نحن لا نحارب الإرهاب فقط، نحن نحارب العقول الفاسدة وأولئك الذين كانوا ولا يزالوا يعبثون في عقول الشباب حتى الآن، بل والأسوأ من كل هذا أن بعض المسلمين قد ينجرفوا بحماس وراء بعض الأشخاص المتطرفين لمجرد أن حجتهم هي "نُصرة الإسلام والمسلمين".
وأتساءل كيف يقوم البعض بعملية إرهابية لمجرد أن شخص أخر أعطاه تلك المهمة للانتقام من أجهزة الدولة، أو حتى من النظام وقادته، حقًا أكاد أفقد عقلي من عدم قدرتي على أيجاد سبب واحد منطقي يبرر تصرفاتهم الشنعاء تلك؛ لأن بناء على معلوماتي المتواضعة عن ديني هي أن مهمتنا كعباد لله في الأرض هي" العبادة و عمارة الأرض" فقط لا غير، إذن ما أين أتتهم تلك الجرأة لقتل الأبرياء تحت شعار الجهاد في سبيل الله ورفع راية الدولة الإسلامية، وفتح مصر؟!! أخبروني هل مصر الآن تحت الاحتلال البيزنطي، هل عدنا بالزمن لعهد قسطنطين الأول؟ّ؟؟ إذا كان الأمر كذلك فمعهم حق إذن نحن بحاجة للخليفة عمر بن الخطاب ليسمح لعمرو بن العاص بفتح مصر من جديد.
السؤال الأهم الآن هو ما علاقة حوادث الإرهاب بشهر رمضان وشهر ذو الحجة؟؟ هل يعتقدون مثلًا أن قتل الآخرين-وفقًا لعقليتهم المريضة-ستدخلهم جنات الفردوس، هل هذا هو الجهاد بالنسبة لهم؟؟ كل ما أراه الآن هو حفنة منافقين يدّعون أنهم خلفاء الله في أرضه لتطهيرها من الكفار-حتى ولو كانوا مسلمين-فالكفار بالنسبة لهم هو كل شخص مُخالف لقواعدهم، وقد أكون أنا من ضمن قائمة الكفار؛ لأني لا أرتدي الحجاب باللون الأسود، وأعارض تفكيرهم المتشدد.
هل تعلمون لماذا أتحدث في مقالاتي عن السياسة الخارجية فقط؟؟ لأن أفكاري عن السياسة الداخلية في مصر جعلت أصدقائي في محاضراتي بالجامعة يعتقدون أني مستبدة وديكتاتورية، ولكن الاستبداد والديكتاتورية يجب أن يطبقوا مع أولئك الذين يقتلون الأبرياء لأغراضهم الدنيئة، أنا كنت ولا زلت مع"سياسة الحديد والنار"، ولو بأيدي كنت اعتقلت كل شخص يتاجر بالدين لتحقيق أيّ مكاسب سياسية أو غيرها من المكاسب الدنيوية.
أخر سؤال أود طرحه، وياليتني أستطيع إيصال كلماتي تلك لمن يستحقها، والذي قال في تعليق له علي الانترنت أن داعش بتحارب من أجل عقيدة، وباقي الجماعات الإسلامية إما بتحارب من أجل الدين أو من أجل الثأر، هل تدركون ما هو الثأر؟؟ الثأر لا يفهمه سوى الجيش المصري، وأعتقد أن الأمثلة كثيرة في تاريخنا، وإذا أردتم أمثلة أخرى انظروا لعمليات الجيش في سيناء، أما حُجتكم بشأن نُصرة الدين فلا داعي للحديث؛ لأن الله عز وجل هو وحده القادر على نُصرة دينه، ولو قلبكم على المسلمين حقًا كنتم حشدتم قواتكم لنُصرة المسلمين المتضررين في جميع بقاع العالم، ولكنكم لم تفعلوا ولن تفعلوا لأنكم ببساطة تتخذون الدين غطاءًا لتبرير أفعالكم الوحشية، ولكن ستفهمون قريبًا ماذا يعني الله حين قال" وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ".
بقلم - هبه مرجان:
اترك تعليق