يأتي كتاب "تأويل المنجز الشعري.. نحو قراءة مغايرة" للباحثين الأكاديميين د. مصطفى شميعة ود. نزهة خلفاوي في سياق البحث في المنجز الشعري الحديث، من زاوية تأويلية مغايرة، تبحث في نصوص شعرية جديدة لشعراء وشاعرات من مناطق عربية مختلفة، ومن مواجع متباينة وهموم ثقافية وإبداعية مشتركة، وذلك إيمانا من الباحثين أن الشعر العربي الحديث هو شعر واحد من حيث الخصوصية الإبداعية وأيضا من حيث جمال العبارة وعمق الدلالة والرؤية.
يرى الباحثان من خلال هذا العمل أن الإبداع العربي مسكون بتوجه رؤيوي واحد، هو بلوغ الحداثة الجمالية، بحكم أن الشعر هو مجال للتحديث والابتكار من جهة ومن جهة أخرى فهو إطار لتضمين الجرح المشترك الذي يجمع الشعراء العرب في زمن اللاشعر واللاحب، وبذلك يقدم الباحثان دليلا على أن ما يجمع الشعراء أكبر مما يفرقهم وأن حصيلة إبداعهم لا تتجاوز الرؤية الشعرية الواحدة المسكونة بنفس السمات والخصائص سواء الجمالية أو التعبيرية.
ويسعى كتاب تأويل المنجز الشعري إلى تأويل المسكوت عنه في هذا الشعر والذي لم تسعفه عبارة الشاعر على الظهور والانجلاء، وبذلك فهو طموح يستمد مشروعيته العلمية من هاجس مشترك يجمع الباحثين معا، هو هاجس الجمال والرؤية التأويلية الموحدة التي ترى إلى الأشياء من منظور مغاير يتجاوز الراهن المبتذل، ويقدم الدليل على أن الباحثين على اختلاف أقطارهما فهما يعبران عن روح منهجية واحدة وأفق مشترك هاجسهم في ذلك كله هو التغيير الأمثل للنماذج المبتذلة وتقديم رؤى بديلة مغايرة.
كما يسعى كتاب تأويل المنجز الشعري نحو قراءة مغايرة إلى مساءلة نصوص شعرية متفردة وذات جودة رائدة في التعبير عن المتغيرات الحاصلة في الواقع العربي، وقد سعى الباحثان إلى الحفر في المواقف الشعرية والجمالية في النصوص المقترحة بغاية ضبط النص الناظم لكل النصوص موضوع المشروع التأويلي الطموح بالكتاب، ولذلك وجدنا دراسات مفعمة بالمغايرة والمناولة الدقيقة لمنجز من مختلف الأقطار العربية، بهدف توحيد الرؤية واستبصار الطريق نحو الجمال الشعري المشترك.
اترك تعليق