خبراء الإعلام: الأسرة الحاكمة في قطر لديها حلم أن تصبح دولة قائدة تتحكم في المنطقة العربية

رغم التوقيع علي بيان "العلا" من أجل المصالحة الخليجية والعربية.. مازالت قطر تبدي عدم جديتها باستخدام إعلامها الذي يهاجم مصر من خلال نشر الأكاذيب والشائعات وإيواء الجماعات الإرهابية التي صدرت ضد أعضائها أحكام قضائية.
 

استطلعت "الجمهورية اون لاين" آراء خبراء الإعلام في موقف فضائية "الجزيرة" وهجومها علي مصر في نشر الشائعات رغم التوقيع علي مصالحة "العلا".

د.ليلي عبدالمجيد: لا أتوقع تغير الممارسات والمواقف العدائية

قالت الدكتورة ليلي عبدالمجيد عميد كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية: من الواضح أن قطر وقناتها الجزيرة لن تتوقفا عن ممارساتهما ضد مصر من دعم الارهابيين مادياً وتوفير المأوي الآمن لهم والمنصة الإعلامية التي يطلون منها لبث حقدهم وكراهيتهم لمصر ومحاولات هدمها وتخريبها من خلال الأخبار الزائفة والمفبركة والمعلومات المضللة والشائعات.. فالأسرة الحاكمة في قطر لديها حلم يتجاوز ظروفها الموضوعية والتاريخية أن تصبح دولة قائدة تتحكم في المنطقة العربية وتسعي لإعادة ما يسمونه الخلافة الإسلامية رغم المصالحة بقمة "العلا".

أضافت: أن مصر بقيمتها التاريخية ومكانتها في نظر قطر هي العقبة التي تحول بينها وبين تحقيق أحلامها . خاصة بعدما حدث في 30 يونيو 2013 وتخلص مصر من جماعة الاخوان الارهابية. فضلاً عن أن قطر هي والجماعة الارهابية التي تدعمها رغم إرادة الشعب المصري هما مخلب قط لبعض القوي الدولية التي تستخدمهما لتحقيق مصالحها وأغراضها الخاصة.. لهذا لا أتوقع أن تتغير ممارسة قناة الجزيرة ومواقفها العدائية ضد مصر ونشر الأكاذيب والشائعات ضدها واستضافتها للإرهابيين المطلوبين في مصر.

أوضحت أن الأمر سيظل مرهوناً بقدراتنا نحن المصريين علي مواجهة ذلك بالوعي وعدم الانسياق وراء شائعاتهم ومحاولة ضرب الدولة ومؤسساتها وإضعاف روحنا المعنوية وثقتنا في قيادتنا وخوفنا علي وطننا. بالإضافة إلي قدرة جهاتنا المسئولة علي التصدي لدعاياتهم وأخبارهم المزيفة ومعلوماتهم المغلوطة في الخروج ولدي الدول الأخري من خلال ما تبثه قناة الجزيرة بغرض التحريض ضد مصر.

د.محمود علم الدين: القناة من أدوات النظام.. وهدفها إسقاط الدولة المصرية

أكد الدكتور محمود علم الدين أستاذ الإعلام والوكيل السابق لإعلام القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث أنه رغم بيان العلا.. إلا أن قناة الجزيرة تقوم ببث شائعاتها ضد مصر. ولكن الأمر يرتبط بموقف دولة قطر وسياساتها وممارساتها الفعلية ضد مصر ومن جماعة الاخوان الإرهابية التي لم تتغير منذ عام 2011 وزادت حدتها بعد سقوط الاخوان المدوي في 30 يونيو عام 2013 علي يد الشعب المصري وفي ظهره الجيش المصري.

أضاف الدكتور محمود علم الدين أن الأمور التالية يمكن أن تكون مدخلنا لفهم دور قناة الجزيرة ومحتواها الإعلامي وتفسر أداءها الإعلامي منذ ظهورها عام 1996 وحتي الآن:

* أولاً: أن قناة الجزيرة وباقي قنوات الشبكة. خاصة قناة الجزيرة مباشر والجزيرة الوثائقية والجزيرة الانجليزية لم تكن مجرد شبكة تليفزيونية ولكنها أداة من أدوات النظام القطري المرتبطة باستراتيجيات قطر وأدوارها وطموحاتها وأطماعها وتحالفاتها الإقليمية والدولية.
يجمع عدد من المراقبين علي اعتبار أن الجزيرة أداة أساسية فيما يسمي باستراتيجية "القوة الناعمة" التي تعتمدها دولة قطر علي المستويين العربي والدولي. والتي جعلت هذه الدولة الخليجية الصغيرة والغنية تضطلع بدور إقليمي ودولي أكبر بكثير من وزنها الاستراتيجي جغرافياً وعسكرياً. وتذهب بعض التأويلات إلي اعتبار هذا الاندفاع الخارجي لقطر بتجلياته الإعلامية والدبلوماسية والمالية نوعاً من "التأمين علي الحياة" لدولة صغيرة محاطة بقوي إقليمية كبيرة ذات مصالح متضاربة.

* ثانياً: أن الأداء الإعلامي للقناة وكذلك منصاتها الرقمية المختلفة من مواقع إلكترونية ومنصات تفاعلية تتكامل مع أداء النظام القطري السياسي وتنفذ استراتيجياته.. فالأجندة اليومية للقناة الآن علي سبيل المثال تركز علي رصد كل الأخبار والتقارير والتعليقات وأقوال الصحف السلبية بل وغير الدقيقة في حالات كثيرة عن مصر ودولة الامارات العربية والمملكة العربية السعودية والبحرين ومؤخراً السودان. والقائمة جاهزة لضم أي دولة تؤيد مصر والامارات والسعودية أو مجرد التعاطف معها. وعلاقاتها المثيرة للجدل مع قادة التنظيمات الارهابية تؤكد ذلك. وتؤكد ما سبق قراءة في اعترافات الباحث الأمريكي كليف سميث التي نشرها موقع skynewsarbia مؤخراً بعد تصاعد الضغط علي قناة الجزيرة القطرية من أجل تسجيلها كوكيل أجنبي في الولايات المتحدة وذلك بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب بعد تهرب القناة من هذا الشرط لنحو عام وتقول إنها مؤسسة مستقلة تحريرياً ولا تخضع للحكومة القطرية.

تابع علم الدين أن كليف سميث مدير برنامج واشنطن بمنتدي الشرق الأوسط قال إن قناة الجزيرة هي الناطق الإعلامي للنظام القطري الداعم للإرهاب. معرباً عن قلقه من تحدي شبكة الجزيرة محاولات إلزامها الامتثال للقوانين الأمريكية المتعلقة بمنافذ الدعاية الأجنبية.

ولكن -وفقاً للكاتب- فإن الاجراءات الأخيرة التي اتخذتها وزارة العدل الأمريكية. بالإضافة إلي التدقيق من قبل الكونجرس تشير إلي أن اللعبة تتغير. فبسبب ممارسات وأنشطة متماشية مع الحكومة القطرية وجه مشرعون أمريكيون رسالة إلي وزارة العدل تطالب بتسجيل شبكة الجزيرة القطرية كوكيل أجنبي بشكل عاجل.

* ثالثاً: أن قناة الجزيرة منذ نشأتها تتخذ مواقف عدائية ضد مصر سواء قبل أحداث 25 يناير 2011 أو ما بعدها. ومنذ عام 2013 أصبحت رأس الحربة في منظومة التضليل الإعلامي الاخوانية. وفي سياق ما سبق تعتبر قناة الجزيرة هي الملهم والمنبع والمدعم والمصدر الرئيسي للقيادات التي تدير وتوجه منظومة الاعلام الارهابي الاخواني بعامة وبوجه خاص أخطر وجهين وهما وضاح خنفر وعزمي بشارة. فضلا عن أنها النموذج الاعلامي الذي يتم تقليده والعمل وفق صيغته وتوجهاته.

أوضح الدكتور محمود علم الدين أنه يمكن القول بدون شك أو تردد إن الهدف الاستراتيجي للمحتوي الراهن الذي تقدمه قناة الجزيرة منذ عام 2013 وحتي الان هو دعم جهود بعض القوي الاقليمية والدولية لإسقاط الدولة الوطنية في مصر وإحياء فكرة تقسيم مصر إلي مجموعة من الدويلات العرقية وفقا لفكرة أو رؤية الشرق الأوسط الكبير المطروحة منذ عدة قرون وهو هدف يتسق مع توجه حروب الجيل الرابع الرئيسي وهو إفشال الدولة وزعزعة استقرارها ثم فرض واقع جديد مثلما حدث عام 2011.

د.نجوي كامل: ماذا قدم الجانب القطري من أجل المصالحة؟

أكدت الدكتورة نجوي كامل أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أننا قد عرفنا لماذا تمت المقاطعة مع دولة قطر وكنا مقتنعين بها تماماً. والآن حدثت المصالحة علي أساس بالنسبة لمصر ومازال إعلام فضائياتها يهاجم مصر وينشر الأكاذيب عن مصر ونظامها؟!

أضافت الدكتورة نجوي كامل: ماذا قدم الجانب القطري يستوجب المصالحة؟.. لا نعرف. ولذلك تقوم قناة الجزيرة بنشر الأكاذيب والشائعات ضد مصر وتعطي فرصة كاملة للإرهابيين من الاخوان وأعوانهم للهجوم علي مصر ونظامها وآخرهم استضافة أيمن نور.. ولماذا لم تصدر الدولة القطرية قراراً بعد المصالحة بتسليم من صدرت ضدهم أحكام قضائية ومازالوا ينشرون الشائعات بقناة الجزيرة ضد مصر.

قالت: يجب علي وزارة الخارجية المصرية إصدار بيان يتضمن بنود المصالحة احتراماً للرأي العام وأن يتضمن البيان ماذا قدمت قطر من أجل المصالحة وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

أوضحت أنه كان من المفترض بعد بيان "العلا" أن يصدر القائمون علي الدولة القطرية توجيهات إلي فضائياتها بعدم نشر الأكاذيب والشائعات ضد مصر.