"الأشجار كالأشخاص بالنسبة لي، لا يمكن الاكتفاء بتصويرها والابتعاد عنها، فكلّ واحدة منها لها قصة، وجمال خاص، إذ تحتاج الكثير من الصور الجميلة إلى توقيت مناسب، والبحث دوماً عن كلّ ما هو بسيط وجديد لإضافة قيمة للمصّور، فالبساطة هي جوهر الجمال".
جاء ذلك خلال حوار ملهم بعنوان (رؤية معتدلة) قدمه المصوّر البريطاني أنتوني لام ضمن فعاليات النسخة الخامسة من المهرجان الدولي للتصوير “اكسبوجر”، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، حتى 13فبراير الجاري في مركز إكسبو الشارقة، استعرض لام خلاله جانباً من مشاريعه في التصوير، ودور البساطة والتجرّد في الوصول إلى لقطات استثنائية.
وأشار لام في بداية حديثه إلى أن رحلته كمصور كانت سمتها الأساسية أسلوب التبسيط، موضحاً أن الأمر يتعلّق في إزالة المشوشات التي تلغي جماليات اللقطة وتحافظ على إيقاع السكون والعزلة، لافتاً إلى أن هذه المدرسة في التصوير وجدت في الخمسينيات من القرن الماضي في نيويورك وسرعان ما ازدهرت كفلسفة حول العالم.
وقال: "التجريد هو جوهر أعمالي، لقد ذهبت إلى الظلال والأضواء وبحثت عن العاطفة لأضمنها للقطاتي، وأمنح المشاهد شعوراً صافياً، لأن البساطة دوماً ما تعكس شعوراً نفسياً رائعاً، وأنا أحرص على أن تكون الخطوط والظلال والمكونات الأساسية في الصورة متّسقة، لأنه يجب أن أخرج من الإطار التقليدي وأبقى أجرّب وأبحث عن تصوير أماكن غير معروفة، وأختبر أشياء جديدة".
وتابع لام:" انتهيت مؤخراً من (مشروع الرمال)، والذي استغرق العمل عليه نحو 6 أعوام، وكان نقطة تحوّل في مسيرتي المهنية، وتعمّدت أن تكون الصحراء ورمالها اللاعب الأساسي في المشروع، لأن الصورة الملتقطة للصحراء لها هوية لونية ثابتة إن ألغيت تفقد الصورة قيمتها، وربما تصير الكثبان الرملية مجرد كومة من الجليد".
وتابع: "المساحة شاسعة في الصحراء، ويكون من حسن حظ المصور عندما يعثر على شجرة تكسر رتابة هذا الإيقاع اللوني، وهنا يجب الصبر والتنّبه سواء لحركة الرياح أو الطقس وغيرها من العوامل التي يمكن أن تفسد جمال اللقطة، وأنا أحرص على أن أقدم للمشاهد زاوية مناسبة في مكان مناسب، وابتعد عن إضافة أي شيء عبر برامج التعديل الحاسوبية، لأنها تخلّ بأمانة الصورة التي هي جزء أصيل من سرد القصة".
واستعرض المصور البريطاني، الذي يقيم في دبي، خلال الحوار نماذج من صوره التي التقطها في مشاريعه، معرّفاً الجمهور على أسلوبه ودقّة المواضيع التي يطرحها، كما عرّف بمشروعه الثالث "الروابط الساحلية" الذي بدأه في العام 2015، وهو فضاء إبداعي حرص خلاله على تقديم العلاقة التي تربط بين حواف المحيط والبشر، عبر سرد بصري أراد من خلاله أن يعكس جمال الأماكن الشاطئية التي زارها خلال رحلاته حول العالم.
اترك تعليق