صباح الخير، كلمة بديعة يتحدث بها كل إنسان لمن يلقاه فى بداية يومه، لكنه لا يدرك حقا معنى هذه الكلمة الرائعة عندما يتذمّر بعد وقت قليل من هذا الصباح على أولاده أو زوجته أو زميل له فى العمل، ويهدم كل معانى الخير والسماحة التى ذكرها فى قوله صباح الخير، لذا دعونى أخبركم معنى هذه المقولة الرائعة التى لو أدرك كل إنسان معناها لحافظ عليها حتى يكون يومه مشرقا وجميلا.
عندما يبدأ الإنسان يومه بدعاء أن يكون صباح هذا اليوم مليئا بالخير فإنه يدعو الله وهو لا يدرى أن يجعل صباحه هو ومن معه صباحا يسوده كل خير وود وصلاح وابتسامة مشرقة وبارقة أمل فى يوم يتّسم بالسعادة ونيل ما عند الله تعالى من الخير والفلاح، وما أدراكم ما هو الخير الذى يأتى من عند الله.
لقد قال تعالى: (من جاء بالحسنة فله خير منها) إن الحسنة عند الله بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وليس هذا فحسب بل الإنسان الذى قدَّم الحسنة له جزاء خيرا من الحسنة لأنك عندما قدّمت الكلمة الطيبة كانت لك صدقة، فصباح الخير مع الابتسامة صدقة تؤجر عليها، ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: (تبسّمك فى وجه أخيك المسلم صدقة).
لذا فصباح الخير هو دعاء لك ولغيرك بأن يرزقنا الله الخير كله ولا تترك أبدا هذه المقولة واستقبل بها يومك مهما كانت حالتك المزاجية، فلا تعبس فى بداية يومك فى وجه من حولك ولا تمل من الدعاء لنفسك وللآخرين، فقد قال تعالى: (لا يسئم الإنسان من دعاء الخير وإن مسَّه الشر فيئوس قنوط).
وقد علّمنا المصطفى معنى الحصول على الأجر والثواب بكلمة فيها الخير والرفق واستمالة قلوب الآخرين، فقال: (الكلمة الطيبة صدقة)، فحينما تقول: أسعد الله صباحكم أو صبّحكم الله بالخير، فأنت دعوت لهم بالسعادة والفلاح والصلاح فى الأمور كلها، وأخذت على تلك المقولة صدقة وثوابا جزيلا من الله، بل إنك قدّمت لنفسك بابا من أبواب الخير تعوّدت عليه فى كل يوم، لكن من الآن إجعل نيَّتك متجهة للحصول على الأجر من الله فقد قال تعالى: (وما تقدِّموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا) فأى شئ سوف تقدمه لنفسك من كلمة طيبة أو من صدقة نافعة أو من فعل الخير سوف تجده يوم القيامة عند الله تعالى بأضعاف مضاعَفة محفوظ لك ويملأ صحيفة حسناتك، يا لها من صفقة رابحة وتجارة مع الله رائجة، أتدرون ما هى؟
إنها الكلمة الطيبة، فلا تتهاونوا بها، فالكلمة الطيبة مهما صغرت فلها أجر عند الله (فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره) والذرة شئ لا يُرى بالعين المجرّدة، والعجيب أن الله قال مثقال ذرة وليس ذرة كاملة، بل جزء منها ضئيل، إذن لا تستصغر أى شئ من الخير مهما كان حتى وإن كان إبتسامة فى وجه الآخرين، حتى وإن كان مسحة على جبين الطفل الصغير، عزيزي القارئ، هى أنفاس معدودة فى الحياة تخرج معها كلمات فلنجعل كلماتنا بيننا حانية والحب يظهر في حديثنا والود موصولا دائما بيننا، صباح الخير.
اترك تعليق