أجمع خبراء الصحة والطب علي أن انخفاض أعداد الاصابات بكورونا خلال الأيام القليلة الماضية لايعني أننا تجاوزنا ذروة الفيروس بل مازلنا في مرحلة الذروة لكن هذا الانخفاض في أعداد المصابين يؤكد أن الاجراءات الاحترازية تطبق بنسبة 80% بعد الاجراءات والقرارات الصارمة التي اصدرتها الحكومة مؤخرا للحد من ارتفاع الاصابات.
اضافوا أن المواطن أصبح أكثر وعياً بالتدابير الوقائية وأصبح ينفذ الاجراءات الوقائية افضل مما كان عليه في الماضي لشعور المواطنين بالخطر والمرور بالتجارب الفعلية في كل منزل حيث انه لا يخلو منزل من وجود شخص كان مصابا بكورونا ومن هنا بدأت المخاوف تتسرب الي قلوب الناس.
أشاروا إلي أن الحكومة اتخذت خطوات جادة في تطبيق العقوبات علي المخالفين في تنفيذ الاجراءات الاحترازية في المصالح والهيئات ووسائل المواصلات العامة والخاصة مما جعل المواطن يأخذ الاجراءات الاحترازية مأخذ الجد والاهتمام كما أن قرارات تعليق الدراسة بالمداس جعل الأسر اكثر اهتماما ووعيا بالخطورة التي تحيط بنا من جراء الاصابة بكورونا.
أكدوا أن العاصفة الترابية تنتشر خلال هذه الأيام وتتسبب في زيادة انتشار الأمراض الفيروسية كما أنها تنقل الاوبئة وتزيد من مضاعفات الامراض المختلفة لما تحمله هذه الأتربة من ميكروبات وفيروسات معظمها تصيب الجهاز التنفسي وتسبب أمراض الحساسة والربو والتهابات الشعب الهوائية والسدة الرئوية كما أنها تكون عاملا مساعدا لانتشار فيروس كورونا.
قال د.عصام عزام خبير الأمراض الصدرية ان انخفاض أعداد اصابات كورونا خلال الاسبوع الماضي بنسبة 21% لا يعني أننا قد تجاوزنا مرحلة الذروة بل نحن في عمق مرحلة الذروة لكن بدأنا في تنفيذ الاجراءات الاحترازية افضل من الماضي نسبياً بسبب وعي المواطنين وقيام الحكومة بتنفيذ العقوبات علي المخالفين للتدابير الوقائية في المواصلات العامة والخاصة وعدم ارتداء الكمامات في المصالح والهيئات الحكومية او المصالح الخاصة والعامة والتي يكثر فيها التجمعات بالاضافة الي أن الاصابات بكورونا طالت اغلب الأسر وعاني منها الكثير حتي أن المخاوف بدأت تتسرب الي قلوب كل الأسر.
اضاف أن هذا الانخفاض كنا نتمناه منذ بداية ظهور الوباء لكن معظم المواطنين لم يدركوا مخاطر المرض ومدي انتشاره كما أن القرارات لم تكن رادعة للمواطنين المستهترين.. مشيرا الي أن انخفاض اصابات كورونا لا يعني أننا ندخل مرحلة الاطمئنان الكامل ونتخلي عن الاجراءات الاحترازية لكن يجب علينا أن نزيد من التمسك بالاجراءات الاحترازية لاننا نجحنا في الحد من انتشار الفيروس ولابد أن نواجهه بكل ما نملك من وسائل الوقاية البدائية جدا وهي ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي وغسل اليدين بالماء والصابون وتهوية المسكن واتباع طرق العزل المنزلي كما ينبغي دون انتشار المرض بين الأسرة.
اوضح أن المبادرة الرئاسية الاخيرة وهي رعاية حالات العزل المنزلي ومتابعتهم عن طريق الغرف الطبية اثناء فترة العزل واعطاء الارشادات الصحية للمخالطين وكيفية التعامل مع الفرد المصاب من الاسرة كل هذا أدي الي وقف انتشار الوباء خاصة وسط الاسر الفقيرة التي ليس لديها ثقافة صحية أو وعي بمخاطر المرض وكانوا يتعاملون بعشوائية مع ذويهم المصابين مما كانوا يمثلون بؤرة انتشار خطيرة للفيروس.
قال إن الأسرة وجدت اهتماماً من الحكومة تجاه حالات العزل المنزلي واصبح هناك اهتمام بعلاج المصاب ومتابعته بالطرق المباشرة أو الاتصال تليفونيا وتقديم المساعدات الطبية له سواء بتوفير أجهزة قياس نسبة الاكسجين في الدم أو نقل المصاب في حالة انخفاض نسبة الاكسجين.
لفت الي أن نسبة الوفيات بين مصابي كورونا خلال الاسبوعين الماضيين انخفضت الي 5% طبقا لاحصائيات وزارة الصحة وهذا يرجع الي أن شراسة الفيروس لم تعد كما كانت في الماضي بالاضافة الي أن بروتوكول العلاج الجديد أصبح أكثر فاعلية من البروتوكول السابق ورعاية حالات العزل المنزلي التي كانت تمثل اكبر خطورة في الأيام ما قبل المبادرة وأصبح الآن المواطنون اكثر وعيا بمخاطر المرض وكذلك اتباع الاجراءات الاحترازية وتوفير الاكسجين في المنازل لعلاج الحالات البسيطة وتجهيز المستشفيات بكل مقومات الرعاية والعلاج.
نوه الي أن العواصف الترابية سوف تنتشر خلال الأيام القادمة وهي تمثل خطورة داهمة علي البشرية حيث أنها تنقل كافة الامراض البكتيرية والفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي وتساعد فيروس كورونا علي الانتشار السريع.
نصح المواطنين بضرورة توخي الحذر في الشوارع في ظل هذه العواصف الترابية التي تنشط في الأيام القادمة وطالب المواطنين باتباع الاجراءات الاحترازية علي اكمل وجه واهمها ارتداء الكمامة والنظافة المستمرة للمسكن والحفاظ علي الاطعمة من التلوث وخاصة المطاعم وشوادر الفاكهة والمأكولات.
قال د.أيمن سالم استاذ الأمراض الصدرية بقصر العيني إن انخفاض إصابات كورونا خلال الاسبوعين الماضيين يرجع الي الجهود التي بذلتها الحكومة خلال الفترة الماضية والقرارات الصارمة التي نفذتها علي أرض الواقع بالاضافة الي سرعة استجابة المستشفيات في علاج حالات كورونا وحجز الحالات الحرجة وتطبيق البروتوكول الرابع مع كل حالة فيما يناسبها كما أن الفريق الطبي بالمستشفيات وفي العيادات الخاصة أصبح اكثر وعيا وادراكا للموقف بالاضافة الي أن المواطن بدأ يتفاعل مع الحكومة ويشعر بمدي الخطورة التي تداهمه خاصة بعد أن تركت كورونا في كل أسرة حكاية مؤلمة سواء بفقدان أحد الاحبة أو المعاناة في مرحلة الاصابة.
اكد د.مجدي بدران عضو الجمعية المصرية لامراض الحساسية والمناعة أن العواصف الترابية خلال هذه الأيام سوف تنشط بكثرة وهذه العواصف اكبر وسيلة لنقل الفيروسات والامراض التنفسية وخاصة بين مرضي الحساسية وتسبب في زيادة المضاعفات وتسبب مشاكل في العين والحلق وانسداد الجيوب الانفية وبحة الصوت والسعال وضيق التنفس وقصور في الدورة الدموية وعدم اكتمال نمو الرئتين عند الاطفال.
أضاف أن الفئات الاكثر عرضة لمتاعب العواصف الترابية هم الرضع والاطفال وكبار السن واصحاب الامراض المزمنة وخاصة امراض الجهاز التنفسي مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية والسدة الرئوية وامراض القلب والسكر والضغط والفشل الكلوي حيث إن العواصف الترابية تنقل الرمال الناعمة المحملة بمركبات الرصاص كما أنها تنقل الفيروسات والميكروبات المختلفة وتزيد من الحساسية ضد حشرة الفراش بالاضافة الي أن سموم البكتريا الداخلية عبارة عن مواد سامة موجودة في أنواع معينة من البكتيريا وتنطلق هذه الجزئيات الصغيرة عندما تتفكك هذه البكتيريا في الهواء وتصبح محمولة جوا يتنفسها الشخص ومن هذا يصاب بالأمراض.
لفت الي أن الفطريات المختلفة وحبوب اللقاح والميكروبات المنتشرة من فضلات الحيوانات وملوثات المنازل تزيد خلال هذه العواصف الترابية ومخالفات التدخين والجسيمات العالقة في الجو وفضلات الحشرات والقطط كل هذا يتسبب في اصابة الانسان بالميكروبات الضارة والفيروسات التي تؤدي الي الامراض الصدرية والحساسية.
نصح بعدم التعرض المباشر لهذه العواصف الترابية وضرورة ارتداء الكمامة والنظافة باستمرار خاصة الفراش واسطح المكاتب والمحتويات في المنازل.
بالاضافة الي شرب الماء والسوائل الطبيعية خاصة الدافئة وعدم الخروج من المنزل خاصة الاشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي واستخدام الفازلين لترطيب الانف حتي لايجف ويكون هذا مساعدا لدخول الميكروبات للانف.
طالب بضرورة التخلص من الاتربة في المنازل واماكن العمل غلق النوافذ اوقات العواصف فقط ورفع القمامة من الشوارع والطرقات وتجنب التعرض المباشر للاتربة الملوثة.
اترك تعليق