هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

ألبوم صور..
د. إيمان أشقر
د. إيمان أشقر

بقلم: د. إيمان أشقر 


شاهد اتهام وشاهد براءة تلك الصور التي نخفيها وهي معنا..
نتسابق لأخذ الصور التذكارية (كأنها أخُذت  فقط كدليل لتلك اللحظة) نتأملها يوماً أو أكثر، ثم نحفظها سرًا بعيدًا بين طيات كتاب.
ألا يكفي ما نحتفظ به في دهاليز الذاكرة؟! أم أنه شاهد نقدمه للآخرين حين نحكي عن ذلك الوقت؟!
كانت أبيض وأسود، ثم أتت وليدة اللحظة نطيرُ فرحاً بها، بعدها أصبحت ألوان وأفلام مطبوعة، وأخيراً أصبحت بين أصبعين في ملف لا نهاية لعدد صفحاته.
لماذا نحتفظ بالصور بعيداً هناك على رف يسكنه الغبار أو في غياهب درج قد يحرسه مفتاح وقد لا؟!
ماذا لو تسكن تلك الصور جدار أمر به في كل يوم، أقبل بعضهم وابتسم وانا أتذكر ضحكة الاخرين؟!
إن كنا نخشى منها كدليل إتهام لماذا نحتفظ بها؟!
أبني أحمد كان يرفض الصور في السفر و يقول (يكفيني أنها في ذاكرتي)
أمي أبي أصدقائي أبنائي أحفادي أصدقاء العمر ورفقاء الأيام كل أولئك يستحقون أن ألقي عليهم السلام، أن أرى أمامي هذا الفيلم المسجل من أيام مضت دون العودة الى مجلدات صور.
على جدار مكتبتي هناك لوحة كبيرة باسماء صديقاتي وزملائي في المستشفى التعليمي في الخبر حيث قضيت معهم خمس سنوات قُدمت لي وأنا أغادرهم، في كل صباح و أنا أراها أتذكرهم وابتسم.. 
ليت جدران الغرف أكثر من أربعة لزينتها بكل تلك الصور التي تخفيها الادراج .
الغرابة أننا نطلق على حافظة الصور  أسم ( ألبوم ) ذلك الطائر الذي يخشاه البعض ويتشاءم عند رؤيته، أما عني فأنا  أعشق البوم و أظن أنها صديق يكتم السر ويحفظ الصور. ما زلت أذكر تلك البومة الصغيرة التي كانت على جذع شجرة أقف تحتها وهي تنظر إلى في تاج محل في الهند، وأحتفظ بشبيهٍ لها على طاولتي.
عودة لألبوم الصور (قبل يومين مررت بألبوم أول عام جامعي ، و بكيت كثيراً  كثيراً).
بعدها حدثت نفسي، بأن أكتفي بذاكرتي كألبوم صور لا يمسه غبار وأترك الورق لمن يأتي بعدي ليرى كيف كنت في مثل ذلك اليوم.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق