يحلق بنا الكاتب لعالم من أصناف البشر يجتمعون على الألم ورحلة عذاب ممتده من نفوسهم الى وجوههم وينقسمون لفريقين هاربين من انفسهم الى الحانات والمساجد خمارة الياسمين ومسجد التقوى كل منهما يقع فى مواجهة الاخر وعلى النقيض منه أحدهما يفر من واقعه باللجوء الى الله والفريق الاخر يفر من واقعه الى الخماره
تتناثر أشلاء شخصيات القصه بين توحيد صاحب الخماره واسمه الذى يوحد المعاناه و عزيزه ممشوقه القوام التى تتحدى الاعاقه وسمير الحاوى الذى يبهر جمهور المقاهى بألعابه الناريه التى طالت منه وما يثيره من روح البطوله فالشعب يبحث عن بطل يسعدهم ويحقق احلامهم حتى لو كانت من حاوى ومجدى مندوب المبيعات غريب الأطوار وسميره وزوجها المختلس وبين عم حنفى مغسل الجثث فى المشرحه الذى يرى كل يوم شهيد فى العشرين أو شيخ فى الستين
أستطاع الكاتب باسلوبه المنفرد من نسج خيال طويل المدى لكل شخصيه وماتحمله من هموم واحزان والتعاطف معها رغم عادتها الخاطئه ضد الاديان السماويه والأستسلام التام لمشيئه الله ﻓﺄﻃﻴﺐ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ، ﻭﺃﻃﻴﺐ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻵﺧﺮﺓ اﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ
حمل كل هؤلاء ارواحهم فداء وطن جريح يتطلع كل منهم الى عالم الحق المفقود يبحثون عن معنى العداله وحكمة الحرمان وسر الحياه التى تفرقنا والموت الذى يجمعنا وكلا الفريقين يدرك فى نهايه الطريق أن الدنيا دار أبتلاء والسعيد من يمتثل لأرادة الله
اترك تعليق