فى مبادرة مجتمعية تحمل طابع إنساني ، تضامنا مع الأسر الفقيرة والاكثر احتياجا بمراكز محافظة الوادى الجديد ، دشن مجموعة من أصحاب الآبار الزراعية المستصلحة مؤخرا مبادرة تقوم على تخصيص "فدان للخير في كل بئر" وزراعته ب60 فسيلة نخيل انطلقت من شرق قرية برباية الشرقية بعزب القصر بالداخلة ، على أن يكون حصيلة إنتاج الفدان من بلح أو زرع لصالح الأيتام والأرامل والصرف على أوجه الخير برعاية جمعية تنمية المجتمع بالقرية.

"بوابة الجمهورية" رصدت الخطوات الأولى لتنفيذ المبادرة الخيرية إلى جانب حملة تجميل وزراعة اعداد كبيرة من فسائل النخيل المثمر والزينة والفاكهة كبداية لتغطية مدافن 4 توابع قروية أبرزها برباية الشرقية لعزب القصر ومدينة موط بالداخلة من الخارج بسياج أخضر دائم ، وذلك بالتنسيق مع الوحدات المحلية القروية ومجلس المدينة بالتعاون مع شئون البيئة وسط حالة من السعادة وإقبال من الشباب والمزارعين.

وقال مصطفى إسماعيل ، أحد أبناء مركز الداخلة ، وآمين صندوق جمعية تنمية برباية الشرقية لعزب القصر ، فى تصريح خاص ، أن مبادرتى تخصيص فدان زراعى للصرف على أوجه الخير لصالح أهالى القرية وايتامها ، وغرس أشجار النخيل والموالح والزينة بمحيط مدافن القرية لتطويق المنطقة بسياج ظلى مثمر ، نشأت من إيمان مختلف شرائح مجتمع قرى الواحات ، المعروف عنه صناعة الخيرات بقيمة العمل الجماعى والمشاركة التطوعية دون مقابل أينما وجدت طالما تؤدى الغرض وتسمو بالغاية إلى تحقيق الإكتفاء وتلبية احتياجات أبناء الصف الواحد دون تمييز أو استعلاء.

واضاف اسماعيل، أن القرية لها جذور تاريخية عريقة تمتد إلى آلاف السنين منذ العصر الرومانى وهى من أقدم قري عزب القصر ، مشيراً إلى دور الجمعية المشهرة برقم 211 لسنة 2006م ، فى قيادة المبادرة تخطيطيا ومحليا على المستوى التنفيذى بالتعاون مع رئاسة القرية ، بجانب تحفيز الشباب للمشاركة ، ودعوة المزارعين للتبرع بفسائل النخيل ، وهو الأمر الذى لاقي قبولا كبيرا ودعما مطلقا حقق نتائج جيدة حتى الآن ، لافتاً إلى نجاح المنشأة الأهلية خلال السنوات الماضية فى النهوض بالقرية اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا بجانب أعمال النظافة ورعاية المحتاجين وتعليم الأجيال من خلال تحفيظ القرآن الكريم او تفعيل مجموعات التقوية الدراسية.

ويري آمين صندوق الجمعية أن بناء مقر جديد مكون من طابقين يشمل عيادات طبية وحضانة اطفال وقاعة مخصصة لعقد المؤتمرات ومكاتب تحفيظ القرآن على مساحة 600 متر بتكلفة مليون و160 ألف جنيه بمثابة خطوة خطوة هامة وركيزة أساسية للتوسع فى أنشطة الجمعية لخدمة أهالى القرية وغيرها بالجهود الذاتية.

وأوضح محمد فوزى ، مزارع بعزب القصر وصاحب مشروع تربية اسماك على المياه الجوفية ، أن مثل هذه المبادرات غالبا ما يكتب لها النجاح لما تحظى بعناية واهتمام الجمعيات الأهلية ، والتى بدأت بتوفير سيارات لنقل فسائل النخيل من مزارع الأهالى على مدار اليوم ، وحل مشكلات القرية سواء الإجتماعية من خلال لجنة فض المنازعات أو المطالبات العامة لكل ما تحتاجه القرية ، إضافة إلى التوسع فى انشاء مشروعات ذات صفة النفع العام متنوعة مابين زراعية وطبية وخدمية من الدرجة الأولى ، مشيدا بما تقدمه شركاء التنمية من إعانات ومساعدات شهرية للأسر الفقيرة والأولى بالرعاية من خيرات بيت الزكاة المفتوح طوال العام.

ولفت عرفة علام أحد الشباب المتطوعين بكلتا المبادرتين ، منذ انطلاق مبادرة تخصيص فدان زراعى للأولى بالرعاية وتطويق مدافن القرية بسياج من النخيل المثمر ونحن نعمل ليل نهار وسط إقبال متزايد وسعادة لا توصف من قبل المشاركين وأهالى القرى المستهدفة تقديرا لقيمة العمل من الناحية المجتمعية والإنسانية ، مشيرا إلى أنه جرى توصيل وصلات الرش بالتنقيط لتوفير استهلاك المياه بفاصل عن المدافن من جميع الجهات الأربعة وغرس 70 فسيلة نخيل مثمر ، إلى جانب حفر أماكن تسمح بزراعة نوعين من الفسائل عالية الجودة فى صفوف موازية آمنة زراعياً ، كسياج شجرى عازل يعمل على امتصاص غاز ثانى أكسيد الكربون من الجو ومظلة طبيعية تقي حرارة الشمس وخاصة فى فصل الصيف أثناء فترة إنتظار وصول جثامين المتوفين ما قبل الدفن بالمقابر فى كثير من الأحيان.  

وقال أحمد ماهر مدير جمعية تنمية المجتمع بقرية الجيزة ، نسعي جاهدين لدعم مسيرة استغلال طاقات الشباب وأفكارهم البناءة على النحو الذى يساهم فى خلق مناخ جيد يسمو بامالهم وتطلعاتهم لخدمة أهالى قراهم من مبادرات فعالة ذات أبعاد تنموية أبرزها تغطية محيط مدافن قرية الجيزة بزراعة أشجار النخيل المثمر وغيرها ، لافتا إلى إستكمال أعمال المبادرة لحين الإنتهاء من المستهدف تنفيذه خلال الفترة المقبلة بالتعاون مع الجهات المعنية بذلك.

ويؤكد صابر حنفى رئيس الوحدة المحلية لقرى عزب القصر بالوادى الجديد ، فى تصريح خاص" أن جمعية تنمية المجتمع بقرية برباية الشرقية والجيزة واثنين من القرى المجاورة نجحت فى تنفيذ المبادرة من خلال تبرع أهالى المنطقة بفسائل النخيل كلا حسب مقدرته وذلك بأماكن صلاة الجنازة ، بإجمالى ٢٠٠ فسيلة نخيل تم غرسها حول المدافن كسياج يطوق المنطقة بالكامل من أربعة جهات ، بالاضافة إلى زراعة 60 شجرة متنوعة من أشجار المانجو والليمون والبرتقال والعنب ، مشيراً إلى زراعة عدد 70 شجرة كمرحلة أولى بقرية برباية وتوصيل خط مياه واحد بوصة ، بجانب تركيب وصلات خراطيم للرى بالتنقيط لرى فسائل النخيل .

أكد محمد منير العديسى مدير عام التضامن الإجتماعي بالمحافظة ، أن الجمعيات الأهلية تمثل ركيزة أساسية وداعم لاوجه الخير وتقديم المساعدات الإنسانية فى إطار جهود الدولة للتخفيف عن كاهل المواطنين والأسر الأكثر احتياجا والأولى بالرعاية فى ظل الظروف الإستثنائية التي تمر بها البلاد ، مشيرا إلى متابعته كل جديد يتعلق بأنشطة الجمعيات ويمس صالح المواطن لتلبية احتياجاته قدر المستطاع من أجل حياه كريمة للجميع تنفيذا لتوجيهات اللواء محمد سالمان الزملّوط محافظ إقليم الوادى الجديد.