أسيوط- أسامة صديق:
تعاويذ.. وأسحار.. وبخور في حجرة مغلقة وعبارات غير مفهومة.. وضحية تبحث عن حاجتها.. دجل.. وشعوذة.. وشيخ بطرطور يخدع البسطاء بفك الأعمال وتحقيق الاحلام.
خرافات.. وخزعبلات.. يؤمن بها البسطاء.. ويتبعها الجهلاء.. يسلمون رءوسهم لنصاب يخدعهم بتحقيق رغباتهم وعلاج أوجاعهم ـ ينصاعون لرغباته وينفذون طلباته منتظرين تحقيق أحلامهم التي قد تقودها الصدفة إليهم فيتعلقون أكثر بأوهامهم المريضة.

وقد شهدت إحدي قري مركز منفلوط ظاهرة غريبة ومثيرة أصابت الأهالي بالهلع والخوف من المجهول.. وذلك بعد العثور علي الكثير من تعاويذ الاسحار وصور لبعض الاشخاص عليها كتابات ورموز غير مفهومة.. مما دفع أهالي مركز منفلوط للبحث عن هذه التعاويذ.. وتنظيف المقابر منها.
التقت "المساء" بعض أهالي مركز منفلوط لمعرفة آرائهم عن هذا الحدث.. يقول سمير محمود إن الأسحار الموجودة في المقابر لم تأت من فراغ. فالجميع في مركزنا يعرف كيفية الوصول بكل سهولة لمن يطلقون علي أنفسهم لفظ "شيخ". وهم ليس بشيوخ والغريب في الأمر أن أحدهم قد اتخذ من منزله مكانا ثابتا لهذا الأمر. فبعضهم يتخصص في فك الأسحار خاصة ما يطلقون عليه "الربط" ومعظم هؤلاء جنوا مبالغ طائلة نتيجة لانتشار المقبلين علي أعمال السحر من المواطنين. 
يضيف محمد خالد. من سكان مركز منفلوط. ان معظم القري تضم بين جنباتها العديد من الدجالين صارت الشعوذة والسحر مصدر رزقهم. فحينما يشتهر أحدهم يأتيه الراغبون في فك أسحارهم فهؤلاء وأتباعهم غالبا ما يروجون أن "فلان" له قدرة عجيبة في إخراج الجن أو فك السحر. فجلسات فك السحر التي تبدأ غالبا بعد غروب الشمس. تنتشر بكثافة في منازل هؤلاء المشايخ الذين يعملون علي مرأي ومسمع من الجميع ولم توجه لأحدهم أي تهمة فيما يلحقونه بالمواطنين من أذي علي الرغم من أن عناوينهم معروفة ومنازلهم صارت كالشمس في وضح النهار. 
في ذات السياق نفذ عدد من شباب مركز منفلوط بمحافظة أسيوط. حملة لاستخراج الأسحار والتعاويذ المدفونة بالمقابر. وكانت المفاجأة التي تم اكتشافها أن المقابر تكتظ بمئات الأسحار المكتوبة علي الورق وعلي عظام الحيوانات وأقفال حديدية كتب عليها أسماء بعض المواطنين. 
يقول أحد الشباب المشاركين في حملة تنظيف المقابر من الأسحار. رفض ذكر اسمه. إنهم يستعينون ببعض الشباب ممن عرف عنهم التقوي وحفظهم للقرآن والتزامهم الديني. وإطلاعهم علي علوم فك الأسحار بالقرآن. حتي لا يؤذي المشاركون ويصابون من أي مس شيطاني. 
أضاف أننا فوجئنا بأن هؤلاء المشعوذين قد استخدموا أشياء غريبة مثل الكتابة علي أطباق باللون الأحمر. وعثرنا علي العديد من الأقفال الحديدية الممهورة بأسماء مواطنين. وطلاسم علي أحذية أطفال وأرجل حيوانات وعظم الفخذ. 
أضاف: سنقوم إن شاء الله بتسجيل فيديوهات مسجلة ونشرها لتوضيح كيفية فك مثل هذه الأسحار وكيفية الخلاص منها بإذن الله تعالي. 
لاقت الحملة التي نفذها مجموعة من الشباب. حالة من الشكر المجتمعي. فأثناء عملهم فوجئوا بعدد من المواطنين يحملون معهم أكواب الشاي وبعض المأكولات الخفيفة تشجيعا منهم علي الاستمرار بعد أن تبين أن الأمر بات خطيرا وحياة البعض علي المحك والمشعوذين مازلوا يعيشون في سلام ويواصلون أعمال سحرهم.