت مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي لتعيد الأمل من جديد إلي هذه الأسرة وتجمع شمل الأبوين وأبنائهما.
أعرب الزوجان عن تقديرهما لجهود الرئيس السيسي التي أسفرت عن عودتهما إلي أسرتهما وأحضان أولادهم من جديد.
قالت "نبيلة. أ" من سوهاج إحدي الغارمات المفرج عنهن من سجن "طرة": إنها فوجئت بقرار العفو الرئاسي الصادر لها عن طريق إدارة السجن الذي قضت فيه 6 أشهر من العقوبة وذلك بعد عجزها عن سداد 25 ألف جنيه اقترضتها من جيرانها لإقامة مشروع ملابس لكنه فشل ما تسبب في تراكم المديونيات وسجنها.
أضافت أنها لجأت لكل من تعرفهم من أجل التدخل لسداد ديونها للهروب من شبح السجن الا أنها لم تستطع وقام زوجها بتطليقها بعد دخولها السجن.
ومن بين القصص المؤثرة ايضا قصة الغارمة إنعام ابنة محافظة سوهاج التي توفي زوجها اثناء عمله بالسعودية وترك لها 6 أبناء في رقبتها.
قالت إنعام إنه أثناء عمل زوجها بالمملكة العربية السعودية قامت بشراء العديد من الأدوات والأجهزة الكهربائية بالتقسيط وبعد وفاة زوجي المفاجيء قمت ببيع كل الاجهزة برخص التراب لسداد الديون وإعالة ابنائي الستة وأصبحت مدينة للقريب والبعيد في محاولة مني لتربية أبنائي وتوفير احتياجاتهم الي أن وصل الأمر بها إلي السجن.
أما سوزان- إحدي الغارمات- بدأت قصة مواجهتها للسجن بحصولها علي قروض من 3 جمعيات أهلية لتنفيذ بعض المشروعات ولم تستطع السداد نظرًا لتعرضها للخسارة حتي اضطرت للهروب من ديونها إلي مدينة سفاجا في البحر الأحمر. حيث ألقي القبض عليها وتم سجنها.
إسراف.. في الأرياف
سيدة بالقليوبية جمعت مساعدات من الأهالي.. ونقلت أثاث ابنتها علي 13 سيارة
.. وأخري استدانت لشراء 80 مفرش سرير و12 بطانية و3 غسالات "فول ونصف أوتوماتيك وأطفال"
القليوبية- مجدي الرفاعي:
أبناء القليوبية خاصة في القري يسرفون في شراء الأجهزة الكهربائية لبناتهم وبعضهم يقوم بشراء 3 غسالات و3 ثلاجات و3 بوتاجازات للتباهي والتفاخر.
قالت د.جيهان فؤاد
مقرر المجلس القومي للمرأة بالقليوبية أصبحنا في حاجة إلي أن نغير المفاهيم والثقافات المجتمعية الواردة علينا وإعلاء قيمة الزواج كرباط مقدس ولتكن البداية من المجلس القومي للمرأة بالتنسيق مع رجال الأزهر والأوقاف وكل الجمعيات الأهلية لأننا نعاني من انهيار قيمي وثقافي ولا أحد يريد أن يتحرك وينقذ الآلاف من الغارمات اللاتي يعيشن أوهاماً لا تناسب ظروفهن العائلية.
أضافت أنني كنت أرسلت بيانات إحدي السيدات إلي بيت الزكاة لمساعدتها وحضر فريق لتجهيزها بثلاجة وغسالة نصف أوتوماتيك وتضرروا من استلامها وقالوا سننفضح في البلد لأنها ليست حديثة وقامت إحدي هذه السيدات ببيع الأجهزة لأحد التجار وقامت بشراء أجهزة حديثة واستدانت ووقعت ايصالات أمانة وتعذرت في السداد وعادت إلينا في المجلس القومي للمرأة كغارمة عليها قضايا وتطالب بمساعدتها.
أشارت إلي وجود جمعيات أهلية تقوم بالحصول علي قروض متناهية الصغر بنسبة 5% ثم تقوم بإعطاء السيدات قرض 5 آلاف جنيه بفائدة بنسبة 20% وتشترط كل 5 سيدات يضمنوا بعض مع إضافة مبلغ علي صاحبة القرض وتقوم هذه الجمعيات بتعيين مجموعة من الشباب هدفهم جذب سيدات أخر للحصول علي القرض كما تقوم الجمعية بإرسال مندوبها للسيدة المتعثرة ليفضحها بمنطقتها أو بلدتها إذا لم تسقط القسط بفوائده.
قالت فاتن خربوش أمين جامعة بنها لشئون خدمة المجتمع إن إغلب السيدات التي تقبل علي شراء 3 أجهزة من كل نوع لابنتها بيكونوا من السيدات الفقيرات وكلما ارتفع المستوي الاجتماعي للسيدة فإنهم يشترون الضروريات فقط.
أضافت أن السيدات في القري يشترين للتباهي والتفاخر خوفاً من معايرة أقاربها وجيرانها "من وجهة نظرها" لذا تقوم بشراء غسالة أوتوماتيك وأخري نصف أوتوماتيك وأخري للأطفال كما قامت سيدة علي علم بها بشراء 8 بطاطين لابنتها وترغب في شراء 4 آخرين ليكملوا 12 بطانية و80 مفرش سرير وهي تستدين للشراء ولو لقدر الله حدث انفصال بعد الزواج يرد الزوج الفوط القديمة المستعملة وكذلك المفارش البالية ويجمعها من أسرته وأشقائه وشقيقاته لتسليمها لها.
قالت أسماء مصطفي عز مدرسة ببنها بأنني أعلم بأن سيدة لديها فتاتان يتيمتان زوجت الأولي والثانية جمعت مساعدات لها من أهل القرية والجيران وكان يوم الحنة مستأجرة 13 سيارة نقل محملة بالأثاث والأجهزة الكهربائية منها 3 بوتاجازات و3 غسالات و3 ثلاجات وغيرها من المفروشات باهظة الثمن للتباهي بين الجيران.
سامي عبدالوهاب- تاجر ببنها- هذه عادات سيئة فعلاً أن تقوم بعض الأمهات الفقيرات بشراء الأجهزة والمفروشات غالية الثمن لبناتهن ويتمسكن بالغالي ويرفضن شراء الأشياء المناسبة لظروفهن.
أضاف أن كثيراً من الأمهات والآباء يستدينون ليوم الحنة والتفاخر بعمل عشاء للمعازيم ويجيب طباخ والبعض ينحر ذبيحة وفاكهة ومشروبات والبعض يجلب بيرة ومخدرات للضيوف والمعازيم للتباهي وهو سالف هذه المبالغ وقد يتعثر في السداد ويتعرض الأب أو الأم لدخول السجن بسبب المبالغ الطائلة التي أنفقوها علي زواج ابنتهم.
خبراء الاجتماع:
مواجهة الظاهرة بالتوعية والقناعة
دور أكبر لعلماء الدين والفضائيات.. في التنبيه بخطورة المظاهر "الكدابة"
هويدا القاضي
أكد خبراء علم الاجتماع أن التوعية هي العنصر الأهم في مواجهة ظاهرة الغارمات التي انتشرت بشكل يدعو للقلق وطالبوا بأدوار أكبر للقنوات الفضائية خاصة خلال برامج المرأة وأيضاً دور رجال الدين في المساجد والكنائس للتنبيه بخطورة أن تقترض من أجل المظاهر "الكدابة" في معظم الأحيان في حين المثل الشعبي يقول "علي قد لحافك مد رجليك".
رأت د.سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن مشكلة الغارمات عميقة تكمن في الوجدان منذ زمن وأصولها علي حد قولها هو "التكبر والوجاهة" موضحة أن المظاهر عند المصرين شيء قاتل ومميت. يحتاج إلي معالجته ويبدأ بدور الإعلام كما كان في الماضي مستشهدة. بالإذاعية القديرة صفية المهندس التي كانت تخترق العقول والقلوب بكلمات بسيطة مخاطبة الأنثي حين توصيل رسالتها التوعوية بـ"سيدتي الجميلة. والرجل بـسيدي الرحيم" فتنجح في ثوان معدودة في جذب الانتباه عبر الأثير وتستقر غايتها من الرسالة في وجدانهم.
قارنت أستاذة علم الاجتماع الوضع بالحالي قائلة: معظم البرامج النسائية لا تحمل أي ثقافة ولا توعية في حين أن البسطاء هم أكثر الفئات التفافاً حول القنوات التليفزيونية. فيشربون منها كل شيء غير طبيعي. في وقت نحتاج فيه إلي تهدئة النفوس والتوعية بأن كل شخص ينظر فقط لنفسه وليس لمن حوله.
اختتمت د.سامية بروشتة علاج قائلة: الدواء الشافي هو التوعية. خاصة من البرامج النسائية التي سقطت وأصبحت عبئاً علي العقول في مصر. ثم الاستعانة بأساتذة علم النفس والاجتماع ورجال الدين ونساء والأزهر. في عمل ندوات تثقيفية وحملات إعلامية توعوية تبث ليلا ونهارا في كافة القنوات. كما يكون الدور أيضا مهم ومؤثر لقنوات الأزهر الشريف والكنيسة للمشاركة. وأن نعود ونضع الأمثلة الشعبية الأصيلة نصب أعيننا منها "علي قد لحافك مد رجليك".
أشادت د.سامية بدور الإذاعة التي مازالت متمسكة بالقيم الإعلامية في رسالتها وألقت باللوم علي الفضائيات المملوكة للأفراد ولا يعيها سوي الركض وراء الإعلانات دون توعية البسطاء.
قال د. حسين الخولي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس. مشكلة الغارمات تعتبر مشكلة معقدة بعض الشيء فلها أبعاد متعددة أهمها البعد الإنساني والاجتماعي والقانوني. حيث تضطر بعض السيدات تحت ضغوط معينة قد تكون زواج ابنتها أو إجراء عملية جراحية إلي التوقيع علي إيصالات أمانة أو شيكات وتعجز عن الدفع فتكون النهاية السجن. والحل أولا يبدأ بتوعية الناس بضرورو عدم اللجوء إلي هذا الأسلوب من البداية فمهما كانت الظروف المادية قاسية لا يعرضوا أنفسهم للسجن الذي هو النهاية الأكيدة دون مناقشة جراء سلوكهم هذا. ثانياً- الكلام مازال علي لسان د.حسين- من يستغلون فقر هؤلاء لابد من ردعهم دينيا وأخلاقيا. ثالثاً: زيادة لتفعيل دور وزارات مثل التضامن الاجتماعي ولديها من البرامج ما يكفل حماية هذه الفئة وتغطية احتياجاتها في الأزمات والطوارئ. رابعاً: دور كبير ومؤثر للإعلام في التوعية ومشاركة وعاظ الكنيسة ودعاة الأزهر في رفع ثقافة الأسرة وتعريفها بأن هذا أسلوب غير لائق ويعرض المرء للخطر.
أهالي أسوان: الغيرة والتفاخر هما السبب الرئيسي وراء المغالاة في تجهيزات العرائس
أسوان - عصمت توفيق:
أكد أهالي أسوان أن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية عن المغالاة في تجهيز الفتيات أصاب كبد الحقيقة وسلط الضوء علي مشكلة حقيقية يعاني منها المجتمع المصري عند تجهيز الفتيات للزواج.
يقول محمد مصطفي - موظف بالمعاش - إن الكثير من الأهالي من محدودي أو متوسطي الدخل يبالغوا في تجهيز البنات بأجهزة كهربائية وأثاث مرتفع الثمن. ويحصلوا عليه اما عن طريق الحصول علي قروض من البنوك أو عن طريق كتابة شيكات وايصالات أمانة للتجار حتي يحصلوا علي هذه الأجهزة. وعندما يتعثروا في السداد يضطر التاجر إلي تقديم هذه الشيكات للمحكمة مما يعرض الكثير من الاسر لمخاطر الحبس والسجن.
موضحا أنه يجب تجهيز الفتيات وفقاً للقدرات المالية لكل أسرة وعدم تحميل الأسرة فوق طاقتها المادية. لأن السلع المختلفة والأجهزة الكهربائية والأثاث أصبح غالي الثمن في الوقت الحالي وهناك صعوبة كبيرة في شراء هذه السلع نقداً.
أضاف صابر علي - تاجر - أن الأسر أصبحت تتنافس في تجهيز البنات. وأصبحت هناك روح من التباهي والتفاخر غير المرغوب فيها داخل المجتمع لدرجة أن إحدي جيرانها قامت بتجهيز ابنتها بـ 20 بطانية و50 فوطة و50 ملاية سرير. علي الرغم من أن العروسين لن يحتاجا كل هذه المفروشات الكثيرة.
أكد أن السبب الرئيسي وراء هذه المبالغة في تجهيز العرائس هو روح الغيرة والتفاخر التي تسيطر علي بعض الأسر المصرية. وكل فتاة تريد أن تبدو أفضل من جميع أقاربها وجيرانها في التجهيزات المختلفة عند الزفاف.
قال أبوالعينين يحيي مصطفي - مهندس - إنه يجب تيسير الزواج بالنسبة للشباب عن طريق الابتعاد عن المغالاة في تجهيز العرائس أو المغالاة في المهور من أجل القضاء علي نسبة العنوسة التي زادت بقوة خلال السنوات الماضية نظرا لهذه المغالاة غير المبررة.
اترك تعليق