هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أطفال السفاح .. ضحية لـ "أب" عاش اللحظة..  و"أم" لا تعرف الرحمة.. حياتهم تمرد ومستقبلهم تشرد

"الخوف من الفضيحة" سر علاقة "مش نضيفة"

 أطفال السفاح.. أبرياء..  ضاعوا بين ذئب خدع فريسته بمعسول الكلام والحب الزائف.. عاش اللحظة دون إدراك لتبعيتها.. وبين أم استسلمت لرغبتها أفاقت منها علي جنين في أحشائها.
 وهكذا.. أصبح طفل السفاح سداح مداح.. جاء في لحظة نزوة.. وضاع في لحظة قسوة.. بين أب رفض الاعتراف بنسبه.. وأم خافت من الفضيحة ورأت أن تتخلص من ثمرة الخطيئة قد تلقيه علي الرصيف.. أو تكون أشد قسوة وتقتله.

 أعد الملف أحمد الخطيب
 


  ثمرة الخطيئة.. علي الرصيف!

 فتاة المعصرة.." خافت من اللي جري" .. بنت القليوبية رمته في العمرانية 

مولود المريوطية" تحت العربية" .. الطفلة ألقته من الشرفة  

عاملة الكباريه: نعم قتلت 3 أبناء.. لا أعرف لهم آباء!

 

وقع العديد من حوادث التخلص من طفل الخطيئة خلال الأعوام القليلة الماضية.. لس لها أماكن محددة.. وإن كانت نسبتها ترتفع في الأحياء العشوائية  بسبب الجهل أحياناً.. والخوف من الفضيحة أحياناً أكثر.. بالإضافة إلي العامل الرئيسي في هذه الجرائم وهو تخلي الأب عن مسئوليته بإنكار نسب ثمرة الخطيئة.. ومن نماذج هذه  الجرائم  نعرض لك تلك الوقائع.

 طفلة عمرها  14 عاماً حملت سفاحاً.. دخلت إلي أحد مستشفيات طنطا وبعد وضع حملها ألقت "الطفل" من شرفة حمام "كشك الولادة" بالطابق الثاني بالمستشفي ليسقط فوق متسول بالشارع جثة هامدة.. وتهرب الأم بفعلتها وقسوتها.

 في حي العمرانية بالجيزة تم ضبط احدي السيدات من القليوبية والتي ارتبطت بعلاقة آثمة مع "بلطجي" من العمرانية.. وبعد وضع ثمرة الخطيئة جاءت به من القليوبية إلي عشيقها لتسلمه له لكنه رفض الاعتراف به.. وهددها بالقتل إذا اتهمته بشئ أو  نسبته إليه.. وطالبها بالتخلص منه.. لم تجد سوي وضعه بالشارع.. والابتعاد منتظرة أن يجده أحد.. وأثناء ذلك تم ضبطها للاشتباه.. فاعترفت بفعلتها.

 أما في المعصرة بجنوب القاهرة تم ضبط "فتاة" في العشرين من عمرها.. أنجبت سفاحاً من شاب تعرفت  عليه من خلال عملها.. وعندما حملت منه رفض الاعتراف بثمرة علاقتهما.. وبعد وضع مولودها رفض نسبه.. قررت  التخلص من طفلها  حيث ألقته أسفل سيارة نقل بعيداً عن محل  سكنها بينما كان عشيقها  ينتظر بعيداً.. تم ضبطهما  وتسليمهما  الطفل وتحرير محضر بالواقعة تعهدا فيه برعاية الطفل.

 في الحي الراقي بالنزهة.. تم العثور علي طفل لم يتعد اسبوعاً من العمر ملقي في أحد الشوارع الجانبية الهادئة.. تبين أن فتاة في السادسة عشرة من عمرها  ألقته بجوار أحد العقارات لعل أحداً يعثر عليه ويأخذه.. بضبطها قررت أنها تعرفت علي ˜عاملŒ ارتبطت به بعلاقة آثمة بعد أن أغراها بالزواج وأوقعها في حبه بكلماته المعسولة وبعد حملها تهرب منها.. وعندما وضعت مولودها رفض نسبه.. فقررت التخلص منه خشية الفضيحة وهرباً من العار القته بالشارع.. وضعته علي الرصيف انتظاراً أن يشفق عليه أحد ويأخذه.

 في مدينة السلام الواقعة بأقصي شرق القاهرة.. ثم العثور علي طفل عمره عدة أيام بالشارع.. وبمناظرة جثته تبين وجود كدمات حول الفم والأنف.. وبالفحص تبين أن فتاة من المنوفية حملت فيه سفاحاً من أحد أبناء قريتها.. وعندما بدأت علامات الحمل تظهر علي جسدها هربت إلي عمها بالقاهرة حيث وضعت حملها.. وبعدها  تخلصت من طفلها بخنقه ورمي جثته بالشارع.. تم التوصل إلي شخيتها وضبطها مع عمها.. وحبستهما  النيابة تمهيداً لتقديمهما للمحاكمة.

 كما شهد شارع الهرم ـ وتحديداً قرب ترعة المريوطية ـ واقعة مثيرة حيث عثر الأهالي علي طفل حديث الولادة مربوط الحبل السُري ملفوفاً في بطانية ملقي أسفل سيارة ملاكي من جهة العجلات الخلفية للسيارة.. ألقته مجهولة وهربت بجريمتها.. لم يتم التعرف عليها أو التوصل إلي شخصيتها.. ليتم ايداع "الطفل" في دار صحية للاطمئنان علي حالته الصحية تمهيداً لنقله إلي دار رعاية.

 من أبشع جرائم طفل أطفال الخطيئة ما ارتكبه عاملة في كباريه.. والتي تخلصت من أطفالها الثلاثة قتلا.. وألقت بجثثهم علي كوم قمامة بمنطقة المريرطية بالهرم.. وتم تكثيف الجهود الأمنية لضبطها بعد العثور علي جثث الصغار الثلاثة في أكياس قمامة علي كوم قمامة.. وبعد القبض عليها ومواجهتها انهارت واعترفت بقتلهم قائلة :نعم قتلت 3 أبناء.. ولا أعرف لهم آباءŒ، موضحة أنها أنجبتهم بعد علاقات متعددة مع رواد الكباريه وزبائنه الباحثين عن المتعة. 

  أفلام * نفس الكلام 
"دهب" أشهرها.. "الخطايا" أرقاها.. "حين ميسرة" آخرها 

تناولت السينما قضية "طفل السفاح" فى العديد من الأعمال الدرامية منذ بدايتها.. وتعد هى أول تناول هذه القضية بعد الكتاب والمؤلفين.. ومن أشهر وأهم هذه الأعمال.

 "ياسمين" قدمه أنور وجدى عام 1950 بطولة الطفلة المعجزة "فيروز".. وتناول القضية ونتائجها من أطفال مشردين يجوبون الشوارع يعيشون فى الخرابات أكلهم من فضلات الناس.. وعملهم السرقة.. وحياتهم كلها إجرام.

 كما قدم الثنائى الرائع أنور وجدى.. و"الطفلة" فيروز الفيلم الخالد "دهب" الذى يتناول قصة مولودة تخلصت منها والدتها بعد هروب الأب ثم موته فى حادث.. ووضعها فى الملجأ لتعيش حياة بائسة.. ويجمعها القدر بوالدتها فى نهاية الفيلم.

 أيضاً قدم العملاق أنور وجدى أحداث فتاة لقيطة لديها موهبة فنية لم يهتم بها أحد فى دور الرعاية التى تقيم فيها مع بعض الفتيات اللاتى لهن مواهب مماثلة لها.. ونتيجة لسوء المعاملة والقسوة من العاملات بالدار.. لجأت الفتيات للهروب.. ولاحقهن ضابط الشرطة فى  فيلم "أربع بنات وضابط" الذى أنهى أنور وجدى أحداثه بزواج "الضابط" من "فتاة الملجأ".

 أيضاً جاء فيلم "الحرام" الذى أخرجه هنرى بركات.. واختار للعمل معه النجوم فاتن حمامة وعبدالله غيث وزكى رستم والذى رشحه النقاد لجائزة مهرجان كان السينمائى عام 1965 وتم  تصنيفه فى المركز الخامس لأفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية.. ويحكى عن زوجين يصاب الزوج بمرض يقعده عن العمل.. وعندما تذهب زوجته لاحضار "كوز بطاطا" من الزراعات يفاجئها شاب يعجب بها ويغتصبها بالقوة.. وتنجح فى اخفاء حملها.. وعند وضع طفلها تخشى أن يفضحها صراخه فتقتله دون وعى.. عندما تكتم أنفاسه ظناً منها أنها تسكت صوته.. وتتركه وتهرب حتى تموت بحمى النفاس.. من الأعمال الحديثة للسينما فيلم  "الغابة" الذى عالج قضية الأطفال المشردين بطولة ريهام عبدالغفور وحنان مطاوع.. ويروى أحداث مجموعة من أطفال الشوارع متفاوتين فى الأعمال  يعيشون فى ˜خرابةŒ يقضون نهارهم فى الحصول علي الطعام من بين القمامة أو بالسرقة وليلهم فى تعاطى المخدرات وممارسة الجنس  لانجاب أطفال سفاح جدد وزيادة عدد المشردين.

 أيضاً هناك فيلم "حين ميسرة" للنجمة سمية الخشاب بطولة عمرو سعد.. وإخراج خالد يوسف.. والذى يتناول شريحة من سكان العشوائيات وأطفال الشوارع التى تعيش بين هؤلاء السكان بلا مأوى أو عائل.. وتكون حياتهم تحت الكبارى وبين مقالب القمامة وعلى الأرصفة.. لتعاطى المخدرات وتناوب  ممارسة الجنس فيما بينهم "صبيان وبنات" وإنجاب أطفال بطريق غير شرعى يؤدى لزيادة عدد المشردين وأطفال الشوارع بالإضافة لسلوكهم السيئ  والضياع الذى يعيشونه.

 من أشهر تلك الأعمال وأرقاها فيلم "الخطايا" للنجم المبدع عبدالحليم حافظ وعماد حمدى ومديحة يسرى مع نادية لطفي وحسن يوسف.. والذى تناول قصة طفل جاء نتيجة جريمة اغتصاب.. ورفض والده له.. وموته فى حادث ليضع "الأم" فى حيرة عن كيفية اخفاء ثمرة ما تعرضت له على يد حبيبها.. تضعه فى ملجأ ثم تتبناه بعد زواجها ليعيش معها حتى يكتشف حقيقة أمره فيهرب من البيت.. لكنه يعود إليه مرة أخرى لحماية والدته من الفضيحة بعد أن هددته بإفشاء السر الذى كتمته طوال عمرها.. وينتهى بشكل سعيد عندما يتزوج من محبوبته. 
 

  حكم الدين: 
الأم.. اشترت متعتها.. وخسرت دنيتها وآخرتها!
 الأب.. هرب مرتين.. وضيّع الاثنين!

 

يرى الدكتور هاشم إسلام عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف سابقاً.. أن هذه الفعلة كبيرة من الكبائر شدد الله على تحريمها.. ومثل هذه المرأة الآثمة لم تكتف بارتكاب المعصية بإتيان الفاحشة فقط.. بل حاولت علاج جريمتها الأولى بجريمة أشد وأقصى ليس في حق نفسها فقط لكن فى حق طفل برئ أتت به إلى الدنيا بطريق غير سليم.. وأرادت التخلص منه خشية العار.. وخوفاً من الفضيحة.. وكان الأولى بها الخوف من الخالق.

 أوضح أيضاً أن الوازع الدينى انعدم فى تلك المرأة فلم تراع نفسها أو غيرها.. وقبل هذا وذاك لم تراع الله فى أعمالها وباعت دنياها بانحرافها.. وأخراها بضلالها وقتل الرضيع أو ضييعه.. ويكفيها قول الرسول الكريم ــ صلى الله عليه وسلم ــ ˜كفى بالمرء اثماً أن يضيع من يعول.

 أما الأب.. فهو "جانى" ضيع "الأم" التى خدعها وتهرب منها.. وأيضاً "ابنه" الذى تنكر له ورفض وجوده.

 طفل السفاح خلق الله" برئ" لا ذنب له فيما سيعانيه خلال حياته إن كتبت له الحياة.. فغالباً يكون مصيره الشارع أو الضياع.. وهذا يخلق أفراداً مشردين لا يتورعون عن اتيان أى فعل أو ارتكاب أى ذنب.. لكن يجب علينا هنا أن نحاصر هذه الجرائم قبل انتشارها والعمل على علاجها موضوعياً من البداية بمواجهة شاملة من جميع المؤسسات الدينية بالنصح والارشاد.. والاجتماعية بكفالة هؤلاء الضحايا ورعايتهم.. وثقافياً بالعمل على إلحاقهم بدور رعاية محترمة وبالمدارس حين يشب عودهم وتعليمهم حرفة يحبونها أو يميلون إليها.

 فى النهاية قال: أيضاً يجب ألا ننسى دور الإعلام الأكثر انتشاراً وتأثيراً: بتقديم البنات وبث برامج تحث علي الفضيلة وتعظيم دور المرأة ووجوب الحفاظ علي كرامتها.. وتشجيع الترابط الأسرى وزرع الحب الطاهر البرئ فى  نفوس أولادنا. 

 

  رأى القانون:
 القتل.. أو التسبب فيه.. الإعدام يكفيه

 يرى الدكتور محمد بخيت الخبير القانونى أن المشرع شدد عقوبة الوالدين أو احدهما عند تعمق الاهمال الجسيم للطفل والذى قد يؤدى إلى التسبب فى وفاته.. أو قتله.. حيث تصل فيها العقوبة إلى السجن المؤبد أو الإعدام أيضاً.. إذا ما توافرت فى حقه أركان الجريمة بالامتناع أو عدم اتخاذ التدابير اللازمة لحفظ حياته كأن يتركه فى البيت وحيداً لفترة طويلة فيموت جوعاً.. أو يلقيه فى الشارع لتخلص منه.. أو محاولة إسكات صراخه فقتله.

 إما إذا كان الاهمال يصل إلى مرحلة ايذاء الطفل بالتعمد أو التسيب فتكون العقوبة حسب جسامة الجريمة.. فإذا كان الاهمال بسيطاً فالغرامة 300 جنيه هى العقوبة.. أما إذا كان هناك انتهاك لحق الطفل بعدم اتخاذ التدابير اللازمة لحمايته باساءة معاملته أو الاستغلال والتقصير فى رعايته مما يسبب له الايذاء.. فإن العقوبة تتراوح بين الحبس من 6 أشهر إلى 3 سنوات.. وغرامة لا تقل عن ألفى جنيه ولا تزيد على خمسة آلاف.. أو باحداهما. 

 اللواء طارق حسونة:
 حياتهم تمرد.. ومستقبلهم تشرد!  

عن وجهة نظر خبراء الأمن فى هذه الحوادث.. فيرى اللواء طارق حسونة مدير أمن الغربية الأسبق أن مثل هذه الجراذم تزداد فى المناطق العشوائية للتقارب الشديد بين الأسر وسكان هذه العشوائيات.. أيضاً انشغال الأسر بلقمة العيش.. مما ينتج  عنه اهمال للأولاد.. لهذا نجد أن معظم الأمهات فى هذه الجرائم صغيرات السن وقعن فى علاقات عاطفية فى سن المراهقة ولم يجدن النصح والارشاد فإنسقن وراء عواطفهن وغرائزهن.

 أوضح أيضاً أن هذه العلاقات تسفر عن ضحايا يكونوا هم الأولاد ينكرهم الأب.. وتتخلص منهم الأم خشية الفضيحة.. ويتم ايداع هؤلاء الأبرياء بدور رعاية يهربون منها عندما يتعدون مرحلة الطفولة لأسباب كثيرة الاهمال.. المعاملة السيئة.. الفراغ.. بالإضافة لاختلاط الصغار بمن هم أكبر سناً. وهذا يكسبهم عادات سيئة وانحرافات تبقى معهم إلى النهاية.

 يرى اللواء طارق حسونة أن أطفال الشوارع ليسوا من الهاربين من أهاليهم.. لكنهم فى الحقيقة معظمهم أطفال سفاح أو نتاج علاقات آثمة.. هربوا من دور الرعاية وجالوا فى الشوارع ينامون تحت الكبارى أو على الرصيف يتسولون طعامهم نهاراً ويسرقونه ليلاً.. وفى نهاية يومهم يقضون وقتهم فى ممارسة الجنس وينجبون متشردين جدداً.

 أضاف فى البداية يشمون "الكله" وبعدها يتعاطون المخدرات حياتهم تمرد ومستقبلهم تشرد.. والأجهزة الأمنية تلاحقهم يدخلون السجن.. ويختلطون بالمجرمين.. فيتعلمون منهم أو يعملون معهم بعد الافراج عنهم.. ليتحول هؤلاء إلى مجرمين جدد.

 أضاف الحل هو تعليمهم مهنة يحبونها أو تتعلق بهم مثل تجميع لعب الأطفال رعاية مواهبهم وتنميتها فى الغناء والموسيقى والكرة والرسم وزرع روح التسامح والمحبة فى نفوسهم ليخرجوا إلى العالم اناساً مثقفين مبدعين!!
 

 علم النفس والاجتماع يقول:
 خللى بالك.. من بناتك!
 لماذا نحاسب "الضحية".. وننسي من خدعها؟ 

 يبدى الدكتور جمال عزوز ستاذ علم النفس والاجتماع رأيه قائلاً: إننا نجرى وراء "الأم" ونحاسبها لأنها تعرض حياة الطفل للخطر لكننا ننسى من خدعها وبعد أن فرغ منها رماها مع طفلها.. ونتركه يهرب بجريمته.. لابد من محاسبة الاثنين معاً.

 يضيف: أن المتهم الأول فى تلك القضية هو "الأب" عليه تقع مسئولية الأم وطفلها.. وإن لم يكن قادراً عليها فكان الأولى به الابتعاد عنها.. وعدم الاتيان بفعلته التي ضيعت "الأم" وهددتها بالفضيحة ليحولها من "مجنى عليها" إلى "جانية" عندما يرفض نسب الابن له وخوفاً من الفضيحة وهروباً من عار فعلتها تتخلص من ثمرة الخطيئة ونحن هنا لا نعفى الأم بل هى شريك أساسى فى المسئولية وأهم فى الجريمة.

 هذا "الأب" شخصية سيكوباتية.. مضطربة نفسياً ومعاد للمجتمع.. مصاب بانفصام فى الشخصية يخدع الضحية بمعسول الكلام والوعود الزائفة حتى يأتى فعلته.. بعدها يتحول إلى شخص آخر رافضاً لنتائج فعلته.. يلقى الاثنين لغدر الزمن.

 أما الأم.. فعادة أو غالباً ما تكون فتاة صغيرة.. لا تعرف كيفية السيطرة على نفسها.. تمر بمرحلة مراهقة لا تعى تصرفاتها أو تدرك تبعاتها.. وغالباً ما تكون من إحدى قرى الريف أو المناطق العشوائية.. وعادة ما يضربهم الجهل والفقر.. لا يستطيعون السيطرة على العلاقة العاطفية فى طور الحوار و الكلام الحلو بل ينحدرون بها إلى أعمق مراحلها عندما تسيطر عليهم الرغبة ويصلون لممارسة الجنس دون النظر إلى عواقب هذه الرغبة أو تبعاتها وفى النهاية يدفعها الخوف لرمى ثمرة فعلتها ع الرصيف بعد هروب الأب ليصبح من أطفال الشوارع.

 عن الطفل الضحية قال: طفل برئ جاء ضحية نزوة الأبوين يعيش فى ملجأ أو فى الشارع مشرداً ضائعاً بلا تعليم أو مهنة.. يلجأ للتسول أو السرقة منذ الصغر، ويتحول إلى مجرم فى الكبر.. ولأنه لم يجد له أهلاً فيشعر بالوحدة فى مجتمع مترابط مما يدفعه للتنمر على أقرانه.. وينتابه دائماً احساساً بالدونية فيعادى المجتمع الذى ينظر له بازدراء وريب دائماً رغم أنهم ضحايا هذا المجتمع.

 عن الحل قال: إنه يأتى بداية من دور الأسرة التى عليها التواصل مع أولادها خاصة البنات.. والتخلص من عادة موروثة بتفضيل الولد على البنت.. والتنمر عليها فى حين تحابى الولد.. وعلى الأبوين التقرب للبنت والنظر إلى احتياجاتها.. وعدم التضييق عليها حتى لا تهرب بحثاً عن الحب والود فى علاقات عاطفية خاطئة.


 إشار فى نهاية كلامه إلى دور الحكومة قائلاً: يجب الاهتمام بدور الرعاية التى تضم هؤلاء الضحايا.. وجعل المسئولين عنها والعاملين فيها من المتطوعين.. وليس الموظفين لأن هؤلاء ليس لديهم ثقافة انتهاء وقتها للانصراف.. ورغم أن المخطط الذى تتبعه الحكومة فى دور الرعاية سليماً نظرياً.. إلا أن تنفيذه خاطئ إن لم يكن فاسد. 
 

 

  المجتمع المدنى:
 عدم الردع.. زوّد الوضع!

د.داليا صلاح مديرة المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفل.. تقول: هذه الوقائع لا تمثل ظاهرة فى المجتمع المصرى وإن زادت فى الفترة الأخيرة.. وذلك لعدم وجود رادع لها، وانحدار الأخلاق فعند ضبط الأم مرتكبة هذه الجريمة البشعة بإلقاء طفلها بالشارع.. فيكتفى بتسليمه لها.. والتعهد عليها بحسن رعايته.. أما إذا تخلصت من ثمرة خطيئتها بالقتل.. فغالباً تتخلص من الجثة ويصعب التوصل إليها.

 أما إذا رفضت استلام الطفل.. فهنا يتم تحرير محضر ضدها وتقديمها للمحاكمة.. وغالباً تتراجع وتتسلم طفلها.. وبعدها تبدأ إجراءات النسب.. فإذا كان الأب مجهولاً يتم تحرير محضر حمل سفاح بالاعتداء على المرأة من مجهول أسفر عن حملها.. وبعرضه على النيابة تقرر تسليمها الطفل وتعهد بحسن رعايته.. وإرسال صورة من المحضر إلى مصلحة الأحوال المدنية لاستخراج شهادة ميلاد من السجل المدنى وإطلاق اسم رباعى عليه بمعرفة المصلحة.. بينما داخل السجلات يتم نسبه إلى الأم.. لمجهولية الأب.. وهذا يكون فى طى الكتمان.

 أما عند إرشاد الأم إلى والد الطفل فيتم استدعاؤه وتسليمه الطفل مع الأم وتعهدهما معًا بحسن رعايته واستخراج شهادة ميلاد له باسم الأب الحقيقى.. وتعهده وإلزامه بالزواج من الأم.. وإذا رفضت فإننا نعمل على القضية لإثبات النسب.. ويمكن للمرأة ذلك بجميع وسائل الإثبات صور لها معه" شهادة شهود" وفى النهاية يكون تحليل D.N.A  لكن إذا عثر على الطفل حديث الولادة حيًا.. ولم يتم التوصل إلى شخصية الأم.. فيتم إيداعه لمدة 3 أشهر فى دار صحية "مستشفى" تابع لوزارة الصحة.. لرعايته والاطمئنان على حالته الصحية.. بعدها يتم إيداعه إحدى دور الرعاية. 
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق