تتميز قائمة الأسماء المرشحة للمناصب العليا، في إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، والتي تم إعلانها مبكرًا، بالتنوع والتعددية. وهي تضم توليفة من الرجال والسيدات كما تضم أشخاصًا من أصول وأجناس مختلفة. وهذا يشير إلى سعي بايدن لتوحيد الأمة الأمريكية بعد التمزق الذي أصابها نتيجة لخطاب ترامب العنصري وهجومه المستمر على الأقليات. ويؤكد أيضا حرص الرئيس المنتخب على سعي الولايات المتحدة لاستعادة دورها القيادي على الساحة الدولية.
عمد بايدن لاختيار سياسيين متمرسين، وقال في بيان له: "ليس لدينا وقت نضيعه فيما يتعلق بأمننا القومي وسياستنا الخارجية، فهؤلاء الافراد عركتهم الأزمات بقدر ما لديهم من قدرات مبدعة وخلاقة".
اختار بايدن السياسي المخضرم أنتوني بلينكن ليكون وزيرا للخارجية، وجاء اختيار الجنرال المتقاعد لويد أوستن، ليكون أول وزير دفاع أمريكي من أصول أفريقية.
وأسند الرئيس المنتخب إدارة الاستخبارات الوطنية إلى أفريل هاينز (51 عاما)، وهي المرة الاولى التي تتولى فيها امرأة هذه المسؤولية.
اختار بايدن للمرة الاولى أيضًا الإسباني الأصل اليخاندرو مايوركاس (60 عاما)، المولود في هافانا بكوبا، وزيرا للأمن الداخلي وسيشرف خصيصا على قضايا الهجرة.
وتنفيذًا لوعده بتسليط الضوء على مخاطر الاحتباس الحراري العالمي، اختار بايدن وزير الخارجية الأسبق جون كيري موفدا رئاسيا خاصا لشؤون المناخ. وهذا يعكس اهتمام بايدن بالحفاظ على البيئة ومعالجة قضايا التغيرات المناخية، بالتركيز على استخدام مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، والحد من الاعتمادعلى البترول والفحم.
وعين بايدن الأمريكية من أصل أفريقي ليندا توماس جرين فيلد (68 عاما) سفيرة لدى الأمم المتحدة، وكانت تشغل منصب مساعدة وزيرالخارجية لشؤون إفريقيا.
واختار أحد مستشاريه المقربين، وهو جايك سوليفان(43 عاما)، ليكون مستشاره للأمن القومي. كما اختار جانيت يلين الرئيسة السابقة للاحتياطي الفيدرالي لتصبح أول امرأة تتولى منصب وزيرة الخزانة في الإدارة القادمة.
وتسعى الإدارة الجديدة لتحسين العلاقات مع بعض الحلفاء، والمساعدة في إصلاح المنظمات الدولية، والحفاظ على الأمن في الشرق الأوسط ومواجهة الصين.
ولعل من المناسب تسليط الضوء على أهم الشخصيات في إدارة بايدن ومواقفها، وفي مقدمتهم أنتوني بلينكن وزير الخارجية، ولويد أوستن وزير الدفاع، وجايكسوليفان، مستشار بايدن للأمن القومي، باعتبارهم لصيقي الصلة بالقضايا الخارجية الأمريكية، خصوصًا فيما يتعلق بالشرق الأوسط.
عمل أنتوني بلينكن (58 عاما) مستشارا للسيناتورجو بايدن عندما كان رئيسا للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ. وعند تولي أوباما الرئاسة في 2009، شغل بلينكن منصب مستشار الأمن القومي لبايدن ثم نائبًا لمستشارالأمن القومي للرئيس، وليصبح في 2014 نائبًا لوزير الخارجية (جون كيري).
وخلال مشاركته منذ أيام في مؤتمر لمنظمة "الغالبية الديمقراطية من أجل إسرائيل"، استعرض بلينكن، مواقف بايدن من العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، وإيران والقضية الفلسطينية.
قال إن لدى بايدن التزامًا عميقًا بأمن إسرائيل، وأنه يؤيد حل الدولتين باعتباره الطريقة الوحيدة لضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية، ديموقراطية وآمنة، إلى جانب تحقيق التطلعات المشروعة للفلسطينيين.
وقال إن الولايات المتحدة ستسعى لاستعادة مكانتها في الأمم المتحدة والتي "ضعفت كثيرا في فترة ترامب".
وانتقد بلينكن الإدارة السابقة لانسحابها من الاتفاق النووي مع إيران، وقال إنها "فشلت فشلا ذريعا" ولم تمنع إيران من تطوير برنامجها النووي، كما عزلت واشنطن عن شركائهاالأوروبيين.
أما وزير الدفاع، لويد أوستن (67عامًا)، فقد عمل مساعداً لقائد الفرقة العسكرية التي دخلت بغداد عام 2003. وخاض حربي أفغانستان والعراق، وجاء اختياره لزيادة مشاركة الأقليات في شغل المناصب بإدارة بايدن. وإذا أقر الكونجرس تعيينه، فسيكون أول أمريكي من أصول إفريقية يقود الجيش الأمريكي.
عمل بايدن مع الجنرال أوستن، حينما أشرف على تنفيذ قرار أوباما سحب 50 ألف عسكري أمريكي من العراق عام 2011. وتولى أوستن قيادة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم) بين عامي2013 و2016.
التاريخ السياسي والعسكري لأوستن يوضح مدى إلمامه بقضايا الشرق الأوسط ويؤكد مدى اهتمام بايدن بالمنطقة التي تحتل مساحة كبيرة في الفكر العسكري والاستراتيجي الأمريكي.
ويتفق مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، مع وزير الخارجية، أنتوني بلينكن إزاء إيران، والرجوع للاتفاق النووي وإجبار طهران على الامتثال لشروط الاتفاقية الأصلية.
واختار بايدن تشكيلة فريق الاتّصال الخاصّ به في البيت الأبيض. وهذا الفريق يتكون حصرًا من النساء، وهو الفريق الأوّل من نوعه في تاريخالبلاد.
ومن بين هؤلاء، جين ساكي المتحدّثةً باسم البيت الأبيض. كما تمّ الإعلان عن أسماء ستّ شخصيّات أخرى، من السيدات ولا تتطلّب هذه التعيينات موافقة مجلس الشيوخ.
وشملت التعيينات سيسيليا روس كأوّل امرأة سوداء تقود مجلس المستشارين الاقتصاديّين، ونيراتاندين كأوّل أمريكية من أصل هندي ترأس مكتب الإدارة والميزانيّة.
اترك تعليق