أجمع خبراء الصحة علي أن إصابات كورونا بين الأطفال ضئيلة جدًا لأن الفيروس يحتاج إلي نوع من البروتين علي سطح الخلية "المستقبل" حتي يتمكن من الدخول إليها ويتسبب في مشاكل صحية للطفل وهذا غير موجود عند الأطفال.
أضافوا أن كورونا يستخدم مستقبل الإنزيم المحول لهرمون الانجيوتتسين والجهاز التنفسي العلوي لدي الأطفال يحتوي علي عدد أقل من هذه المستقبلات مقارنة بالجهاز التنفسي العلوي ينصب تأثير العدوي علي الجهاز التنفسي العلوي لدي الأطفال.
أشاروا إلي أن أعراض الإصابة بكورونا عند الأطفال الصداع والتهاب في الحلق وإسهال وفي بعض الحالات حمي وسعال وفقدان حاسة التذوق وغالبًا ما تشاهدها عند الأطفال في صورة نزلة برد عادية ويتماثل للشفاء دون تدخل دوائي وتمر علي أنها نزلة برد.
أكد د. أحمد البليدي أستاذ أمراض الأطفال أن الأطفال يتعرضون في الصغر لعدد هائل من العدوي التنفسية الجديدة ومن ثم تنتج أجسامهم أعدادًا كبيرة من الأجسام المضادة لمقاومة العدوي الفيروسية تساعد علي الاستجابة المناعة للعدوي الفروسية قد تكون أقوي عند الأطفال من البالغين وهذا يساعدهم علي مقاومة فيروس كورونا بسرعة وقد يشفي الطفل من المرض ولم تتصرف أسرته علي أنه مصاب بكورونا.
أضاف أن جهاز مناعة الأطفال أكثر قدرة علي مهاجمة الفيروس ومنعه من الدخول إلي الجهاز التنفسي السفلي.. أما الأطفال الذين يعانون من أمراض أخري مثل الفشل الكلوي والكبد والأورام فإنهم معرضون للإصابة بالفيروس ويسبب لهم مضاعفات خطيرة بسبب ضعف مناعتهم.
أوضح أن الأطفال المصابين بكورونا يمكن أن يكونوا بؤرة لنقل العدوي عبر التلامس المباشر بالفطيرات التي يفرزها الجهاز التنفسي للمصاب أو لمس الأسطح الملوثة بالفيروس ومن هذا المنطلق فإن الأطفال المصابين بفيروس كورونا سواء لم تظهر عليهم الأعراض أو كانوا يعانون من أعراض طفيفة ينقلون العدوي للآخرين خاصة أفراد الأسرة والأقارب من كبار السن والمخالطين لهم.
قال د. مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة إن هناك الكثير من الأطفال الذين يعانون من الانفلونزا الموسمية لا يشعرون بأعراض سوي السيلان من الأنف وهذا يعني أن الفيروس غير قادر علي مقاومة المناعة في الجسم وهذا ما حدث في تفشي انفلونزا الخنازير عام 2009 وكانت الأعراض لدي الأطفال تقتصر علي آلام طفيفة في البطن.
أضاف بدران أن هناك دراسات أجريت في الصين أن الأطفال دون خمس سنوات لا تزال أجهزتهم التنفسية صغيرة ولا يمكنهم مقاومة العدوي كالأطفال الأكبر سنًا.. مشيرًا إلي الدراسة شملت الأطفال الذين يعانون من مضاعفات الأمراض الخطيرة والذين أصيبوا بفيروس كورونا حيث وجد هناك نسبة كبيرة من الوفيات بين هؤلاء الأطفال الذين أصيبوا بكورونا.. أما الأطفال الأصحاء فإن جهازهم المناعي قادر علي مقاومة كورونا وغالبًا ما يتعافون من المرض ولم تكتشف الأم إصابة طفلها بكورونا.
أشار إلي أنه في حالة حدوث أي أعراض علي الأطفال سواء حمي أو صداع أو إسهال مع ارتفاع في درجة الحرارة أو سيلان من الأنف يجب استشارة الطبيب حتي لا يكون الطفل مصدر عدوي لنقل فيروس كورونا.. مؤكدًا أن اتخاذ التدابير الوقائية بين الأطفال يحمي الأطفال من الإصابة بكورونا وأهمها غسل اليدين جيدًا والالتزام بالتباعد الاجتماعي وتطهير الأسطح والمواد الصلبة والامتناع عن لمس الوجه والعينين والفم.
نصح د. بدران جميع الأسر بضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية تجاه الأطفال لأنهم يمثلون بؤرة لنقل كورونا وسط الأسرة ويجب التقليل من خروجهم والاختلاط بالأطفال في الشوارع وعدم فتح الأبواب بأيديهم أو ملامسة المقابض المستخدمة في الأماكن العامة.. مشيرًا إلي أن إصابات كورونا بين الأطفال في الموجة الثانية لا تختلف عن الأولي ولا توجد زيادات في نسب الإصابة حيث إن الأطفال لا يمثلون 1% من إصابات كورونا كما يجب منع الأطفال من اللعب مع أبناء الجيران أو الاختلاط في المناسبات العائلية داخل الشقق ومنع التواجد في المناطق المزدحمة وحضور الاحتفالات والمناسبات.
أكد د. عصام المغازي رئيس الجمعية المصرية للصدر والتدرن أن تكرار إصابة الأطفال بالفيروسات التنفسية في الصغر تجعل مناعتهم قوية وأكثر صلابة في مواجهة كورونا ما عدا الأطفال الذين يعانون من حساسية الصدر المزمنة والأمراض الخطيرة التي تسبب ضعف المناعة لديهم.
أشار إلي أن الأطفال أكثر بؤرة لنقل فيروس كورونا لباقي أفراد الأسرة وأصدقائه في الشارع حيث إنهم لا يطبقون الإجراءات الاحترازية ويتعاملون بتلقائية ودون وعي أو إدراكًا للموقف.
كما أن أعراض الإصابة بكورونا لدي الأطفال غير واضحة ويمكن التعامل معها علي أنها نزلة برد ومن هذا المنطلق يمكن نشر العدوي بين أفراد الأسرة وكبار السن بالذات.
اترك تعليق