هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

في حوار مع "الرأي"..

أمل مسعود نائبة رئيس الإذاعة المصرية: ثورة ٣٠ يونيو أعادت لنا الحياة من جديد.. وافتتاح قناة السويس الجديدة أجمل لقطة إذاعية في حياتي
الإذاعية أمل مسعود خلال الحوار مع الزميل أرمنيوس المنياوي
الإذاعية أمل مسعود خلال الحوار مع الزميل أرمنيوس المنياوي

** سناء منصور وإيناس جوهر و"عمو حسن" أبهروني وعلموني "يعني إيه إذاعة"


الحوار مع صاحبة الكلمة المسموعة يكون له بريق خاص وممتع، لأنهم حينما يتحدثون في ميكروفون الإذاعة لابد وأن تندمج عزوبة الصوت مع صدق المشاعر حتى تصل إلي عقل وقلب المستمع.. ودائمًا يقولون إن الصوت نصف المشاهدة وها نحن قد قطعنا الطريق كاملا لنجلس مع رائدة من رائدات الإذاعة المصرية في تاريخها الحديث السيدة أمل محمود مسعود والشهيرة بالسيدة أمل مسعود نائبة رئيس الإذاعة المصرية، في حوار سوف يكون مقروءًا للناس بعد أن سمعناه نحن من صاحبته.. فماذا قالت لنا عن بعض ملامح رحلتها في الإذاعة عبر سنوات عديدة مضت وهي تمسك بيدها ميكروفون الإذاعة لتجوب كل حواري مصر؟.. كل ذلك في هذا الحوار..

 


حدثيني عن الإذاعة زمان والإذاعة النهاردة؟

الإذاعة في كل وقت هي الإذاعة وإن اختلفت الأصوات وتقنية البث كثيرًا الآن عما كانت عليه الحال في حقبة تسعينات القرن الماضي.. وأنا ـ أمل مسعود ـ كنت محظوظة في التعامل مع جيل عمالقة وسمعت إليهم وهم من أيقظوا فيَّ عشقي وحبي للإعلام والميكرفون تحديدًا. وكنت شديدة الإعجاب والشعور بالمتعة في سماعي لإذاعة الشرق الأوسط خاصةً.

لكن من هم الذين أيقظوا فيكي عشق الإذاعة؟

شخصيات عديدة تأثرت بها، لعل يأتي في مقدمتهم أستاذتي العظيمة سناء منصور التي كنت شديدة الإعجاب في كيفية الإمساك بالميكروفون وكيفية توجيه الأسئلة للضيوف وكيف كانت تنتزع منهم الكلمات بطريقة تنم عن عبقرية مذيعة وجمال صوتها، وأيضا إيناس جوهر وإبراهيم صبري وعمو حسن وسميحة دحروج .. كل هؤلاء أبهرونا وأمتعونا قبل أن يعلمونا ويغرسوا فينا العشق للإذاعة والعمل العام.. وهم من أشعلوا فينا حرارة العمل الميداني وجعلوا من ماسبيرو أيقونة مصرية جميلة حفرت في أذهان المصريين عامة وفي قلوبنا نحن كتلاميذ لهم بشكل خاص.

وأذكر مقولة رائعة للسيدة سناء منصور أيقونة الإعلام المسموع والمرئي عندما كانت تقول لنا: إن من يطل على الناس سواء مسموع أو مرئي ليس بجمال صوته فقط، ولكن بجمال وتنوع وغزارة معلوماته حتى يصل لقلوب مستمعيه وهكذا تعلمنا منهم ذلك، وهي إشارات ورسائل لمن يريد أو تريد أن تكون إذاعية ناجحة ومقبولة في عقول المستمعين.

لكن كيف ترين حرية الإعلام في الوقت الحاضر؟

حرية الإعلام مسئولية. مسئولية الكلمة وليست الفوضي.. إعلام يرصد المشاكل ويضع الحلول وليس إعلامًا يؤجج مشاعر الناس ويثير نعرات تخلق جوًا سلبيًا بين الناس.. حرية الإعلام نحن نعيشها كما نتمناها بضوابط مجتمع صاحب حضارة، ونضع حلولًا لمشاكلنا بالتواجد بشكل ميداني مع الناس، ويكون هناك حوار صادق يعبر عن نبض الشوارع ويحافظ على الثوابت الوطنية لبلدنا لأننا "بالعربي كده معندناش بديل تاني لوطنا.. ومن ثم في عملنا الإعلامي المسموع لابد وأن نحافظ ونضع في حساباتنا ذلك.. الوطن ثم الوطن.. مفيش مجتمع في العالم بلا مشاكل.. نحن نعيش في الأرض مع بشر ولسنا في الجنة أو في السماء مع ملائكة وعلينا كمصريين أن نستوعب ذلك.. مصر أغلي وطن.

حدثيني عن أجمل لقطة في حياة أمل مسعود خلال رحلتك الإذاعية حتى الآن؟

حقيقة لا يمكنني أن انسى لقطات تغطيتي لحفل افتتاح قناة السويس.. كنت أشعر بالفخر بمصريتي عندما أري رئيسي العظيم فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو يتقدم ويتوسط ضيوفه من رؤساء وملوك دول جاءوا خصيصا لكي يشاركوا أجمل لحظات مصرية في افتتاح قناة السويس الجديدة وكنت محظوظة حقيقة بتلك اللقطات التاريخية في حياة مصر والمصريين وأنا اقوم بتغطية هذا الحدث الاقتصادي الأهم في تاريخ مصر مع فريق عمل إذاعي في وجود السيدة نادية مبروك رئيسة الإذاعة المصرية السابقة.

وما الشيء الذي تتذكرينه في غمرة قناة السويس الجديدة أثناء متابعتك لسير العمل في تلك القناة؟

أبهرني العمال العاديون الذين كانوا يسابقون الزمن في الانتهاء من حفر القناة حتى انهم كانوا يرفضون الحصول على إجازة من أجل أن يسرعوا من الإنتهاء من حفر القناة.. ورأيت كيف كانت همة الفريق كامل الوزير ـ رئيس الهيئة الهندسية في ذلك الوقت ـ وهذا الرجل الوطني العظيم والذي عالج مشكلة تكييفات مستشفي أبو الريش خلال ساعات رغم أن هذا الأمر لم يكن في اختصاصه ولكن عندما أخبرته بذلك كان رجاله يتسابقون في كيفية عمل مقايسة وتركيب التكييفات فورًا وهو موقف كمواطنة قبل أن اكون إذاعية لايمكنني أن أنساه.

كيف عشتِ كمواطنة وإذاعية ثورتي يناير و٣٠ يونيو؟
 
حقيقة هي أيام ستظل محفورة في ذاكرة الإذاعة  المصرية.

ثورة يناير كانت ثورة شباب بريئة وخالصة للوطن حتى استولي عليها المندسون وأعداء الوطن وبائعو الوطن وقوى أجنبية غريبة عنا فصارت وباء على بلادنا وشعرنا في نهايتها بإحباط شديد بعد أن خلفت وراءها سنة سوداء لا يمكن أن ننساها أو نمحيها من ذاكرتنا لكي نضعها أمام أعيننا حفاظًا على الوطن من تلك الفئات الضالة التي لا تبغي وطنا للمصريين.

أما ثورة ٣٠ يونيو.. تلك الثورة البيضاء تلك التي أعادت لنا الحياة  من جديد والتي كنا نعد إليها بعزيمة رئيس منقذ هو قائد الجيش المصري في ذلك الوقت الفريق عبدالفتاح السيسي والذي كان بمثابة طوق نجاة لنا كمصريين.. ثورة ٣٠ يونيو والتي لايمكنني كمواطنة مصرية أن أنسي لحظات يوم ٣ يوليو ٢٠١٣ عندما وقف الزعيم عبد الفتاح السيسي مخاطبًا الملايين من المصريين الذين يحتشدون في كل ميادين وشوارع مصر بعودة الدولة المصرية مجددًا للمصريين.  نحن كنا مخطوفين ولم يكن هناك بلد.. كنا قبل ٣٠ يونيو نشعر بالرعب والخوف والهلع والفزع.. قل ما شئت من تلك المفردات.. عادت للمصريين حياتهم من جديد ومصر الآن تختلف كثيرا عن مصر قبل ثورة يناير.. تلك الثورة التي شوهها العملاء.. مصر في شكل تاني وبنية تحتية جديدة في كل شيء.. مصر تعود للريادة وبشكل قوي إفريقيًا وإقليميًا ودوليا من خلال كل ما يفعله الرئيس الوطني عبدالفتاح السيسي.

لكن حرية العمل في الإذاعة.. كيف تراها أمل مسعود؟
 
حقيقة طوال فترة وجودي في الإذاعة وحتى هذه اللحظة التي أتحدث معك فيها لم يحدث أن تناولت قضية ونبهني أحد أن أفعل كذا أو كذا.. رقيبي هو ضميري نحو بلدي.. كل شيء نتناوله في الإذاعة لا بد وأن يكون بوازع الوطنية والإخلاص لبلدنا.. هناك إعلام الشر الذي يروج للسلبيات بشكل مغلوط ولا أنسى ما حدث عندما كان هناك تهذيب لكوبري إمبابة والذي كان يتم العمل فيه بشكل رائع وكانت هناك قوى شريرة تخرب ذلك وقمت بالرد عليهم وأخذت مجموعة من مؤسسة القادة وهي مؤسسة وطنية تحاول خلق حوار متبادل بين الشباب لصنع وخلق قيادات جديدة في المحتمع، وفطرنا هناك في رمضان على الكوبري، وكان تجمعًا مصريًا وطنيًا ردًا على أكاذيب قنوات الشر في الإساءة فيما يتم من عمل في الكوبري.. علينا ان نكون حائط صد قويًا ضد تلك القنوات الشريرة والإعلام الكاذب الذي يسيء لدولتنا المصرية.

فالحروب الإعلامية لن تنتهي وعلى الإعلام الوطني أن يكون مستعدً لذلك و"في ضهر الدولة المصرية".. فالحروب القادمة هي في تصوري الشخصي هي حروب إعلامية ونحن سلاحنا في ذلك الوطنية والانتماء لبلدنا ضد كل من يحاول الإساءة لها، فالحروب لن تكون بالقنابل ولكنها حروب إعلامية وعلينا أن تكون منصاتنا الإعلامية جاهزة.

نصيحتك للشباب الذي يستعد لدخول العمل الإعلامي عامة والإذاعي تحديدا؟

أولا: حب شغلك وحب بلدك.. ومن يصنع الإعلامي هو العمل الميداني في الشارع والإيمان بفكرة العمل وتثقيف نفسك من خلال الدوام على القراءة.. قبل أن تكون إعلاميًا فأنت قارئ.. وقارئ ممتاز.

وماذا عن المرأة في حياة وعمل نائبة رئيس الإذاعة المصرية السيدة أمل مسعود؟

بكل تأكيد نحن حريصون في الإذاعة على أن تكون هناك مساحة رائعة لمناقشة قضايا المرأة وعلى المستوى الشخصي، فمن خلال الاتحاد الأفريقي- الآسيوي للمرأة، وهو كيان كان قد أنشأه طيب الذكر الرئيس جمال عبدالناصر وأول من ترأسه كان طيب الذكر الرئيس محمد أنور السادات، ومن خلال هذا الاتحاد نقوم بعمل منصات للتوعية بدور المرأة في كل تلك الدول التي يضمها الاتحاد بحيث يمكن تفعيل دورها المحلي والإقليمي والدولي، وهو أمر يحتاج إلى تفاصيل في حوار شامل مخصص لتلك الجزئية المهمة للمجتمعات في العالم كله.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق