على الطاولة الأدبية فى الفترة الأخيره اتجه إلى المجال الثقافى والإبداعى فى الأدب العربى والمصري وسجل بصمة واضحة فى فتره وجيزة.. هو صاحب كتاب (أفكار فوق العادة) الذي حقق انتشارًا على مستوى العالم العربي، وكان حافزًا لإثارة روح الحماس والطموح لدى الشباب كما صدر له أخيرًا مجموعته القصصية (العالم الثالث عشر) التي أعادت الكثيرين إلى شغف قراءة القصة القصيرة هو دكتور أحمد البهنساوى الصيدلاني من مواليد الحسينية شرقية وحاصل على العديد من الدراسات العليا فى العلوم الطبية والصيدلانية وإدارة الأعمال ويمارس الكتابة والأدب.
من مقولاته الشهيرة "الكتابة مخاض بلا توقيت"، حيث يرى أن الكتابة انفعال بركاني دون سابق إنذار يفور من العقل والقلب والأحشاء فى لحظة لا يمكن السكوت فيها عن الكتابة أينما كنا.. فى الشارع - فى المنزل - فى المستشفى - فى السيارة، فيقول: ألتقط أول خيوط تشرق من شمس الفكرة وأسجلها ثم يأتي بعد ذلك رعاية البذرة الوليدة وتنقيحها، فالكتابة باختصار هى عملية استنشاق للهواء النقي إجباريًا ولا تسأل الرئة عن طقوس الشهيق والزفير..
وللدكتور البهنساوي رأي خاص حول مصطلح التطوير الذاتي الذي يرى أن قطاع الطرق والدجالون ارتدوا عباءته وركب موجته قراصنة لا يملكون معايير علمية وأدبية وتحول إلى ندوات ودورات هى فى الحقيقة أكياس وهم وخداع نفسى، أما بخصوص القصة القصيرة فيراها أيقونة تاج الإبداع الأدبى إذا كانت الفكرة رائعة فى ثوب لفظي رشيق يسمو بالنفس أو يضمد جراحها أو يحاول الكاتب أن يلقي حجرًا فى بحيرة الفكر الراكد ويترك للقارئ هدية تذكارية من الدهشة والادهاش.
ومن بين آرائه أيضًا أن الملوم في عدم التعاطي بالشكل الملائم مع القصة القصيرة هو الناقد الذى يمذهب القصة ويصبها فى قوالب تمثالية جامدة ويستدرج الكاتب لتحويل القصة إلى مباراة للتشدق بالكلمات، وماراثون فى اختيار العبارات شديدة التركيز التى تجهد عقل القارئ دون محصلة حقيقية كمن أمضى يومه يجتر الهواء فلا هو شبع ولا هو استراح، ومن ثم فالكاتب الحقيقي هو الذي يستطيع ضبط بوصلة الميزان بين جماهيرية العمل ومعايير النقد.
ويحاول المفكر في كتابه (صلوت فى محراب الفكر) الصادر عن دار الزيات فك طلاسم الحروف الخجلى للسؤال الرابض على صدورنا، لماذا نجلس الآن على هذا المقعد الخلفي ولماذا تقدم الآخرون وتوقفت عقارب ساعتنا رغم أننا أصحاب الحضارة والتاريخ وموطن العلم والنبوة والأولى بالسيادة والريادة، مؤكدًا أن رسالته الدائمة أن يحمل راية الدعوة إلى التسلح بالعلم والعمل ويعتبر أن هذا هو جوهر الوطنية، فالوطن لن ينهض إلا على قدمي العلم والعمل وكل المعارك هى معارك علم وعمل.
اترك تعليق