طفرة في التوسع الزراعي تشهدها واحة الفرافرة في قلب الصحراء الغربية المصرية بعد أعمال تطوير الطرق وإطلاق الرئيس السيسي المشروع القومي لاستصلاح المليون ونصف فدان وتشغيل طريق ديروط الفرافرة الذى اختصر المسافة الى النصف من قلب الصعيد الى قلب الصحراء البكر الغنية بأكبر بئر جوفي فى العالم
يبلغ طول الطريق الجديد من مدخل طريق أسيوط القاهرة الصحراوي الغربي أمام مدينة ديروط ٣٠٠ كيلومتر حتى مدينة الفرافرة تقطعها السيارة في ٣ ساعات .. وتعمل على الطريق الآن ٤ محطات وقود مجهزة باستراحات ومساجد ودورات مياه.. وتنتشر عليه بشكل كاف العلامات الإرشادية وبعض التحذيرات من منطقة الكثبان الرملية، ومن المقرر انشاء ٣ نقاط اسعاف ومثلها للشرطة.
في المدينة تزايد أعداد الوافدين من اسيوط بعدما اختصر الطريق الجديد المسافة التى كانت تمر سابقا بالواحات البحرية شمالا بطول ٨٦٠ كيلومترا او الخارجة جنوبا بطول ٧٥٠ كيلومترا.. لكن الوافدين الذين يقدر المهندس علاء أحمد الخبير الزراعي اعدادهم الآن بنحو ٦٠ الفا في ازدياد مستمر معظمهم من الشباب اضافة الى ٣ آلاف من اهالي الواحة الاصليين لا يقصرون على أبناء أسيوط بل تقابل هناك في المزارع والمخابز والكافتريات ومحال البقالة شباب من الدقهلية والشرقية والمنوفية وحتى دمياط .. شباب مثل أحمد علي جاء من رشيد وبرج مغيزل يقطع مسافة ١٢٠٠ كيلومتر من ساحل البحر الأبيض ليعمل في زراعة النخيل واستصلاح الأراضي في سهل بركة بالفرافرة.
يضيف المهندس علاء ان نبي الله يوسف هو الذي اطلق اسم سهل بركة على المنطقة التي تقع على بعد ٣٠ كيلومترا شرقي مدينة الفرافرة، حينما كانت سلة غذاء مصر، يقول ان سهل بركة في طريقها مع واحة الفرافرة لتصبح سلة غذاء العالم مع تصاعد وتيرة التنمية وزراعة صحراء المنطقة باشجار النخيل ذات القيمة الاقتصادية الكبيرة مثل الجدول والبرحي اضافة لايجار الفاكهة خاصة المانجو والكمثرى التي اثبتت توافقا مع تربة المنطقة وظروفها المناخية.. إضافة لمحاصيل تقليدية مثل القمح حيث تم رصد ٢٩ سنبلة طول كل منها ١٥ سنتيمترا في نبات واحد.. وكذلك البرسيم الحجازي الذي يعد أيضا للتصدير.
يقول ان الاستثمار الزراعي في المنطقة أصبح يجذب اعدادا متزايدة من المصريين في الخارج مشيرا إلى مزرعة في الجوار صاحبتها مصرية تعيش في سويسرا.. والى الجانب الآخر حيث فيلا مقامة بالقباب على طراز المعماري الراحل حسن فتحي يقول أنها لمصري مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية يرصد ١٥٠ مليون دولار للإستثمار بالمنطقة.
يقول الخبير الزراعي الشوربجى رئيس واحد من اكبر الشركات الزراعية العاملة في المنطقة انه يجري زراعة ٢٠ الف فدان باشجار النبق او وتركيب ٢٥ الف خلية نحل لإنتاج عسل السدر ذا القيمة التصديرية الكبيرة، يشيد الشوربجي بالتسهيلات والدعم المعنوي الذي يتلقاه من الحكومة بتوجيهات الرئيس السيسي وبالتعاون مع شركة الريف المصري التي تدير المشروع القومي لاستصلاح المليون ونصف فدان بمشاركة القطاع الخاص.
يشير الى تبة ترتفع نحو ١٢ مترا عن أرض المنطقة يقول انه يقيم عليها فندق ٤ نجوم وقرية سياحية كعنصر جذب سياحي في المنطقة التي لم تشهد أي حالة إصابة بالكورونا وتتضاءل فيها الأمراض نظرا لنقاء الهواء وسطوع الشمس طوال العام واعتدال المناخ والطعام الصحي المفيد للعقل والجسم والحالة النفسية.
على مرمى البصر من مدينة الفرافرة مازالت بئر جمال عبدالناصر تتدفق بالمياه الكبريتية الساخنة ذاتيا بدون اي وسائل رفع منذ أن افتتحها زعيم مصر الراحل حتى الآن.. تبلغ حرارة المياه نحو ٤٥ درجة حيث يقصدها الاهالي والسياح للاستشفاء في ظل تقاليد صعيدي تجعل الرواد يقفون بعيدا اذا وجدوا سيدة تستحم في مياه البئر حتى تنتهي.. وقامت الوحدة المحلية للفرافرة ومحافظة الوادي الجديد بانشاء اكشاك خشبية لخلع الملابس إلى جوار البئر ورصف الطريق المؤدي إليه.
اترك تعليق